في أعياد الميلاد.. المسيحيون متمسكون بـ"أمهم" الموصل: لن نترك أرض الآباء

نينوى - IQ  

لم يكن عام 2020 عاماً اعتيادياً لجميع مكونات الشعب العراقي، فأزمة جائحة كورونا وما تبعها من آثارٍ اقتصاديةٍ ألقتْ بظلالها على الجميع، وبينهم المسيحيون.

وبعد تعرضهم لظروف قاسية خلال فترة سيطرة تنظيم داعش على نينوى (2014 – 2017) والذي عمدِ إلى تهجيرهم وتدمير كنائسهم والاستيلاء على أملاكهم، يحتفل المسيحيون بذكرى مولد السيد المسيح هذا العام على أمل انتهاء معاناة الشعب العراقي جراء الأزمات والمشاكل المتوالية.

احتفال حذر


"التزاماً بإجراءات الوقاية لتجنب تفشي فيروس كورونا والسلالة الجديدة منه، فإن الحكومة المحلية هنا ستتبع اجراءات مشددة أثناء القداس الذي سيقام ليلة 25 من الشهر الجاري"، يقول عصام بهنام قائمقام قضاء الحمدانية، أحد أهم مركز تجمع المسيحيين في محافظة نينوى، وتوجد فيه 11 كنسية أعيدت لها الحياة عن طريق المنظمات.


ويضيف بهنام في حديثه لموقع IQ NEWS، إن "المسلمين يشاركون في احتفالات المسيحيين بأعيادهم وهي خطوةٌ مهمةٌ لإعادة جسور الثقة بين الأديان وأبناء البلد، بعد أن حاول تنظيم داعش زرع التفرقة والفتنة بين أبناء نينوى"، مبيناً أن "5 كنائس رئيسية في الحمدانية ستحيي القداس مع الالتزام بالتباعد الاجتماعي".


"لن نتخلى عن العراق"

من جانبه، يتحدث رجل الدين المسيحي خوري قيران عن المسيحيين بوصفهم أصل سكان العراق وشركاء في بنائه، قائلاً إن "مدينة الموصل بمثابة الأم بالنسبة لهم".


ويؤكد "رغم ما حل بهم من قساوة التهجير والنزوح لكن الكثيرين من المسيحيين يصيرون على العودة وإحياء الطقوس الدينية والاحتفالات في موطنهم الأم"، مضيفاً في حديثه لـ IQ NEWS: "رغم كل الظروف المحيطة بنا لكننا نجدد احتفالاتنا في نينوى وفي كنائسها المختلفة، وهذا تأكيد على أننا لن نتخلى عن العراق موطن الآباء والأجداد"


وأشار قيران إلى أن "الشرخ الذي أحدثه تنظيم داعش في محافظة نينوى كبير جداً، ويحتاج لجهود عظيمة من الحكومة والمنظمات والجهات المختصة، لإعادة الثقة للأقليات التي تعرضت للاضطهاد"، داعياً الحكومة الاتحادية في بغداد إلى "العمل على توفير البيئة الآمنة وتعويض المتضررين وإيجاد فرص العمل كي تعود العوائل المسيحية النازحة إلى كردستان لمناطقها في نينوى، وهذا جزء من مسؤولية الحكومة تجاه شعبها".


مبادرات اجتماعية

ويشارك متطوعون من ديانات مختلفة في الاحتفالات والمناسبات الدينية والقومية التي تقيمها جميع المكونات في نينوى "بهدف بناء الثقة وزرع روح الأخوة ومحو الأفكار التي بثتها التنظيمات المتشددة"، كما يقول بعضهم.
إحدى هؤلاء هي دينار عمار، مسؤولة فريق تطوعي يعمل في الموصل.


وتؤكد عمار في حديثها لـموقع IQ NEWS إن فريقها يشارك في إحياء جميع المناسبات الدينية لكل المذاهب والأديان والقوميات هناك "لإثبات أن الموصل واحدة وجمالها بتعدد مكونتها".


وأضافت أن "مشاركتنا في احتفالات المسيحيين تؤثر فيهم ويشعرون من خلالها بالاطمئنان كونهم تعرضوا لظروفٍ قاسيةٍ، كما ان هناك حاجة لأن يشعروا بالأمان فيتشجع النازحين منهم على العودة لنينوى".