"مزارات للبكاء".. مدن سويت بالأرض تنتظر معجزة تنقذها في ديالى

ديالى - IQ  

بكاء ونحيب على أطلال مدن سويت بالأرض في ديالى، كأن تسونامي هائل ضربها دون هوادة، لدرجة تحولت معها إلى "مزارات للبكاء"، فماذا حصل وهل انجرف سكانها بعيدا عنها رغما عنهم؟ 


تعرضت ديالى ما يسميها الكثيرون إلى موجتين من الإرهاب تسمى "سنوات الدم المؤلمة"، بيد أن العديد من العوائل المتضررة ترنوا أعينها إلى العودة، لكن الموضع صعب في ظل نظام تعوض متعثر وغير فعال.  


ويقول عضو مجلس النواب عن ديالى مضر الكروي في حديث لموقع IQ NEWS، إن "ديالى تأتي بمقدمة المحافظات من ناحية عدد المنازل التي دمرها الارهاب بعد عام 2006"، لافتا الى أن "ناحية جلولاء (70 كم شمال شرق بعقوبة)، هي المدينة الاكثر، وفيها احياء كاملة سويت بالأرض على نحو دفع مجلس النواب في عام 2017 الى اعلانها مدينة منكوبة". 


ويضيف الكروي، أن "أكثر من 15 ألف معاملة تعويض مرفوعة من جلولاء وقراها والمناطق القريبة منها، ما يظهر حجم المأساة الانسانية فيها"، لافتا الى أن "أغلب المعاملات بدون تعويض مادي من قبل الدولة حتى الان".


وتساءل الكروي، "كيف نعمر المناطق المحررة والاهالي بدون تعويضات، وبعضهم منذ 15 عاما تقريبا ينتظرون على امل ان يستلم التعويض لبناء منزله والعودة اليه". 


ويشير الكروي الى أن "ما حصل في جلولاء ومدن اخرى بديالى من تدمير هو اشبه بتسونامي هائل"، لافتا الى أن "هناك آلاف القصص المؤلمة عن فداحة ما خلقه النزوح وتدمير المنازل". 


ويدعو الكروي الى "ضرورة اتخاذ موقف حازم من قبل الحكومة في اعطاء ضوء اخضر لصرف مستحقات التعويض لكل مواطني ديالى دون استثناء لأنه سيعطي بارقة امل من أجل عودة الحياة لمناطق دمرها الإرهاب"


اما عثمان حاتم وهو مزارع يسكن اطراف ناحية السعدية (60 كم شمال شرقي بعقوبة)، يقول والدموع تكاد تذرف من عينيه "هنا ولد جدي وابي وانا وسائر اشقائي فهذه الجدران تسرد تاريخ عمره 90 عاما انتهى كل في لحظة على يد المتطرفين"، في إشارة إلى أطلال منزله المهدم. 


ويضيف انه "وغيره الاف يأملون العودة الى قريتهم المتواضعة"، مبينا انه "يعيش غربة عمرها 7 سنوات متواصلة على امل ان يكون هناك تعويض للأضرار هو وبقية افراد قريته". 


ويوضح حاتم، إنه "يعود بين سنة واخرى للوقوف على اطلال منزله مع احفاده وكأنها مزار للبكاء". 


اما عضو لجنة الامن والدفاع النيابية النائب عبد الخالق العزاوي أوضح، أن "عدد المنازل المدمرة في ديالى هائل وهناك قرى كاملة سويت الارض"، لافتا الى أن "تسونامي سنوات الدم بعد عام 2006 لايزال تأثيره حاضرا حتى الان، لان القرى المدمرة شكلت فراغات وعقد تضاعفت بعد 2014". 


ويضيف العزاوي، لأن "تجربة اعادة النازحين لا يمكن أن تنجح دون ان يرافقها خطة اعمار وتعويض المتضررين"، لافتا الى أن "60% من الاسر النازحة تحت خط الفقر ولا يمكنها اعمار منازلها الا من خلال جهود حكومية"، معتبرا التعويض "أهم عوامل حسم اعادة احياء المناطق المحررة". 


أما مدير ناحية السعدية، (60 كم شمال شرق بعقوبة)، احمد الزركوشي، أكد وجود نحو 30 قرية زراعية دمرت بنسب متفاوتة من قبل داعش اثنين منهما مسحت من الخارطة، وكأن تسونامي ضربها". 


ويؤكد الزركوشي، أن "الاسر المتضررة لم تتسلم اي تعويض حتى الان، وبالتالي لا يمكنها العودة إلى منازلها"، مشددا على "ضرورة اتخاذ موقف وطني لحسم ملف المنازل المدمرة وتسريع وتيرة ملف حيوي تأخر حسمه لسنوات طويلة". 


اما اسماعيل التميمي، وهو رب اسرة نازحة في اطراف بعقوبة قال، إن "المفارقة في تعويضات الدولة انها لا تكفي لرفع الانقاض"، متسائلا "كيف يتم تقييم منزل  كلفة بنائه 50 مليون دينار بـ5 ملايين دينار وربما اقل، وهناك منازل قيمتها اكثر من 100 مليون عوضت بملايين محدودة جدا". 


وبين التميمي، أن "قيمة التعويض الذي يأتي بعد سنوات طويلة محدود جدا ورغم ذلك تنتظره الاسر بفارق الصبر".


ويؤكد أن "اطلال المنازل المدمرة بالفعل تحولت الى مزارات للبكاء واستذكار سنوات الماضي الذي ربما لن يعود".