الغيوم السامة تغيب عن "ام البرتقال" واتهامات للنباشة في خلق اكبر كارثة

بغداد - IQ  


على بعد اكثر من 12كم شرق بعقوبة اكبر مدن ديالى، يقع مطمر النفايات المركزي لمدينة يزيد تعدادها عن 300 الف نسمة والذي يمتد على مساحة واسعة جدا لكنه يفتقر الى ابسط الاطر البيئة المعتمدة في بناء مطامر النفايات ما جعله هدفا مباشر لما يسمى "بالنباشة" واغلبهم من الصبية والمراهقين للبحث عن مصادر رزقهم لكنهم في ذات الوقت كانوا سببا في خلق اكبر كارثة بيئية في تاريخ المحافظة.


وقال مدير مكتب مفوضية حقوق الانسان في ديالى صلاح مهدي لـIQNEWS، ان "مطمر النفايات المركزي على الطريق السياحي (12كم شرق بعقوبة) شكل لفترة ليست قليلة مصدر قلق وتحدي بيئي كبير في بعقوبة وبقية المناطق القريبة منها بسبب الحرائق المتعمدة والتي تؤدي الى ارتفاع ادخنة سامة وذات روائح كريهة لتغطي في اغلب الاحيان سماء مركز المحافظة وتسبب ضررا بالغا للمرضى خاصة الذين يعانون من امراض الجهاز التنفسي ناهيك عن خطورة تلك الابخرة في خلق امراض اخرى ومنها السرطان".


واضاف مهدي ان "تحرك مفوضية حقوق الانسان والبيئة ازاء الملف وبيان خطورة للحكومة المحلية ودوائرها ذات العلاقة، دفعها الى اتخاذ سلسلة اجراءات اسهمت في منع اندلاع حرائق مطمر النفايات للأشهر 3 الماضية".


اما مدير بيئة ديالى عبدالله الشمري فقد اكد ان "ملف مطمر النفايات المركزي حظي بمتابعة ميدانية من قبل دائرته نظرا لكثرة الشكاوي بسبب الحرائق المتكررة للمطمر في الاشهر الماضية".


واضاف الشمري ان "الغيوم السامة المزعجة غابت عن سماء ام البرتقال وهذا امر ايجابي ونامل ان تستمر"، مؤكدا ضرورة "احتواء المطمر واعتماد الاطر البيئية المعروفة في معالجة النفايات".


فيما بين المراقب البيئي حقي عزيز ان "مطمر النفايات المركزي يغري من 30-50 طفلا وصبيا وامرأة ورجل للعمل فيه يوميا من اجل البحث عن مواد وخاصة اللدائن لتجميعها وبيعها الى ورش في بغداد مقابل اجور مادية زهيدة جدا".


واضاف عزيز ان "الباحثين عن اللدائن والمواد الاخرى يطلق عليهم بالنباشة محليا وهم ينتمون الى اسر فقيرة جدا تحاول العيش من خلال العمل في بيئة خطيرة جدا من الناحية الصحية"، مؤكدا ان "اغلب الصبية والاطفال هم مشاريع لأمراض فتاكة فيما بعد لأن وضعهم في بيئة خطيرة امر مؤلم جدا".


ودعا عزيز الى "ضرورة الانتباه الى وضع النباشة والسعي الى توفير فرص عمل لذويهم تسهم في ابعادهم عن مطامر النفايات التي هي واحة للامراض الفتاكة".


اما حسيب علي وهو من سكنة قرية قريبة من مطمر النفايات قال "اننا اكثر الناس تضررا من احراق المطمر بين فترة واخرى وتتحول حياتنا الى جحيم"، مشيرا الى ان "النباشة هم من يقومون بإحراق النفايات والتي تبقى ايام عدة قبل ان تسارع الجهات الحكومية في اخمادها والتي تحتاج الى جهد كبير من الاليات".


وتابع ان "دوائر البلدية عمدت الى حفر اشبه بالخندق حول مطمر النفايات لمنع وصول النباشة له وتكرار مسلسل الحرائق لكن الامر لا يجدي ولايزال بعضهم يتدفق ولا يمكننا منعهم لانهم فقراء يعتمدون على المطمر في تامين لقم الخبز"، مشددا على ضرورة "ان يكون هناك برنامج للاستفادة من النفايات كما يحصل في كل دول العالم من ناحية التدوير".


واشار علي وهو موظف حكومي متقاعد الى ان "النفايات في كل دول العالم تحولت الى قطاع اقتصادي بل ان بعض دول العالم بدأت تستورد النفايات نظرا للاستفادة المالية الكبيرة من اعادة التدوير وانتاج مواد اخرى"، لافتا الى ان "ترك النفايات هكذا ستؤدي حتما الى كوارث بيئية في المستقبل ربما اكثر فتكا من الادخنة والابخرة المنبعثة منها بسبب الحرائق".