"صار لنا ثقل في بغداد"

من المرور إلى البلدية والمجاري وملف الصحة والتعويضات.. مسؤولو نينوى يحصون "آثار زيارة الحلبوسي"

بغداد - IQ  

بعد أيام على زيارة رئيس البرلمان محمد الحلبوسي لمحافظة نينوى، التي قضى خلالها 6 أيام من أواخر الشهر الماضي، يستمع للإدارة المحلية والسكان عن المشاكل التي تعرقل عملية الإعمار رغم مرور سنوات على استعادة المحافظة من سيطرة تنظيم داعش، بدأ المسؤولون المحليون يلمسون "تغيّر الأمور نحو الأفضل".


وتعاني نينوى من الآثار المدمرة جراء سيطرة تنظيم داعش عليها صيف 2014، ومن ثم المعارك التي جرت وانتهت بدخول القوات العراقية المشتركة للمحافظة في 2017 وإعلان "النصر" على التنظيم.


عمد داعش، بعد سيطرته على المدينة، إلى تفجير الكثير من المعابد والكنائس والآثار، ومنها آثار النمرود ومرقد النبي يونس والمنارة الحدباء وغيرها، بينما أدت المعارك اللاحقة إلى تدمير غالبية البنى التحتية الرئيسة للمحافظة.


وقدرت الحكومة العراقية بعد انتهاء معارك استعادة نينوى، الدمار فيها بنسبة 85 بالمئة، بينما لم تتوفر حتى الآن إحصائية دقيقة بأعداد القتلى والجرحى الذين سقطوا خلال المعارك أو أعدمهم تنظيم داعش هناك.


ورغم مرور نحو 5 سنوات على عودة نينوى لسيطرة الحكومة الاتحادية وقواتها، بقي السكان يعانون من نقص الخدمات وتفشي البطالة كما يعانون من الإجراءات الأمنية الروتينية عند مراجعتهم الدوائر الحكومية لاستحصال أوراق ثبوتية أو تسجيل سياراتهم لدى مديرية المرور، فضلاً عن تأخر صرف التعويضات لهم عن ممتلكاتهم التي تدمرت.


هذه الملفات، كانت تناقش خلال زيارة الحلبوسي للمحافظة، وتعهد الأخير بـ"تغيير الأوضاع للأحسن" في مناحي متعددة.


ويقول معاون محافظ نينوى، رعد العباسي، إن ملف التعويضات ورواتب الموظفين المدخرة وخطة تنمية الأقاليم، جميعها شهدت تقدماً إيجابياً، بعد انتهاء زيارة رئيس البرلمان للمحافظة.


"خطة مشاريع تنمية الأقاليم التي كانت متوقفة تحررت الآن، وتعويضات السكان المتضررين زادت من ملياري دينار إلى 29 ملياراً"، يقول العباسي في حديثه لموقع IQ NEWS.


اليوم (13 آب)، أعلن محافظ نينوى نجم الجبوري في بيان، أن "مبلغ التعويضات الاجمالي الذي اشرف على متابعته رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي مع وزارة المالية تم إطلاقه وبلغ (283 477 540 106 مليار دينار)".


عندما اختتم الحلبوسي زيارته لنينوى وعاد إلى بغداد، عقد سلسلة اجتماعات مع وزراء ومسؤولين في الحكومة الاتحادية لـ"معالجة" شكاوى قدمها إليه السكان هناك.


بالتوازي مع هذه الاجتماعات، كان وفداً من نينوى يعقد اجتماعات في بغداد لمناقشة آلية تنفيذ ما جرى الاتفاق عليه مع الحلبوسي خلال زيارته، وتحويل ذلك إلى مشاريع، كما يقول معاون المحافظ رعد العباسي، مبيناً أن خلال تلك الاجتماعات التي عقدت برعاية رئيس البرلمان، أوعز وزير المالية علي علاوي بإطلاق الرواتب المدّخرة لموظفي نينوى، خلال الأيام المقبلة.


جامع النبي يونس 


أول مشروع إعمار بدأ، كنتيجة لزيارة الحلبوسي إلى نينوى، هو إعادة تأهيل جامع النبي يونس، يقول العباسي، مبيناً أن "هذا أمر مهم، وتم وضع الخطوط الأولية له".


تفقد الحلبوسي الجامع وتجول في أروقته المدمرة، ثم وجه ديوان الوقف السني بإعادة إعماره، وبعدها بيوم واحد، أعلن الديوان المباشرة بتنفيذ التوجيه، ونشر صوراً تظهر آليات وهي ترفع الأنقاض عن المكان بإشراف موظفين كبار.




المطار ومستشفى جامعة الموصل


عند تقدمها لاستعادة السيطرة على الموصل، واجهت القوات العراقية المشتركة المسنودة بطيران التحالف الدولي، مقاومة عنيفة من مسلحي داعش، الذين استماتوا في القتال داخل الأزقة الضيقة في الجانب الأيمن من المدينة، حيث يقع الجامع النوري، المكان الذي أعلن منه زعيم التنظيم السابق، أبو بكر البغدادي "قيام دولة الخلافة".


لذلك، كانت نسب الدمار تتركز في الموصل، وتحديداً جانبها الأيمن، ولا تزال الآثار بادية بوضوح، أما الآن فإن مديرية البلدية بدأت برفع الأنقاض وفتح شوارع جديدة في المدينة، وفق معاون المحافظ، الذي أشار إلى تقديم الإدارة المحلية كشوفات لإنشاء مراكز صحية في جانبي الموصل بسعة 50 سريراً.


ويلفت العباسي، إلى أن "خلاف وزارتي التعليم العالي والصحة حول إدارة مستشفى جامعة الموصل حُلّ باتصال الحلبوسي بالوزيرين، وجرى الاتفاق على إدارة المستشفى بالشراكة بين الوزارتين".


إضافة إلى ذلك، خُصّصت أموال لتأهيل طرقات وشوارع ومشاريع ماء غرب نينوى وحفر آبار فيها، كما يقول العباسي.


بلدية الموصل


"الثقل الأكبر من زيارة رئيس البرلمان كان لدعم مشاريع بلدية الموصل، كونها متعلقة بحياة المواطنين.. لدينا مشاريع متعددة متوقفة بانتظار صرف المبالغ المخصصة لها من صندوق إعمار المدن المحررة، وستصرف لنا خلال الأيام المقبلة"، يقول علاء الحيدر، مسؤول إعلام بلدية الموصل.


وعندما تصل الأموال، يؤكد الحيدر في حديثه لموقع IQ NEWS: "سنباشر بتلك المشاريع، كما باشرنا بوضع تصاميم لبناء فرعين للبيت الموصلي في جانبي المدينة، الأيمن والأيسر، على مساحة 5 دونم لكل بناية، ليكون هذا متنفساً للعوائل والأطفال بما سيحتويه من حدائق وألعاب ودار رعاية".


وبات لدى دائرة بلدية الموصل توجهاً، لإعادة تنظيم 5 مداخل للمدينة فضلاً عن البوابات الرئيسة ليعطي ذلك "جمالية أكبر" لمدينة عانى سكانها مشاهد الحرب المؤلمة، وفق ما يقول مسؤول إعلام الدائرة.


"دعم محمد الحلبوسي لنا لا يتوقف.. بفضل دعمه استطعنا إعادة تنظيم الشوراع الرئيسة للموصل، وخاصة شوارع المجموعة والزهور وغيرها وإزالة التجاوزات من تلك المناطق وإعادة الوجه الحضاري لها"، يختم الحيدر.


مشاريع المجاري


وتبدو الأجواء داخل مديرية مجاري نينوى إيجابية، هي الأخرى، بعدما وافقت وزارة الإعمار والإسكان على صرف المبالغ المخصصة لمشاريعها بعد توقف دام لفترة وانعكس بشكل مباشر على الواقع الخدمي.

"أنجزنا قبل أيام مشروع مجاري حمام العليل، ولدينا مشروعاً آخر في ناحية ربيعة غربي نينوى، وكذلك مشاريع تخص الأقضية والنواحي"، يقول مدير المديرية عماد توفيق.


يشعر توفيق أن "زيارة الحلبوسي منحت نينوى ثقلاً في بغداد ووزارات الدولة فيها".


"حاسبات المرور زادت"


إحدى الاجتماعات التي عقدها الحلبوسي في بغداد بعد عودته من الموصل، كانت مع وكلاء وزارة الداخلية، واتفق معهم، وفق بيان لمكتبه الإعلامي، على حل مشكلة تأخر تسجيل السيارات منذ 2014، وتسهيل منح البطاقة الوطنية للسكان.


يقول معاون محافظ نينوى، رعد العباسي، إن العمل بدأ في إنشاء بناية جديدة لمديرية المرور.


وهو يقود سيارته في شوارع الموصل، يقول "أحمد خالد"، سائق سيارة الأجرة لموقع IQ NEWS، إن "إجراءات مديرية المرور تحسّنت الآن.. الحاسبات زادت لتقليل زخم المراجعين الذي كان في السابق.. نأمل أن تؤدي زيارة الحلبوسي إلى حل الروتين الأمني أيضاَ".