ماذا سيحدث يوم 25 تشرين الاول في العراق؟ #IQ_NEWS

25 اكتوبر.. سباق سياسي أم جماهيري؟

بغداد - IQ  


سيناريوهات عدة، قد ترافق حلول الذكرى الأولى لموجة تظاهرات تشرين الثانية، التي تصادف يوم الأحد المقبل (25  تشرين الأول/أكتوبر 2020)، ففي نفس التاريخ قبل عام، اندلعت تظاهرات شعبية واسعة، احتجاجاً على سوء الخدمات، وتوفير فرص العمل، لتستكمل تظاهرات الأول من ذات الشهر، والتي توقفت مؤقتا بسبب موجة العنف التي واجهتها، ومزامنة مع زيارة الاربعينية، حيث استمرت شهورا لاحقة، راح ضحيتها قرابة 700 متظاهر، واصابة 20 الفاً، لتطيح برئيس الحكومة السابق عادل عبد المهدي، بعد ان دعا المرجع الديني علي السيستاني البرلمان لمراجعة خياراته.


مع بدء التحضير للاحتفال بذكرى التظاهرات التي يعد صفاء السراي أيقونتها (قتل بقنبلة غاز مسيل للدموع استقرت برأسه وسط ساحة التحرير)، تصدّر وسما (القميص الأبيض راجع) و(25 ننتصر بوحدتنا) ترند العراق على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، اعلانا عن تظاهرات ستنطلق في 25 تشرين الأول / أكتوبر 2020 بساحة التحرير وسط بغداد وباقي الساحات في المحافظات، من أجل المطالبة بتحسين المعيشة والخدمات واجراء مبكرة مع قانون انتخابات على أساس الدوائر المتعددة.


اتحاد طلبة بغداد أكد أن الطلبة سيعودون بـ“مسيرة العودة"، وأن “الطلاب عادوا بعد انتهاء الحظر، وهم يحملون في أعناقهم دماء الشهداء، ووصايا عوائلهم ومعاناتهم وصرخات أمهاتهم ونسائهم ودموع أبنائهم"، مشددا على 4 مطالب أبرزها، "محاسبة رؤوس الفساد، ومصادرة أموالهم وتفعيل قانون الأحزاب، ومحاسبة قتلة المتظاهرين، إضافة إلى حصر السلاح بيد الدولة وتعزيز الثقة في صفوف القوات الأمنية والقضاء على الميليشيات”.


إذ قال علي السنبلي وهو متظاهر من النجف (190 كلم جنوبي بغداد)، قائلا "كان من المفترض ان تقتصر احتجاجات 25 اكتوبر (تشرين الاول) الحالي على الاستذكار من اجل البدء الفعلي نحو توجيه الجماهير لضرورة التغيير من بوابة التنظيم السياسي المستقل البعيد عن الاحزاب، الا ان المسببات الاساسية للتظاهرات لا تزال قائمة حتى اللحظة". 


وذهب السنبلي، إلى أنه "لم يُكشف عن قتلة المتظاهرين والناشطين والاعلاميين، ولم يتم الافراج عن المغيبين والمختطفين إلى الآن، وما تزال الميليشيات تتحدى الدولة وتسرح وتمرح في شوارع العراق، وفي ظل كل هذا التوتر المشحون، يأبى العديد من الاحرار الدخول لتنظيم انفسهم سياسياً لعدم وجود ضمانات كافية لحمايتهم من البطش والقتل او الخطف والتهديد".


فيما يرى محمد عماد، من محافظة واسط (180كم جنوبي بغداد)، أن "خروج الناس للشارع، يوم 25 بغض النظر عن السبب  يعتبر امتداداً للثورة لكن هل يمكن ان يكون لهذا الخروج ابعاد اخرى مثل ما حدث قبل سنة؟ ممكن لكن انا لا ارجح ذلك".


وتختلف ايناس كريم وهي ناشطة من بغداد مع رأي المتظاهرين الآخرين، قائلة، ان "من الصعب التكهن بما سيحدث في 25 من الشهر الجاري"، مضيفة ان "هناك يأسا في صفوف المتظاهرين من كثرة الوعود التي تقدمها الحكومة دون تنفيذ، وخاصة الكشف عن قتلة المتظاهرين والناشطين".


محمد الياسري من البصرة (560 كلم جنوبي بغداد)، يؤكد، أن "التظاهرات ستكون غاضبة وستستمر لمدة أسبوع على أسوار المنطقة الخضراء، حسب قوله وان ضغط التظاهرات هذه ستكون جلها على البرلمان العراقي والحكومة الإنجاز القوانين المتبقية وكشف المجرمين".


فيما نوه أحمد الحمداني، وهو متظاهر من بغداد، الى أن يوم 25 "سيكون يوم ذكرى، والواجب أن يصل المتظاهرون إلى قناعة بأن التظاهرات لم تعد تجدي نفعا".


وأضاف الحمداني، أن "التظاهرات ستكون بدون تخطيط، وان نجاحها يحتاج إلى اعلام وضغط داخلي على الحكومة يرافقه ضغط دولي، ولكن هذا الأمر غير موجود، متهما الاعلام بالتسييس، وان المجتمع الدولي مستفيد من وجود الحكومة العراقية، وكذلك لا يوجد لدى المتظاهرين حلول سياسية بديلة".


فيما وضع السنبلي أسبابا أخرى للتظاهرات القادمة "أهمها عدم وجود اية نية لرعاية الانتخابات بشكل رسمي من قبل الامم المتحدة والمنظمات الدولية المختصة لضمان فرص متساوية وعادلة للفوز بالانتخابات التشريعية"، لافتا الى أن "نية أحزاب السلطة المبيتة لاستهداف التظاهرات لن تثني المتظاهرين عن هدفهم وهو "#نريد_وطن ".


وحول إمكانية استهداف التظاهرات، بين محمد عماد، انه "يمكن قطع الطريق على عناصر الاحزاب السياسية، كونهم من السهل ان يندسوا وسط المتظاهرين، من خلال تنظيم الاحتجاج، وتحديد الاطار النظري الذي ستسير عليه التظاهرات، وكل ما هو خارج هذا المسار المحدد، سيعتبر انحرافا سيئا يجب رفضه، حتى لو كان بحسن نية"، مبينا، "اذا كان الامر صعبا، فسيتم تحديد اطار الاحتجاحات، على الاقل، وما هو مرفوض مثلا، ونكون قد نجحنا بالحد مما يمكن ان تسببه الاحزاب الفاسدة، من تشويه لثورتنا".


كما تقول كريم، إن "ثمة شيئا ينبغي للسلطة، أن لا تغفله كحال سابقاتها من الحكومات، وهو كيفية التعلم من درس حكومة عبد المهدي وإخفاقها في ترويض المتظاهرين، وتنفيذ ما يمكن تنفيذه وإقناعهم بذلك، فخيار القمع والمواجهة حتما، لن يكون حلاً، بل بداية الجحيم الذي ينتظر الطبقة السياسية بالمجمل".


وتستطرد، بالقول "بات المتظاهرون في الواقع بين خيارين أحلاهما مر، بين المهلة لحكومة الكاظمي التي وضعوها في الذكرى الأولى لتشرين وهي تنتهي يوم ٢٥ من تشرين الاول الجاري، وبين خصوم الكاظمي الذين ينتظرون هذه اللحظة للخلاص من حكومته بدماء المتظاهرين، ولن يكون مكلفاً لهم ولطالما نظروا لتشرين على أنها ورقة أمريكية لابد من الخلاص منها، ولذلك يعي التشرينيون حجم صعوبة الأمر في حال تم إسقاط الكاظمي سنتجه للبديل المجهول الذي ربما سيكون معاديا بامتياز وهنا تكمن صعوبة التصعيد من عدمها في هذا اليوم، خوفاً من استغلاله من قبل جمهور الأحزاب والفصائل لتحقيق نصر إسطوري على خصمهم الكاظمي الأمريكي بحسب وصفهم".


ويوضح محمد الياسري (من البصرة)، أن "جماهير الأحزاب السياسية تغني على ليلاها، وان تيارات وأحزابا سياسية ستتواجد في التظاهرات لجرها الى حرق مقرات الأحزاب والاعتداء على البعثات الدبلوماسية لمحاولة شيطنة المتظاهرين وتنفيذ مارب سياسية خاصة".