"سيُرى موقفنا.. في 10 تشرين"

نينوى.. مسؤولون محليون وناشطون وشيوخ عشائر: "الحلبوسي اهتم بمحافظتنا عندما أهملنا الجميع ومشروعه الأنسب"

بغداد - IQ  

قبل أشهر قليلة، كان سكان محافظة نينوى ناقمون على الأحزاب السياسية التي يفترض بها تمثليهم والعمل على تحسين أوضاع المحافظة التي شهدت، بعد سيطرة تنظيم داعش عليها صيف 2014، معارك ودمار شبهته الأمم المتحدة بما تعرضت له عدة مدن أوروبية جراء الحرب العالمية الثانية.


ومنذ استعادة نينوى من قبضة "داعش" وإعلان "النصر" على التنظيم في 2017، كانت الحكومة الاتحادية في بغداد منشغلة بملفات عديدة، وما ينضح عنها من اهتمام بالموصل لم يكن يرضي السكان أو "يحل مشاكلهم" المعقدة والمتراكمة.



لكن، بعد تموز الماضي، عندما قضى رئيس البرلمان محمد الحلبوسي عدة أيام يجول في نينوى رفقة المحافظ ويتسلم الطلبات حول ما تحتاجه المحافظة وسكانها، شعر المسؤولون المحليون هناك إن محافظتهم "صار لها ثقلاً في بغداد ووزاراتها"، على حد تعبير مدير مجاري نينوى عماد توفيق.


وبعد زيارة الحلبوسي تلك، أطلقت أموال التعويضات للسكان المتضررة منازلهم جراء معارك استعادة نينوى من سيطرة "داعش"، وبلغت 106 مليارات دينار استلمتها إدارة المحافظة وشكر المحافظ نجم الجبوري رئيس البرلمان لتدخله من أجل تسريع صرفها.


الحلبوسي، الذي يُطلب منه تكرار تجربة إعمار الأنبار عندما كان محافظاً لها في 2017، في مدن أخرى، حدد خلال زيارته لنينوى "أهم الأسباب" التي تحول دون إعمار هذه المحافظة، وطلب من المسؤولين المحليين "الخائفين" إلى ترك شؤون الإدارة لغيرهم.



ووجه أثناء تواجده في نينوى في الأيام الأخيرة من تموز الماضي، ببدء إعمار جامع ومرقد النبي يونس الذي فجره "داعش" خلال سنوات سيطرته على المدينة، كما "حل" مشكلة مستشفى جامعة الموصل الذي كانت تتنازع على إدارته وزارتي التعليم والصحة، وفق معاون المحافظ رعد العباسي، فضلاً عن مساندته بلدية المدينة لتنظيم الشوارع وإزالة أنقاض الحرب والتجاوزات وتنفيذ مشاريع خدمية عدة، كما أكد مسؤول إعلام البلدية علاء الحيدر.


ووضع الحلبوسي لمطار الموصل اهتماماً خاصاً، ونشر في تدوينة على تويتر تصاميم جديدة للمطار، وبحث قضيته مع إدارة المحافظة، ولاحقاً أقام حزبه "تقدم" مؤتمراً على أرض المطار للإسراع في إعادة إعماره وتشغيله.

"زيارة ثانية.. النتائج واضحة"

قبل أيام، عاد الحلبوسي لزيارة الموصل، وحضر مؤتمر انتخابي أقامه المرشح عن "تقدم" مزاحم الخياط، الأكاديمي الذي يحظى بسمعة وثقة عاليتين في نينوى من أيام إدارته لخلية الأزمة التي تشكلت بعد "فاجعة العبارة" في 2019.

"مواطنو نينوى لمسوا نتائج زيارة رئيس البرلمان الأولى لمدينتهم في تموز الماضي، خاصة في مسألة صرف التعويضات والرواتب المدخرة، وإطلاق مجموعة من المشاريع الخدمية"، يقول معاون محافظ نينوى رعد العباسي لموقع IQ NEWS.

ويضيف أن "الزيارة الثانية سيكون لها نتائج مثمرة على صعيد قضية مطار الموصل والقطاع الصحي في نينوى إضافة إلى المشاريع المتأخرة وصرف مبالغ جديدة وتعويضات"، مبيناً أن "الزيارة الأولى للحلبوسي حركت المياه الراكدة في نينوى".

"سنرد جميله في الانتخابات"

آثار زيارة الحلبوسي لنينوى، يرصده أيضاً الناشط في المحافظة أشرف الجبوري، الذي يقول لموقع IQ NEWS، أن "حزب تقدم، الذي يرأسه الحلبوسي، يحظى بثقة شعبية هنا.. لقد وضع بصمته في جميع مناطقنا والأهالي لن ينسوا لمحمد الحلبوسي وقفته مع مدينتهم.. سيقولون كلمتهم له في يوم الانتخابات".

ولـ"التأكد من دقة هذا الكلام"، يقترح الجبوري "إجراء استطلاع لآراء المواطنين في نينوى"، وعندها، كما يقول "مشروع تقدم هو الأكثر مقبولية.. لقد وقف مع المواطنين وقدم الخدمات وسهل وصول أموال التعويضات للمتضررين".

ويتفق أحمد الحديدي، عضو مجلس عشائر نينوى، مع الناشط أشرف الجبوري، حول موقف سكان المحافظة من محمد الحلبوسي، قائلاً إن "فضله كبير عندما ضغط على الحكومة الاتحادية لصرف أموال التعويضات والرواتب المدخرة وتحريك ملف الإعمار".

ويقارن الشيخ الحديدي، بين "وقفة الحلبوسي مع نينوى وبين تخلي الأحزاب والكتل والزعامات السياسية عن المحافظة"، مبيناً أن بعض "المتخلين عنّا سابقاً قدموا للمحافظة الآن بحثاً عن الأصوات الانتخابية، لكن الناس أصبحت تملك درجة عالية من الوعي".