انسحابات جماعية توجّه ضربة قاسية لـ"عزم" وتكرّس "تقدم" كقوة سُنية أولى
- 11-06-2025, 18:38
- سياسة
- 275

بغداد - IQ
في مؤشر جديد على عمق التصدع داخل تحالف "عزم"، بدأت صفوفه تشهد حالة من الانهيار التدريجي، بعد انسحاب عدد من أبرز مرشحيه في الأنبار، وانتقالهم إلى حزب "تقدم"، الذي يرسّخ حضوره كقوة سُنية أولى في الساحة السياسية العراقية. هذه التحولات المتسارعة لم تُحرج قيادة "عزم" فحسب، بل طرحت تساؤلات كبيرة حول قدرتها على البقاء كتحالف فاعل قبيل الانتخابات.
مثنى السامرائي يتلقى صفعة سياسية في الأنبار
وتجلّى ضعف تحالف "عزم" بشكل واضح، حين تلقى رئيسه مثنى السامرائي صفعة سياسية مدوية، بعد انسحابات جماعية طالت أبرز مرشحيه في محافظة الأنبار لصالح حزب "تقدم" بزعامة محمد الحلبوسي. لم تكن هذه الانسحابات مجرد تحركات فردية، بل عكست انهيارًا فعليًا لتحالف لم ينجح في الحفاظ على صفوفه أو كسب ثقة قواعده.
إعادة رسم الخارطة السياسية السنية قبيل الانتخابات
في المقابل، يرسّخ "تقدم" موقعه كقوة سُنية أولى دون منازع، بعدما بات الخيار المفضل للمرشحين الباحثين عن مشروع سياسي رصين، وجمهور داعم، وقيادة قادرة على الفعل، لا الاكتفاء بالشعارات. وبين انهيار "عزم" وصعود "تقدم"، تتضح ملامح إعادة تشكيل الخارطة السياسية السنية قبيل الانتخابات.
مراقبون: "تقدم" يتفوّق برؤية واضحة وقاعدة جماهيرية صلبة
وبحسب مراقبين، تتسارع وتيرة الانسحابات في صفوف بعض التكتلات السُنية الهشة مع اقتراب موعد الانتخابات، وسط ضعف تنظيمها واعتمادها على مصالح ضيقة وطائفية. ويرى هؤلاء أن هذه التحولات تؤكد أن "تقدم" أصبح الخيار الأبرز للسُنّة، مستفيدًا من رؤيته السياسية المتزنة، وقاعدته الجماهيرية الواسعة، واستقراره التنظيمي، وهي عوامل تمنحه أفضلية واضحة قبل الانتخابات البرلمانية المقبلة.
ظاهرة متكررة قبيل كل استحقاق انتخابي
وفي السياق ذاته، أكّد المحلل السياسي علاء الدليمي أن وتيرة الانسحابات بدأت تتسارع في صفوف بعض الأحزاب السنية المشاركة في العملية السياسية، سواء من قبل أعضاء أو مرشحين أعلنوا مؤخرًا انضمامهم إلى حزب "تقدم"، مشيرًا إلى أن "هذه الظاهرة تتكرر مع اقتراب كل استحقاق انتخابي، سواء كان برلمانيًا أو يخص مجالس المحافظات".
وقال الدليمي في تصريح خاص لـ(IQ): إن "هذه التحركات قد تترك تأثيرًا مباشرًا على تلك الأحزاب، لا سيما مع قرب موعد إغلاق باب الترشّح، ما قد يحدّ من قدرتها على اختيار بدائل مناسبة للمرشحين المنسحبين، ويضعها أمام تحدٍ زمني لإعادة ترتيب قوائمها الانتخابية".
الصراع مع "تقدم" يكشف الفراغ السياسي
من جهته، أوضح الفاروق الصالحي، عضو مجلس محافظة بغداد عن حزب "تقدم"، أن "الواقع لا يشهد وجود أحزاب سياسية حقيقية، بل تكتلات هشة معظمها تأسس على أساس طائفي أو للاستثمار في الأزمات المجتمعية".
وقال الصالحي في تصريح خاص لـ(IQ): إن "هذه التكتلات تضررت بشكل مباشر من بروز حزب تقدم، لأنه ببساطة ألغى وجودها الرمزي القائم على افتعال الانقسام والاصطفافات الهشة".
وتابع الصالحي: "اليوم، نرى أن هذه التكتلات اجتمعت على مشروع واحد فقط، لا يتعدى الوقوف ضد 'تقدم' والحلبوسي، وهذا بحد ذاته يعكس مدى الفراغ السياسي الذي تعيشه هذه الجهات".
الناخبون يسألون: لماذا لم تنضموا إلى "تقدم"؟
أما فيما يتعلق بحالات الانسحاب من بعض القوائم، فقد أوضح الصالحي: "أنها تعود لسبب واضح، إذ بات المرشحون يجدون صعوبة في تسويق أنفسهم ضمن قوائم غير مقبولة مجتمعيًا"، لافتًا إلى أن "كثيرًا منهم يُسألون من عوائلهم وأبناء مناطقهم: ليش ما رحتوا لتقدم؟"
وبيّن أن "المرشحين يدركون جيدًا أن مستقبلهم السياسي مرتبط بحزب ذي جذور راسخة، وقبول جماهيري واسع، وقيادة واعية تعرف كيف تدير وتمثّل المناطق بجدية، بخلاف الترشح في قوائم بلا بوصلة سياسية، ولا تملك مشروعًا حقيقيًا، ولا تدرك قيمة تمثيل هذه المناطق المهمة".
الغريري: انسحابات من قوى سنية جاءت نتيجة قناعة بصدق مشروع "تقدم"
وفي الإطار نفسه، أكد عضو عن حزب "تقدم"، محمد الغريري، أن التحالف بات يُشكل المظلة الأكبر للمكون السني.
وقال الغريري في تصريح خاص لـ(IQ): "إن الانسحابات من بعض القوى السنية الأخرى جاءت نتيجة قناعة أهلنا في جميع المحافظات السنية بأن مشروع تقدم يحمل قضية حقيقية تجاه أهلنا ومناطقنا، وهذا ما يميّزه عن باقي الأحزاب الأخرى."