الصدر يوجه رسالة الى المنتفضين في النجف

بغداد - IQ  

وجه زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، الاثنين، (15 اذار 2021)، رسالة الى المنتفضين في محافظة النجف، فيما خاطبهم بالقول "ليكن سلاحكم الورد وهتافكم الصمت".


وقال الصدر في بيان ورد لموقع IQNEWS، "بالأمس.. صعدت الى سطح المنزل مظنة رؤية هلال شهر شعبان المعظم، فنظرت يمينا ويسارا.. فإذا بأعمدة الدخان تتصاعد من هنا وهناك.. إنها أعمدة دخان الإطارات التي يعمد لحرقها ثلة من شبابنا الذين حرموا من أبسط مقومات الحياة".


واضاف انها "أعمدة الغضب التي تعتري صدورهم من جراء الفساد الذي حرمهم من الكرامة والسعادة وأدخلهم نفق الفقر والخوف والجوع والحرمان"، لافتا الى "إنني أحس بمأساتهم وأسمع آهاتهم وأنينهم.. فقد استحكم الفساد في بلدي ودمر كل أشيائي الحبيبات".


وتابع ان "الشباب يشعرون بأن وطنهم سلب منهم وهم من المحبين له بعاطفة قلبية صافية.. وفيهم من هو مستعد للتضحية بحياته من أجل الوطن، نعم، فكما ورد: (تعمر البلدان بحب الأوطان) بمعنى لا إعمار إلا بحب الوطن"، موضحا ان "في ذلك ملاحظتين مهمتين أود إيصالهما الى شبابنا الأحبة:


أولا: إن الغاية هي (الإعمار) وإني لا أرى في حرق الإطارات ولا في قطع الطرق وترهيب المارة أي إعمار.


أيها الشباب الغاضب لا ينبغي أن تتحكم العاطفة القلبية بالحكمة العقلية إن جاز التعبير.


فالوطن وإن كان أسير الفساد إلا إنه يبقى (وطن).. ومن أحب الوطن أحب ترابه وماءه وسماءه وإني ليحزنني أن أرى ترابه يحرق وسماؤه ملأى بأعمدة الدخان أفيرضى الحبيب لحبيبه مثل تلك الأمور؟".


واكد "كم تمنيت أن حبكم للوطن يكون مبعث لنشر السلام بأجمل الكلام لنزرع الأزهار وتثمر الأشجار وينهض الإعمار وتنور الأفكار وتبعد الأخطار"، مخاطبا بالقول "أيها الشباب المنتفض إياكم وأذى العراق فهو أمانة في أعناقكم فلا تحرقوه فتخسروه فيتحكم الفاسد ويتسلط الظالم ويستغل ذلك الغريب.. أيها الأخوة من أحب الوطن أحب شعبه وجنده وشرطته وجيشه وما هم إلا حماة لكم لا للفاسدين فهم يعانون نفس ما تعانون ويألمون كما تألمون".


واشار الصدر في النقطة الثانية "حب الأوطان معناه الاعتراف بالوطن لا البحث عنه فالوطن وطنكم لا موطن الفاسدين ولا موطن التبعيين"، مخاطبا المتظاهرين بالقول "أحبتي من أحب الوطن كان شعاره: (نموت ويحيا الوطن) أي يجعل نفسه ضحية للوطن لا أن يقتل الآخرين أو يعتدي عليهم حبا بالوطن.. فالحب تضحية وسلام لا قتل وخراب.. فليكن سلاحكم الورد وهتافكم الصمت.. فإنكم خرجتم من أجل الوطن ومن أجل الإعمار ولقمة العيش فلا تحرموا الآخرين منه بسبب بعض الأفعال العنيفة التي تصدر من بعضكم وأنتم غير راضين عنها".


وبين الصدر ان "حب الوطن لا يكون باللجوء الى أعداء الوطن فلا المحتل صديق ولا التطبيع مفيد ولا تبعية نريد.. حافظوا على وطنكم قبل أن تخسروه.. فأنتم تتظاهرون والفاسد ما زال يسرق وينهب وأنتم عنه غافلون.. إذن فلتعل أصواتكم عبر صناديق الاقتراع والانتخابات التي سنحاول بكل جهدنا أن تكون نزيهة وشفافة.. وإلا فإن الشمعة التي تريد أن تضيء العراق ستحرقه من حيث تعلم أو لا تعلم".