عبّارة الموصل.. عامان على الفاجعة ومطالب بانتظار الاستجابة

نينوى - IQ  

على غير العادة، يستذكر أهالي محافظة نينوى، حلول عيد النوروز اليوم الأحد (21 اذار 2021)، بألم وحزن عميق، بسبب جرح فاجعة العبّارة التي غرقت بنهر دجلة في 2019 وراح ضحيتها أكثر من 200 مواطن كانوا يحتفلون بالعيد ليتحول فرحهم إلى بكاء وعويل.


وعلى الرغم من مرور عامين على الحادثة، ما تزال العشرات من الجثث المفقودة التي لم يتم العثور عليها، فيما تعلن الشرطة النهرية وفرق الدفاع المدني بين فترة وأخرى عن العثور على جثث جديدة غالبيتهم من الأطفال، وفي مناطق متفرقة من محافظة نينوى.


وكان رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي قد وجه اللجنة المالية بإضافة فقرة لإقرار الحقوق التعويضية لضحايا العبارة وتضمينها في موازنة 2021.


مطالبات عوائل الضحايا


الكاتب الموصلي عبد الجبار الجبوري والذي كان على متن العبارة أثناء وقوع حادثة الغرق وفقد 8 أفراد من عائلتة بينهم زوجته واثنان من بناته، تحدث ونبرة الحزن في داخله، عن ماذا يشكل له هذا اليوم من ألم كبير.


وبين في حديثه لموقع IQ NEWS، "يوم 21 من آذار شكل جرحا في تاريخ الموصل والعراق، نستذكره بحزن، على الفساد الذي أنهك المدينة والإهمال الكبير، لضحايا هذه الحادثة الذين يتم إنصافهم حتى الآن".


وأضاف أنه "فقد 8 من عائلته، وما يزال لم يعثر على اثنين من الجثث إحداها تعود لابنته والأخرى تعود لابنة عديله، بالرغم من مرور عامين على الحادثة، التي تسببت بها الجهات الفاسدة، التي لم تلق بالاً للتحذيرات التي أطلقتها وزارة الموارد المائية في ذلك الوقت"، موضحاً أن "منسوب المياه في ذلك اليوم، وتحديدا في اللحظة التي سقطت العبارة كان مرتفعا بشكل كبير، وكان هناك تقصير واضح من عدة جهات أبرزها الشرطة النهرية، التي لم تقم بواجبها في إنقاذ الضحايا من الغرق".


وأشار إلى أن "محاكم نينوى حتى الآن لم تدن الجهات المسؤولة عن هذه الفاجعة، ومن هو المقصر، لكي ينالوا العقاب، ونحن كعوائل ضحايا نثمن موقف رئيس البرلمان محمد الحلبوسي الذي أصر على درج قوائم الضحايا ضمن تخصيصات موازنة 2021".


وطالب بـ"حسم هذا الملف داخل محاكم نينوى، وإعلان الجهات المقصرة، وتكثيف البحث عن الجثث المجهولة، ليتسنى دفنها بطريقة تليق بكرامتهم الإنسانية".


عدد الضحايا


مدير دائرة الطب العدلي في محافظة نينوى حسن واثق، أشار إلى أنه "تم تسليم نواب المحافظة قائمة بعدد شهداء الحادثة من أجل درج حقوقهم المالية ضمن الموازنة المالية".


وأضاف في حديث لموقع IQ NEWS أن "القائمة تضم 143 شخصا، وهم عدد الضحايا الذين تم العثور على جثثهم ودفنهم، كما هناك قائمة أخرى تضم عدد المفقودين وتم اختيارها من خلال التواصل مع عوائلهم الذين قدموا شكوى في وقتها".


مساومة العوائل


تقول عضو مجلس محافظة نينوى السابق أصيل شاهين الآغا، أنه، بعد مرور عامين على الفاجعة الأليمة ما تزال الجثث تطفو على نهر دجلة، وهي تذكير بحجم الجرائم التي وقعت على هذه المدينة.


وأكدت في حديثها لموقع IQ NEWS أن "الحكومة الاتحادية أهملت وقصرت كثيرا بحق أهالي الموصل واستهانت بأرواحهم، ولم تول هذه الفاجعة اهتماما بالغاً، رغم صرخات الأطفال والنساء التي ظلت شاهدة على الظلم الذي تعرضت له المدينة".


وبينت أن "السبب الرئيسي وراء حادثة العبارة هو الفساد الكبير، نتيجة الحمولة الزائدة عن الوزن المقرر، وكذلك عدم توفير مستلزمات السلامة والحماية، رغبة في توفير أرباح مالية أكبر".


واستكملت حديثها بالقول، إنه "تمت مساومة عوائل الضحايا للتنازل عن حقوقهم مقابل 10 ملايين دينار، وتم تسويف القضية، وتشكيل لجان تحقيقية، مصيرها مثل اللجان السابقة لآلاف الجرائم التي وقعت في العراق".


وكانت السلطات القضائية قد أفرجت عن مستثمر الجزيرة السياحية عبيد الحديدي ونجله ريان، والذين اتهموا بالتقصير والإهمال في حادثة العبارة.


وكشف مصدر محلي، أنه "تم دفع مبلغ 10 ملايين دينار من قبل الحديدي لكل عائلة من عوائل الضحايا، مقابل التنازل عن حقوقهم، والتي أدت بالسلطات القضائية للإفراج عن الحديدي".


وما تزال الجزيرة السياحية التي سقطت فيها العبارة مغلقة أمام أهالي الموصل على الرغم من مرور أكثر من عامين على الحادثة.