طهران والرياض.. هل تفلح بغداد بجمع الغرماء؟

بغداد - IQ/ عادل المختار 


التقى الغريمان الإيراني والسعودي برعاية عراقية، ضمن لقاءات ومباحثات سرية مباشرة جرت مؤخرا، فهل تلعب بغداد في تقرير وجهات النظر بين طهران والرياض وفتح أفق جديد للتفاهم؟ 


ويقول الكاتب والاكاديمي نزار السامرائي لموقع IQ NEWS، إن "اللقاء إذا حصل فعلا، فهو خطوة مهمة يخطوها العراق باتجاه تجنيب المنطقة مزيدا من التصعيد والصدام"، مبينا أن "الصراع السعودي الإيراني يلقي بظلاله على شعوب المنطقة ولاسيما في العراق وسوريا واليمن ولبنان الذي يعاني بشدة من التدخلات الخارجية".


ويضيف السامرائي، أن "التوجهات الأخيرة للسعودية وايران تذهب باتجاه التهدئة ومحاولة الوصول إلى تفاهمات مع مختلف الأطراف وهذا شيء جيد لو صدر عن حسن نية ورغبة بترك دول المنطقة تعيش حياتها بالشكل الذي تريد والابتعاد عن منطق الاستحواذ والهيمنة وتهديد المصالح، خاصة وأن العراق بعلاقاته مع الأطراف المتصارعة قادر على أن يجمع بين الجانبين بشرط أن يبقى ملتزما جانب الحياد والعلاقات المتوازنة مع الجميع وعدم الانجراف إلى سياسة المحاور"، مشيرا إلى أن "كل خطوه يخطوها بهذا الإتجاه ستعود لصالح الشعب العراقي وشعوب المنطقة التي انهكها الاقتتال بالنيابة".


استقرار المنطقة


الباحث في الشأن السياسي رحيم الشمري يقول في حديث لموقع IQ NEWS، إن "تحسن العلاقات الثنائية والإقليمية بين دول المنطقة كافة، وخاصة بين السعودية وإيران، تنعكس ايجابا على استقرار الشعوب والبلدان، وان يكون اللقاء سواء حدث ام لم يحدث فرصة طيبة لترطيب الاجواء".


نقطة حاسمة


يقول المحلل السياسي هادي العصامي لموقع  IQ NEWS، إن "هذا الاجتماع هو نقطة مهمة وحاسمة بالنسبة للعراق الذي يتبنى دائما تقريب وجهات النظر بين الأطراف المتنازعة، يسن  واشنطن وطهران والآن بين السعودية وايران، ولعل السعودية كانت تبحث عن فرصة للتفاهم مع طهران".


ويوضح العصامي، أن "هذا الاجتماع له انعكاسات على العراق، خاصة وانه مقبل على انتخابات نيابية، ويرغب بان يشهد الملف الأمني استقرارا، خاصة وان الاجتماع كان بين كبار أجهزة الاستخبارات بين البلدين".


وكانت مصادر حكومية عراقية، أكدت أن لقاء جمع مطلع نيسان الحالي في بغداد وفدين رفيعي المستوى من السعودية وإيران، وأن هذه المناقشات بقيت سرية إلى أن كشفت عنها صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية في عددها الصادر الأحد الماضي.


وفيما نفت الرياض ذلك عبر صحافتها الرسمية، لم تعلق طهران على الأمر واكتفت بالتأكيد على أن الحوار مع المملكة العربية السعودية كان "دائما موضع ترحيب".


وبحسب المصادر العراقية فأن وفدا سعوديا برئاسة رئيس المخابرات خالد بن علي الحميدان، ووفدا إيرانيا برئاسة مسؤولين مفوضين من قبل الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي علي شمخاني، اجتمعا في بغداد.