رسالة خاصة.. الموصل تستعد لزيارة البابا

بغداد - IQ  

تستعد مدينة الموصل، مركز محافظة نينوى، لزيارة بابا الفاتيكان فرنسيس، المقررة في الثامن آذار المقبل، في زيارة تأمل المدينة التي لا تزال تعاني من آثار سيطرة عناصر تنظيم داعش عليها، في أن تحدث أصداءً واسعة في مختلف المجالات، تنعكس على واقع المدينة.


ولمحافظة نينوى خصوصية في زيارة البابا، فالمحافظة متعددة المكونات وتضم أكبر تجمع للمسيحين في العراق، كما وتقع فيها أقدم الكنائس، وتعرض فيها أبناء الديانة المسيحية لشتى أنواع الاضطهاد بعد سيطرة داعش منتصف عام 2014 على المحافظة.


ورغم تحرير المحافظة من سيطرة التنظيم المتطرف، لكن الآلاف من العوائل ما تزال تعزف عن العودة لمناطقها، سواءً في مدينة الموصل أو حتى في سهل نينوى في مناطق الأغلبية المسيحية مثل الحمدانية وبعشيقة وبرطلة وقرقوش.


وينتظر المسيحيون بشغف زيارة البابا، ويعدونها منطلقا لاهتمام المنظمات والدول بوضع محافظة نينوى، وإعادة الأعمار وتعويض المتضررين وبناء الكنائس مجدداً.


رسالة خاصة 


قائممقام قضاء الحمدانية ذو الأغلبية المسيحية عصام بهنام أشار إلى أن، زيارة البابا إلى محافظة نينوى ستكون لها رسالة خاصة على مختلف الأصعدة.


وبين في حديث لموقع IQ NEWS أن "الزيارة ستكون بمثابة رسالة اطمئنان للآلاف من العوائل المسيحية سواءً التي نزحت إلى إقليم كردستان، أو التي هاجرت خارج العراق، بأن الوضع في المحافظة مستقر، والعودة ممكنة".


وأضاف أن "الرسالة الثانية ستكون للحكومة الاتحادية، بأنه يجب عليها إيلاء المسيحيين اهتماما خاصة، لكونهم تعرضوا للظلم والاضطهاد، وعدم معاملتهم كمواطنين من الدرجة الثانية، على مبدأ أنهم أقلية، ويجب عدم العبث بأملاكهم، والوقوف بكل من يحاول الاستيلاء عليها".


وأكد أن "الرسالة الأخرى ستكون للمجتمع الدولي والمنظمات الكبرى بضرورة الالتفات لوضع محافظة نينوى المنكوبة، وبالأخص مناطق المسيحيين وكنائسهم التي ماتزال العشرات منها مدمرة، ولم يعاد أعمارها".


ترحيب إسلامي


يقول إمام جامع النبي يونس أحد أبرز المعالم الدينية في الموصل إن، المسلمين يتفاعلون مع الزيارة ويرحبون بهذه الخطوة الشجاعة من أكبر شخصية دينية مسيحية في العالم، لزيارة محافظة نينوى المنكوبة.


ويضيف في حديث لموقع IQ NEWS  "نأمل أن تكون الزيارة خطوة لإنهاء حالة الاحتقان الديني، وإزالة المخاوف الموجودة لدى أغلب العوائل المسيحية والتي تمنعهم من العودة لمناطقهم ومنازلهم في الموصل".


وأردف "نأمل تفتح الزيارة أبواب الثقة مجدداً بين المكونات، بعد أن دمر تنظيم داعش حالة التعايش التي كانت سائدة في المحافظة طوال عقود من الزمن، ونحن سنقوم بدورنا مع رجال الدين المسيحيين للعمل على هذه القضايا".


استعداد وتواصل


مسؤول كنائس الموصل الأب رائد عادل أكد أن المئات من رجال الدين من المسلمين والإيزيديين والشبك والصابئة وغيرهم، وكذلك وجهاء المجتمع وشيوخ العشائر، يتواصلون معه يومياً، لأجل تنظيم استقبال كبير للبابا.


ولفت في حديثه لموقع  IQ NEWS إلى أن "هذه الاتصالات والتواصل، تعكس الوجه الحضاري لمدينة الموصل وأن صفحة الإرهاب والتطرف، التي حاول داعش من خلالها طمس هوية المدينة، قد طويت".


وبين أن "البابا سيزور المدينة القديمة في الموصل وسيصلي في إحدى أقدم الكنائس في المحافظة، وهذه الخطوة ستكون ذات أبعاد مهمة واستراتيجية، خاصة وأن المدينة القديمة مدمرة وكانت شاهدة على جرح الموصل وماتزال فيها الجثث تحت الأنقاض".


وأكمل أنه "بعد الزيارة بالتأكيد فإن الأبواب ستنفتح حول معاناة الموصل والدمار الذي لحق بها، وستبعث رسائل اطمئنان لدول الاتحاد الأوربي لمساعدة المدينة وتقديم يد العون في المشاريع وغيرها، لأن بعض وسائل الإعلام رسمت صورة سوداوية عن حالة التعايش في نينوى".