"فورين بوليسي" تعتبر تفجير ساحة الطيران "تذكيرا" لبايدن وتقترح ستراتيجية لـ"التغيير"

متابعة - IQ  

رأت مجلة "فورين بوليسي" الأميركية، الجمعة (22 كانون الثاني 2021)، أن التفجير الانتحاري الذي وقع في ساحة الطيران وسط بغداد صباح أمس، جاء "تذكيراً" بأن العراق يجب أن يكون ضمن أولويات الإدارة الجديدة للبيت البيض، فيما اقترحت ستراتيجية من 3 نقاط، لـ"لإنجاح الانتخابات العراقية المبكرة"، وبالتالي "إحداث تغيير في وضع البلد".

وأشارت المجلة في مقال رأي للكاتبة البريطانية من أصول عراقية مينا العريبي، إلى أن "الانتخابات المقبلة في العراق تعد فرصة لتغيير الوضع في البلاد والحد من التأثير الإيراني في هذا البلد".

وتضيف العريبي، أن "ما جرى يعد بمثابة تذكير أن المخاطر التي يواجهها العراق من المتطرفين لا تزال جدية، وأن وضع البلاد لا يزال محفوفا بالمخاطر من نواح كثيرة".

وتوضح، أن "التأثير الاستراتيجي للعراق على سياسات الشرق الأوسط ونجاح الولايات المتحدة أو فشلها في هذا البلد يمكن أن يؤثر على مكانة واشنطن، وهذا يعني أن العالم سيراقب عن كثب كيفية تعامل بايدن وفريقه مع العراق".

وتشير الكاتبة إلى "أهمية الاستفادة من المعرفة الكبيرة التي يحملها بايدن وفريقه للعراق، من خلال قربهم سابقا من الأحداث في هذا البلد، ومنهم بايدن نفسه عندما كان نائبا للرئيس باراك أوباما ومسؤولا عن ملف العراق".

ورشح بايدن كل من لويد أوستن لوزارة الدفاع، وانتوني بلينكن لوزارة الخارجية، ومستشارته لشؤون الشرق الأوسط باربرا ليف، وبريت ماكغورك الذي سيعمل منسقا لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

وتعد العريبي أن "هناك فرصة ضئيلة ولكنها مهمة لتغيير الوضع في العراق، من خلال الانتخابات المقبلة المقررة في أكتوبر"، مضيفةً أن "قادة الفصائل المسلحة سيبذلون كل ما في وسعهم لإبعاد الأحزاب السياسية المنافسة والتقدمية العلمانية عن السلطة"، كما تقول.

ولتجنب حدوث ذلك، ترى كاتبة المقال أن الإدارة الأميركية يجب أن يكون لها ثلاث أولويات في العراق، أولها "عدم السماح بمهاجمة المصالح الأميركية في العراق، ولايقتصر ذلك على السفارة الأميركية أو القواعد العسكرية، بل يمتد إلى الحكومة العراقية والبنى التحتية والمنشأت النفطية والحدود مع حلفاء الولايات المتحدة، لا سيما السعودية والأردن والكويت".

وثانياً، "دعم الشباب العراقي المنتفض وعدم الوقوف كمتفرجين كما حصل في سنوات ماضية، وضرورة المشاركة في المعركة العراقية والشرق أوسطية من أجل تعزيز المثل العليا التقدمية ودعم الدولة القومية العلمانية على حساب دولة الفصائل والحكم الطائفي"، وثالثاً "مواجهة أجندة إيران التوسعية في المنطقة من خلال مساعدة العراق على استعادة سيادته والحد من التدخل الأجنبي في البلاد"، على حد تعبيرها. 

وتشير مينا العريبي إلى أن "ضمان تحويل العراق لجهة فاعلة أكثر حيادية وتأثيرا في الشرق الأوسط من شأنه أن يفيد المصالح الأميركية ويحقق المزيد من الاستقرار في المنطقة".

ويأتي الاعتداء الأخير في بغداد في وقت باشرت الولايات المتحدة خفض عدد جنودها في العراق الى 2500 عنصر. 

وعزا وزير الدفاع الأميركي بالوكالة كريستوفر ميلر قرار الانسحاب بـ"ازدياد قدرات الجيش العراقي".

وتقترح السلطات السياسية حاليا إرجاء الانتخابات المبكرة المقررة في يونيو إلى أكتوبر لإفساح الوقت أمام اللجنة الانتخابية لتنظيمها. لكن يبقى قرار حدوثها معلقا على تصويت في البرلمان لحل نفسه.


وجاء قرار اجراء الانتخابات المبكرة بعد ضغط شعبي خلفته الاحتجاجات الشعبية التي انطلقت في أكتوبر 2019، ضد الطبقة السياسية الحاكمة وتنامي هيمنة الفصائل المسلحة.