"إحياء العنبر".. ثروة مذهلة تأسر قلوب مزارعي ذي قار

ذي قار - IQ  

برائحته الزكية ولونه الأخضر الأخاذ، يعود محصول "الشلب" إلى سابق مجده في ذي قار، مدخلا الجمال للمناطق الريفية في المحافظة وجالبا الحظ لزارعيه العاكفين على العناية به.  

 

رز العنبر الشهير المعروف محليا بـ"الشلب"، يعد بامتياز ماركة عراقية مسجلة، نظرا لجودته وطعمه المميز، وهو بحسب مختصين "ثروة وطنية" تستحق العناية والفخر، وعادت زراعته تنتعش في محافظة ذي قار، بيد أن زارعيه يواجهون مصاعب مضنية ويحتاجون الى مساعدة من الدولة لإزاحتها عنهم.  


محصول يعزز الأمن الغذائي 


يقول رئيس الجمعيات الفلاحية في قضاء سوق الشيوخ صادق موسى لموقع  IQ NWES، "بعد سنوات من الجفاف وشح المياه في المناطق الزراعة، عادت زراعة الشلب بالتزامن مع وفرة المياه، فهو محصول له أهمية كبيرة ويدخل ضمن مفردات البطاقة التموينية". 



ويوضح موسى، أن "المواطن العراقي يعرف العنبر ونوعيته ويميل الى استهلاكه، وهذه السنة الثالثة على التوالي تتم فيها إعادة إحياء هذه الزراعة التاريخية، وخلال هذا الموسم كانت الخطة زراعة 4 الاف دونم". 


ويضيف موسى، "سيكون الحصاد قريبا في منتصف شهر تشرين الثاني المقبل، حيث بدأت زراعة الشلب في 15 حزيران الماضي، أما نوعية العنبر الموجود في ذي قار، فهو الخضراوي الاصلي إضافة لأنواع أخرى مميزة"، مبينا أن "الاستعدادات جارية لموسم الحصاد بعد وصول الحاصدات الى المناطق المزروعة". 


ويوضح موسى، أن "السكان وأهالي الفلاحين اعتادوا أن يفرحوا خلال موسم الحصاد، ويعتبرونه موسما للخير والسعادة، لأن الأرض أعطتهم هذا الانتاج الوفير". 



أما كاظم الصالحي، وهو فلاح من محافظة ذي قار، يقول لموقع IQ NWES، إن "الشلب يعد من المحاصيل الغذائية المهمة التي تدخل من ضمن الأمن الغذائي، حيث تشتهر زراعته في مناطق الفرات الاوسط والجنوب، لما تمتلكه من مناخ وبيئة مناسبة". 


ويضيف الصالحي، أن "زراعة الشلب تعرضت لمعوقات فنية ولوجستية، منها اعتماد زراعته على المضخات التي تعمل بمادة (الكاز والدهن)، مما أدى الى انحسار المساحات المزروعة بسبب الكلفة العالية التي تتضمنها، وأيضا عدم وصول شبكة الكهرباء الى ابعد نقطة في حافات الأهوار، خصوصا في أهوار الحمار والحمار الشرقي".


ويتابع الصالحي، "لذلك تحتاج الزراعة الى تكاتف بين وزارات الكهرباء والموارد المائية والزراعة والى تنسيق عال للخروج بإنتاج كبير من محصول الشلب"، لافتا الى وجود "مشاكل أخرى تتعلق بالأدغال وهي تحتاج الى قيام وزارة الزراعة بتوفير مبيدات كثيرة للخلاص منها". 


مشاكل بحاجة الى حل 


رئيس الجمعيات الفلاحية في محافظة ذي قار، مقداد الياسري يقول لـ  IQ NWES، إن "محافظة ذي قار من المحافظات الشلبية وطبيعتها الطبوغرافية تتناسب مع هذا الانتاج، وتمتد مساحات زراعة المحصول من قضاء سوق الشيوخ حتى أيمن الفرات في قضاء الجبايش". 


ويؤكد الياسري، أن "ما يتم زراعته في هذه المناطق يعد من أفضل أنواع زر العنبر في العالم، ويوجد في مناطق أخرى في المحافظة، خاصة المناطق الواقعة بين ناحية الدواية وقضاء الشطرة"، موضحا أن "هناك 4 الاف دونم، فضلا عن المساحات المزروعة بمناطق الأهوار والتي يكون مصادر ريها نهر الفرات". 


ويشخص الياسري وجود "مشاكل ومعوقات تحتاج الى حل، وأبرزها الكهرباء والماء، فضلا عن أهمية وضع سياسة خاصة للتسعيرة وهي مهمة بالنسبة للفلاحين، مع توفير مبيدات للأدغال وأسمدة". 


ويشير الياسري الى أن "ذي قار كانت تمكنت عام 2008 امن أنتاج أكثر من 40 الف طن من الشلب ووفرت رزا بكيمات تغطي أربعة أشهر من البطاقة التموينية، استطاعت تحقيق الاكتفاء الذات". 


ويأمل المزارعون في ذي قار، إيجاد حلول للمشاكل التي يعانون منها لكي يساهموا في إغناء الاقتصاد الوطني وتطوير الانتاج المحلي عن طريق فسح المجال امام مساحات اخرى كبيرة لزراعة هذا المحصول المهم.