تقرير: حرب عام 1991 في العراق ارعبت الصين ودفعتها لهذا الخيار

بغداد - IQ  


نشر موقع "ناشيونال إنترست"، تقريرا حول حرب عام 1991 في العراق والتي ارعبت الصين، فيما ذكر التقرير ان الصراع  بين الجيش لا يحسمه عدد الجنود.


وجاء في التقرير الذي اطلع عليه موقع IQNEWS، ان "الجيش العراقي كان في ذلك الوقت أكثر تطورا وقوة من الجيش الصيني، إذ كان جيش التحرير الشعبي في "بلاد التنين" يفتقد في العام 1991 أية خبرات ذات صلة بالحروب الحديثة التي كان آخرها بالنسبة للجيش الصيني تلك الحملة الكارثية على فيتنام في العام 1979".


وتابع ان "الجيش الصيني كان يفتقر إلى التمويل والدعم السياسي اللازم لإجراء التدريبات التي تجرى على نطاق واسع، ناهيك عن عدم قدرته في  بالاعتماد على كفاءات خارجية لتطويره"، مشيرا الى ان "تجارب وخبرات الجيوش الأخرى مثلت ملاذًا للجيش الصيني لاكتشاف أوجه النقص وللتعلم عن بعد".


واكد التقرير ان "حرب الخليج عام 1991 في العراق لم تكن بعيدة عن هذا الإطار، فمن خلالها راقب الجيش الصيني نظيره الأميركي جيش الولايات المتحدة وكيف استطاع تدمير معظم قوى الجيش العراقي بسهولة"، بحسب التقرير.


وبين ان "العتاد العسكري القديم في عام 1991 كان يمثل أحد العقبات التي تعاني منها المؤسسة العسكرية الصينية لدرجة أن الجيش العراقي كان يفوقه في التطور والتسلح، ففي الوقت الذي كانت تمتلك فيه القوات الجوية العراقية طائرات متطورة من طراز ميغ 23 وميغ 25 وميغ 29، كانت القوات الجوية لجيش التحرير الشعبي الصيني تعتمد على النسخة الصينية المقلدة من طراز ميغ 21، بالإضافة إلى طائرات حصل عليها من الاتحاد السوفياتي ولكنها من طراز قديم مثل ميغ -19".


وبين ان "الكلام ذاته ينطبق على منظومات الدفاع الجوي، فنظام رئيس النظام السابق صدام حسين كان لديه أنظمة متطورة من بكين ومع ذلك فشلت بشكل ذريع في التصدي للطائرات الأميركية".


وبحسب التقرير، فأن الأمر لم ينته عند هذا الحد، فقد اكتشف القادة العسكريون الصينيون أن الدبابات العراقية من طراز تي-72 والتي لم تشكل أية تهديدات للجيش الأميركي تتفوق بكثير على الدبابات الصينية في ذلك الوقت.


ورغم أن حرب عام 1991 لم تحدث فيها مواجهات بحرية خطيرة، ولكن من البداهة معرفة النتائج المتوقعة لو حدثت مواجهة بحرية بين العراق وأميركا في ذلك الوقت، وهنا تجدر الإشارة إلى أن القوات البحرية الصينية كانت متخلفة نوعا ما مقاربة بما يملكه الجيش العراقي.


وبحسب "ناشيونال إنتريست"، فقد كشفت حرب 1991 أن الصراع  بين الجيش لا يحسمه عدد الجنود، إذ أثبتت تلك الحرب أن التكنولوجيا والتقنيات الحديثة هي من انتصرت، وهو ما اعتبرته بكين إنذارا بالخطر كونها كانت تعتمد على التفوق العددي باعتبارها تملك أكبر جيش في العالم من حيث العدد.


ويبدو أن حرب 1991 قد دفعت الصين نحو الإسراع  في مسألة تطوير وتحديث القدرات العسكرية لجيش التحرير الشعبي، وخاصة على صعيد القوات الجوية والبحرية. وقد تمثلت تلك الخطوات في المبادرة نحو شراء المعدات العسكرية الروسية الأكثر تقدمًا.


وحاولت بكين كذلك الحصول على التقنيات العسكرية الأوروبية الحديثة، ولكن  العقوبات الاقتصادية على الصين بسبب "مذبحة ميدان تيانامين" قد أعاقت ذلك الأمر، مما يجعلها تعمل على تطوير قدرتها كذلك بوسائل وصناعات محلية


ومع ذلك، قدمت حرب 1991 لصناع القرار العسكريين والمدنيين الصينيين مثالًا جاهزًا لما تبدو عليه الحرب الحديثة، وأعطت بعض الدروس حول كيفية القتال (وكيفية عدم القتال) في المستقبل.


 لقد أصبح جيش التحرير الشعبي الصيني منظمة أكثر تطورًا جذريًا - مع قدرة تعليمية أكثر فاعلية - مما كانت عليه في عام 1991.