الحمامي يحذر من إصابة الموانئ العراقية بـ"شلل تام" بسبب هذا الإجراء

بغداد - IQ  

رأى النائب كاظم فنجان الحمامي، الجمعة (2 آذار 2021)، أن التعامل الجمركي الفردي مع الحاويات التي تنقل بضائع مستوردة للعراق، كل على حدة وبتصريحة خاصة، يقلل من إيردات الدولة "وهو إجراء غير مسبوق في موانئ كوكب الأرض"، فيما حذر من أن "من الإعفاءات السخية للحاويات القادمة من دول الجوار، والتعاملات المتشددة مع الحاويات القادمة البحر ستصيب الموانئ العراقية بالشلل التام".

وقال الحمامي، الذي تولى وزارة النقل في الحكومة السابقة في بيان ورد إلى موقع IQNEWS، إنه "يؤكد على اعتراضاته السابقة، التي بيّن فيها الآثار السلبية الناجمة عن التعامل مع سفن الحاويات بطريقة غير مسبوقة في جميع موانئ كوكب الأرض، والتي تلخصت بتخصيص تصريحة كمركية لكل حاوية ترد الموانئ عن طريق البحر".

وأضاف، ان "هيئة المنافذ أصرت على تنظم تصريحة كمركية لكل حاوية على إنفراد بذريعة مكافحة الفساد، وبذريعة الحد من التلاعب في توصيف البضاعة من قبل لجان الكشف الكمركي، ونظام التعامل الفردي مع الحاويات سيُعمل به إبتداءً من منتصف الشهر الجاري"، عاداً أن "هذا الإجراء سوف يحقق مورداً مالياً محدوداً للدولة في حساب التأمينات، وليس في احتساب الإيرادات النهائية، لأن التعامل الفردي مع الحاويات يقضي باستيفاء تأمينات عوضاً عن شهادة المنشأ والفاتورة، وكذلك أجور الكشف والقرطاسية (بيع التصاريح الكمركية)".

وحذر الحمامي من "تعارض هذه الطريقة مع أداء الموانئ في محاور كثيرة ومعقدة قد تتسبب بتعطيلها وإرباكها، وقد تؤدي الى خسارة مرونتها في التعامل مع خطوط الشحن البحري".

وذكر وزير النقل السابق جملة أسباب استند عليها في رأيه، منها "لم يسبق للدولة العراقية ان تبنت مثل هذه الإجراءات في التخليص الكمركي منذ تأسيسها، ولا يوجد ميناء واحد في الكون يتعامل مع سفن الحاويات بهذه الطريقة البليدة المتباطئة، وسوف تضطر السفن إلى تفريغ حاوياتها كلها في موانئنا، ومن ثم تعود أدراجها إلى البخر، تاركة وراءها آلاف الحاويات المكدسة والمتراكمة فوق بعضها البعض داخل المحرمات الكمركية".

وتابع "غالبا ما تكون المكائن والمعدات والمعامل الكبيرة محملة في أكثر من حاوية واحدة، وكل حاوية تحمل جزءً منها، فكيف يتم الكشف عليها"، متساءلاً "ما هو الوصف الدقيق للبضاعة ؟".

وأوضح،  أنه "عادة في مثل هذه الحالات يتم تحرير محضر الكشف بالجملية التالية: أجرينا الكشف على الحاويات المرقمة كذا، فظهرت محتوياتها؛ كرين حمولة 70 طن [مثلاً]، أو ان محتوياتها تشكل معملا لإنتاج الالمنيوم وغيره"، مبيناً أن "هذه فيها شهادة منشأ واحدة، وفاتورة شاملة لكل أجزاء المعمل الموزعة على أكثر من حاوية، وبالتالي فإن هذه الحالات لا يمكن التعامل معها بصيغة التصاريح الفردية لكل حاوية".

وعدّ أن "هذه الصيغة غير صحيحة، وغير واقعية"، مبدياً "دعمه وتأييده لموقف وزارة النقل المعترض على صيغة التعامل الفردي مع الحاويات المستوردة".

وقال، "لقد أصبحت تعاملاتنا الكمركية مشتتة ومتأرجحة الآن بين الإعفاءات السخية للحاويات القادمة من بعض دول الجوار، وبين التعاملات المتشددة مع الحاويات القادمة عن طريق البحر، ولا شك ان هذا التخبط العجيب سيصيب موانئنا بالشلل التام. في الوقت الذي شهدت فيه موانئ المنطقة تطورا مذهلاً في التخليص الكمركية مسجلة ارقاما قياسية بلغت اكثر من عشرين مليون حاوية في موانئ الامارات والسعودية وسلطنة عمان".