"جبهة نسوية" في الموصل.. لاستعادة المدنية و"إلغاء النمطية" ودفن أفكار "داعش"

نينوى - IQ  

تسعى عدد من الناشطات في مدينة الموصل إلى إلغاء "وصمة التطرف" التي وسمت بها المدينة نتيجة لسيطرة تنظيم "داعش" على المدينة لثلاث أعوام.

وعلى الرغم من مرور أكثر من 3 أعوام على تحرير الموصل، مركز محافظة نينوى، من سيطرة تنظيم "داعش" المتطرف، ما تزال بعض وسائل الإعلام تحاول إلصاق تهمة "الطرف" بالمدينة التي تعدّ واحدة من أعرق مُدن العراق إلى جانب بغداد والبصرة.

وروّج تنظيم "داعش" المتطرّف لصورة نمطية عن النساء، حيث يرتدين جلابيب سود، ولا يُسمح لهن العمل أو حتّى السير في الشوارع.

وبمقابل ذلك، فإن سكّان مدينة الموصل يتمسكون بالحياة ويصرون على محو تلك الصورة والحقبة السيئة التي مرت بها المدينة ذات الخلفية الثقافية والحضارية.

ونتيجة لذلك، أقامت مجموعة من الناشطات ومنظمات المجتمع المدني في مدينة الموصل قبل ماراثوناً رياضياً أطلق عليه تسميّة "ماراثون التحدي". وشارك في المارثون الرياضي نحو 35 فتاة من مختلف مناطق محافظة نينوى.

وانطلق المارثيون الرياضي على مقربة جامع النوري، المكان الذي ألقى فيه الزعيم السابق لتنظيم "داعش" أبو بكر البغدادي خطبته الشهيرة التي أعلن فيها قيام "دولة الخلافة" المزعومة.

وقالت سرى خليل، إحدى الناشطات النسويات في الموصل، إن "هذا المارثيون جاء كخطوة أولى من مجموعة فعاليات سنقوم بها على كافة المستويات الرياضية والفنية والسياسية، لإثبات مدنية الموصل".

وأضافت خليل، في حديث لموقع IQNEWS، أن "المرأة الموصلية عانت من آثار سيطرة تنظيم (داعش) على الموصل، وهذه الأمر انعكس على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث يعتبر باقي المواطنين من العراق بأن المرأة في الموصل رجعية ولا يمكنها المشاركة بالحياة المدنية".

وأردفت خليل أن "منظمات المجتمع المدني والناشطات حاولوا تغيير هذه الصورة بأن المرأة في الموصل كانت مجبرة على ارتداء الملابس المعينة والانصياع لأفكار (داعش)"، فيما أشارت إلى أن "الماراثون الرياضي خير دليل على إثبات التغيير الكبير الذي حصل بعد إزاحة التنظيم الإرهابي وأفكاره".

ويُثبت سكّان الموصل، في كلّ مناسبة، قدرتهم على استعادة التقاليد الراسخة في المدينة التي حرّمها "داعش" لأعوام عدّة، مثل الموسيقى، والمسرح، والتنزه.

وفي منطقة الغابات على ضفاف دجلة والمعروفة بنواديها العائلية، أخذت تنتشر السيارات والعائلات التي جاءت لتغيير الأجواء والاستمتاع بأوقات طيبة على ضفاف النهر. 

ولا تُعدّ الموصل ذات تركيبة قبلية عشائرية على خلاف العديد من المدن العراقية الأخرى، إذ تقوم تقوم التركيبة الاجتماعية للمدينة على العائلات التي تُنسب إلى المهن التي اشتهرت بها.

على الرغم من ذلك، قالت رئيسة فريق شباب نينوى للتآخي دنيا عمار أن على الحكومة مسؤولية كبيرة في دعم المجتمع الموصلي وتحديداً المرأة".

وأشارت حديث لموقع IQNEWS أن "بعض النساء يتعرضن للعنف والاضطهاد من قبل ذويهن الذين مازالوا يتأثرون بأفكار التنظيم المتطرفة، على الرغم من تحرير المحافظة".

وأوضحت أن "على الحكومة العراقية مساندة منظمات المجتمع المدني في إجراء حملات التثقيف والوصول للنساء اللواتي تعاملن مع داعش، حتى تلك اللواتي يسكن في المخيمات، بهدف إصلاحهن ودمجهن بالمجتمع مرة أخرى".

وأكدت عمار أن "المرأة الموصلية صارت أقوى بفعل مشاركتها في الندوات والفعاليات المدنية، وأيضاً مشاركتها في الجانب السياسي، ولكن بعض المناطق البعيدة والنائية بحاجة لحملات أكبر للتخلص من آثار التطرف الديني والعشائري بكل أنواعه".

وتعليقاً على ذلك، أشار الصحفي الموصلي أحمد الزيدي إلى أن عمل المرأة في عدد من الجوانب في الموصل قبل سنوات كان محظوراً، وهناك فعاليات بالكامل تختصر على الرجال".

لكن الزيدي استدرك بالقول لموقع IQNEWS إن "العديد من نساء الموصل باتن يخرجن بمفردهن للسفر وقضاء العمل، كما أن هناك الكثير من المجالات التي لم تعد حكرا على الرجال كالمشاركة بالفعاليات الفنية والرياضية والعمل بالمراكز التجارية والمقاهي والمطاعم وافتتاح المسابح الرياضية".

وخلص قائلاً "هذا تطور نوعي ساهم بمحو أفكار تنظيم داعش المتشدد".