ازمة جديدة في محافظة عراقية تدفع لاحياء اقدم المهن

ديالى - IQ  


توقعات الجهات الحكومية ان يكون فصل الصيف القادم هو الاقسى في الجفاف على نحو 70% من مناطق ديالى ما اثار المخاوف من عدم توفير البدائل لمحطات الاسالة او ارواء البساتين في الحد الادنى.


 ان ذلك دفع الكثير الى التفكير في حفر ابار كحل مؤقت لتفادي ازمة ربما لن تكون عابرة خاصة وان 70% من الانهر القادمة من ايران فقدت ايرادتها في الاسابيع الماضية مايجعل موقف المحافظة صعب للغاية خاصة وان اجمالي ما تبقى في بحيرة حمرين التي تشكل خزين ديالى الاستراتيجي هو 400 مليون م3 فقط .


 ازمة الجفاف المقبلة ومخاوف الاهالي رغم رسائل الاطمأنان المتعددة خاصة لاهالي بعقوبة اعادت احياء مهنة حفاري الابار التي تعد من اقدم المهن في ديالى وسط توقعات بنمو غير مسبوق لابار المنازل.


وقال مصعب العزاوي وهو مختص بحفر الابار لـIQNEWS، "نعمل في مهنة حفر الابار منذ 10 سنوات تقريبا وجهدنا كان ينصب في الارياف والمناطق النائية ولكنه محدود لانه يعتمد بالاساس على مواسم الجفاف وكلما كان حاد وقاس ارتفعت بورصة العمل ثم يردد عبارة مصائب قوم عند قوم فوائد".


واضاف العزاوي ان "كل الانباء تؤكد بان ازمة الجفاف القادم ستكون صعبة وقاسية وهناك بالفعل طلبات بحفر الابار في بعض القرى النائية لكننا نتوقع ان تصل عمليات حفر الابار لمناطق لم نصلها من قبل خاصة في بعقوبة لان الازمة ستكون حادة وفق ما نعرفه".


 اما ابو شاهين وهو من اقدم حفاري الابار قال "في 2007 كانت هناك موجة جفاف حادة ضربت اجزاء واسعة من مناطق حوض دياالى ومنها بعقوبة وكانت الظروف الامنية معقدة وصعبة خاصة في بهرز اكبر نواحي قضاء بعقوبة ورغم ذلك حفر الكثيرون ابار الاتوازية في  حدائقهم لتفادي شحة مياه قاسية جدا".


واضاف ابو شاهين ان "الابار المنزلية غير مكلفة ماديا ولكن ابار البساتين التي تصل اعماقها الى 70 م فما فوق تحتاج الى ميزانية مالية وعمل شاق واليات تخصيصية".


فيما اكد النائب مضر الكروي ان "ازمة الجفاف القادمة في ديالى ليست عابرة وستكون قاسية وفق القراءات المتوفرة"، مؤكدا ضرورة ان "تعد خطة موسعة لحفر الابار الارتوازية لحماية البساتين الكبيرة من خطر الجفاف لانها ثروة كبيرة".


واضاف الكروي ان "هناك تطمنيات بان محطات الاسالة سيتم توفير المياه الخام لها ولكن يجب ان يكون هناك بديل لاي ازمة متوقعة"، لافتا الى ان "ازمة الجفاف تحتاج لحلول استثنائية ومنها اعتماد استراتيجية حصاد الامطار والسعي الى تقتين ملف سقي الاراضي والبساتين واعتماد الاطر الحديث بدل الاطار التقليدي الذي يسبب هدر كميات كبيرة من المياه".


فيما اشار قائممقام قضاء بعقوبة عبدالله الحيالي الى ان "مشروع تعزيز نهر خريسان والذي يمثل اهم مشروع للموارد المائية بعد 2003 من خلال تزويد النهر بمياه نهر دجلة عبر جدول اسفل الخالص يتوقع انجازه في مراحله المتعددة بداية ايار القادم ما يعني بان هناك بديل لمحطات الاسالة في بعقوبة لتامين مياه الى ربع مليون نسمة".


واضاف الحيالي ان "فكرة انشاء ابار كبيرة قرب محطات الاسالة موجودة ولكن لم تنفذ حتى الان"، مشيرا الى انها "خيار مطروح بقوة اذا كانت الازمة حادة جدا".


واشار الى ان "بعقوبة وضواحيها مرت بازمات جفاف حادة بعد 2003 واضطرت الكثير من المناطق لحفر ابار في المنازل والبساتين كخطوة انقاذ وكانت فعالة خاصة في اطراف بهرز"، مؤكدا ان "الامر ربما يتكرر في بعقوبة اذا اقتضت الضرورة".


 اما حسين الشمري مهندس زراعي متقاعد اشار الى ان "50-60% من المياه المخصصة للقطاع الزراعي تهدر لان 96% من البساتي والاراضي تعتمد اليات السقي التقليدي اي السقي السيحي كما يعرف محليا وهو يمثل هدر مزمن للمياه".


وتابع الشمري ان "كل دول العالم لجأت الى الاساليب الحديثة في السقي وخاصة التنقيط للحفاظ على ثروة المياه من الهدر"، مضيفا ان "التجربة للاسف لم يجري تفعليها بشكل اكبر في ديالى وهذا ما يفسر تكرار الازمات رغم ان المياه المتوفرة بالحد الادنى جيدة".


اما حميد حسن طبيب فقد اشار الى ان "مياه الابار لايمكن الجزم بانها صالحة للاستخدام خاصة في الحدائق في ظل تدفق مياه الصرف الصحي اليها او انها تعاني من ملوحة عالية ما يسبب امراض جلدية متعددة".


واضاف حسن ان "فحص مياه الابار ضروري جدا ويجب ان يشرب منها بشكل مباشر"، موضحا ان "هناك الكثير من الامور يجب تجنبها  لتفادي امراض  جلدية وحتى تلوث معوي".