بيان والدة الوزني الذي لم تتمكن من إلقائه بطريقتها: "أين أنتم من امرأة مفجوعة"

بغداد - IQ  

منعت القوات الأمنية في كربلاء، والدة الناشط المقتول إيهاب الوزني، من نصب خيمة لها أمام محكمة استئناف كربلاء، احتجاجاً على عدم التوصل للأشخاص الذين اغتالوا ابنها أمام منزله وسط المدينة مساء 9 أيار الماضي.

ويوم أمس، نقلت صفحات مؤيدة للمتظاهرين عن والدة الوزني أنها تنوي الاعتصام "وحيدة" أمام المحكمة، مطالبة الناشطين المتعاطفين معها عدم مرافقتها أو الحضور للمكان "خشية" على حياتهم.

في الصباح، وصلت "أم إيهاب"، ومعها نسوة، إلى المكان الذي تنوي الاعتصام فيه، لكن ضباط وأفراد من الشرطة منعوا الشباب الذين كانوا يحملون معهم معدات الخيمة من الوصول إلى أمام المحكمة ونصبها، لتحدث مشادات كلامية بين الطرفين، وفي النهاية لم تنصب الخيمة.

في أثناء ذلك، مرّت مجموعة سيارات تقل موظفين في بعثة الأمم المتحدة لدى العراق، في الشارع ذاته، فأسرعت والدة الوزني، لتطرق زجاج السيارات محاولة الحديث معهم لكنهم امتنعوا عن التجاوب معها وقفلوا راجعين.

وحاولت المرأة الاتصال بمسؤولين ليتدخلوا في مسألة السماح لها بنصب الخيمة، لكن دون جدوى، وقالت إن بعضهم أقفل هاتفه وآخرون لم يردوا، فيما ظهرت في مقطع مصور وهي تتحدّث مع أحدهم وتقول له إنها عراقية وليست أجنبية، متعهدة بالثبات على مطلبها بـ"كشف قتلة إيهاب".

ولمّا أغضبها منع قوّات الأمن نصب خيمتها أمام المحكمة، قالت لهم: "من هذه السيطرة (في الشارع ذاته) دخل القاتل. أنتم تعرفونه".

في النهاية، تلت والدة الوزني بياناً أمام مجموعة قليلة من مراسلي القنوات الفضائية وهي تقف في زاوية من الشارع.

وتقول في بيانها: "بعد مرور 40 يوماً على استشهاد ولدي إيهاب جواد الوزني، وبعد أن قام الأحرار في كربلاء والمحافظات بخطوات سلمية للضغط على الحكومة والقضاء من أجل الكشف عن قتلة ولدي، أصبح واضحاً لنا ولكل العراقيين بأن هذه الحكومة تخلو من شيم الرجال والشرف والغيرة، وإلا لما تركوا إمرأة كبيرة في السن ومريضة تفترش الشوارع  وتتصدى وتتحمل عبئ تقصيرهم من أجل استرجاع دم ولدها ونيل أبسط حقوقها بالقصاص من المجرمين".

وأضافت: "أوجه خطابي باستغراب إلى الذين عهدنا منهم الصدق والثبات على المبادئ ونصرة المظلوم من شيوخ العشائر الأصلاء، ممن بقي لديهم شرف وغيرة وحمية في عموم العراق.. أين أنتم من إمرأة مفجوعة تفزع لأبنائها وتقوم بدور أكبر من أدواركم. أين رايات الحظ والبخت وبيارق الحق المنوصةب في مجالسكم والتي ترمز لنصرة المظلوم ضد الظالم".

وتابعت: "يا شرفاء العشائر العراقية: إن أمكم قد سُلب منها أعز ما تملك وهو ابنها وفلذة كبدها.. لا أريد سوى ذلك القاتل الذي اغتال ابني قرب منزله وسط الظلام".

وأردفت والدة الناشط المقتول إيهاب الوزني "بعد عون الله، لا خير إلا في رجال الحق والعدالة، الذين يقتون في قولهم ويوفون في عهدهم"، مضيفةً "وأعلموا أنني لا أريد سوى أن أرى قاتل ولدي يُحاكم أمام الرأي العام أو ليلحقني الله به، فعلى الدنيا من بعده السلام".



على مواقع التواصل الاجتماعي، تداول المئات المقاطع المصوّرة التي توثق أحداث اليوم، تحت هاشتاغ #مهلة_ام_الشهيد_ايهاب_الوزني