"حسن الظن غاب"

الحكيم: الانتخابات القادمة أخطر من انتخابات 2005.. تأجيلها ليس سوى أمنيات

بغداد - IQ  

عد رئيس تحالف "قوى الدولة الوطنية" عمار الحكيم، السبت (12 حزيران 2021)، أن الانتخابات القادمة، المقرر إجراؤها في تشرين الأول المقبل، "أخطر" من الانتخابات التي جرت في عام 2005 لأسباب عدة، فيما أشار إلى "غياب حسن ظن المواطن بالقوى السياسية".



وقال الحكيم في كلمة له خلال استقباله مجموعة من "النخب السياسية والاجتماعية، وتابعه موقع IQ NEWS، إن "الإنتخابات القادمة أكثر خطورة من انتخابات ٢٠٠٥ لاعتبارات عدة، منها أن الأولى عملت على تأسيس الديمقراطية والقادمة ستعمل على تثبيتها والتأسيس لمرحلة جديدة"، مبينا أن "واقع القوى السياسية وحسن ظن المواطن بها كان عاملا مهما في ٢٠٠٥ وهو ما أصبح مختلفا في الإنتخابات القادمة".

وأضاف، أن "الإنتخابات القادمة مفرق طرق بين الإستقرار أو استمرار الوضع على ما هو عليه ومواجهة تحديات جديدة مبينا الحل بضرورة أن تكون المخرجات متوازنة ومعبرة عن القرار العراقي المستقل والهوية والمصلحة العراقية المستقلة".

وأشار إلى أن "زيارة البابا والحوارات التي يشهدها العراق بين فرقاء المنطقة تمثل مؤشرا على استعادة العراق لمكانته الإقليمية والدولية، مما يبين أن المنطقة غادرت مرحلة الهواجس والتخوفات من الواقع العراقي"، مؤكدا ان "تعزيز ذلك يتبع نتائج الإنتخابات فأما الإستقرار وتراكم الإيجابيات والإنطلاق بالعراق نحو الإزدهار وأما مواجهة سيناريوهات جديدة من العنف والتصعيد".

وتابع أن "صعوبة المرحلة القادمة لا تكمن في الممارسة الإنتخابية بلحظتها بقدر ارتباطها بمرحلة ما بعد الإنتخابات، لذا على الجميع إطلاق رسائل التطمين والذهاب الى ميثاق سياسي للوصول الى الإستقرار، مجددا الحاجة الى مشروع وطني جامع".

وأردف أن "فلسفة النظام السياسي في العراق قائمة على اعتبار التنوع طريقا إلى الوطنية مما يستوجب الإنتقال من مرحلة احترام التنوع الى مرحلة إدارة التنوع، وأن تكون المكونات جسور العراق باتجاه مثيلاتها من شعوب العالم"، داعيا الى "الاعتراف بأن العراقيين أمة جامعة لشعوب متعددة في إطار وطني موحد مجددا الدعوة لعقد اجتماعي جديد يلحظ متغيرات المرحلة ويشرك من لم يشترك في صياغة العقد السابق في صناعة مستقبل العراق من دون تخطئة للمرحلة السابقة، فالعقد السابق كان نتاج بيئته وأوضاعه".

وأكد أن "لا تأجيل للإنتخابات وما عدا ذلك دعوات وأمنيات ليس إلا، فالإنتخابات القادمة مدعومة بإرادة سياسية لإجرائها في موعدها المحدد فضلا عن الإرادة الدولية والدور الأممي في دعم العراق لإجراء الإنتخابات في الموعد المحدد".

وأبدى اعتقاده بأن "الحكومة جادة بإجراء الإنتخابات في موعدها باعتبارها أحد أهداف تشكيلها بالإضافة إلى استعادة هيبة الدولة"، مشيرا الى أن "شرعية النظام السياسي واندكاكه بالمجتمع تقاس من خلال المشاركة الواسعة في الإنتخابات وكلما وسعت المشاركة كلما عبرت بشكل أكبر عن المجتمع وتطلعاته".

وقال إن "المشاركة الواسعة لابد أن تكون مصحوبة بالوعي والفاعلية فضلا عن أن نسبة المشاركة في الإنتخابات ترتبط بعلاقة طردية مع تحقيق التوازن في المخرجات".

ورأى الحكيم أن "مقاطعة الإنتخابات تشخيص خاطئ، كما أن الأمن الإنتخابي ليس مسؤولية الحكومة وحدها وإنما مسؤولية القوى السياسية ومسؤولية النخب في صناعة الوعي الإنتخابي للحد من تأثيرات المال والسلاح ولغة التخويف والتهديد".

وشدد على أن "أمن المرشحين والأمن السبراني عبر الشركة الفاحصة وإيجاد أكثر من نافذة رقابية من دون التدخل في إدارة العملية الإنتخابية وخرق سيادة العراق"، داعيا الى "إطلاق رسائل التطمين للناشطين ممن هم خارج العراق فلابد للمجتمع من أن يعود الى تماسكه، كما أن الرقابة الدولية مطلوبة بسبب الانقسام المجتمعي وتأثيره على الإنتخابات من دون الإخلال بالسيادة العراقية".

وحمل رئيس تحالف "قوى الدولة الوطنية" النخب "مسؤولية التصدي للإعمام السلبي مرجعا جزءا من هذا الإنطباع الى التدافع السياسي والتجريح السياسي المتبادل بين القوى السياسية مما جعل الجميع مقصرا والمشهد سوداويا أمام المواطن".