نيويورك تايمز تقرأ تصريحات بن سلطان المفاجئة: مقدّمة للتطبيع

متابعة - IQ  

استحوذ انتقاد الرئيس السابق للاستخبارات السعودية وسفير المملكة السابق لدى واشنطن الأمير بندر بن سلطان بن عبد العزيز، القيادة الفلسطينية بسبب رفضها قرار الإمارات والبحرين التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي على اهتمام وسائل الإعلام العالمية، إذ رأت صحيفة "نيويورك تايمز" أنّها تدل إلى "تآكل الدعم السعودي للقضية الفلسطينية".


وفي تقرير لها، ذكّرت الصحيفة بقول الأمير خلال إطلالته "المفاجئة": "قضية فلسطين قضية عادلة ولكن محاميها فاشلون والقضية الإسرائيلية قضية غير عادلة لكن محاميها ناجحون. وهذا يختصر الأحداث التي وقعت في الـ75 سنة الماضية"، ملمحةً إلى أن السعودية تغيّر سرديّتها المتعلقة بالنزاع الإسرائيلي-الفلسطيني من دون أن يُضطر مسؤولون حاليون إلى التعبير عن ذلك.


وأوضحت الصحيفة أن الأمير السعودي (71 عاماً) لا يشغل منصباً حكومياً راهناً، مشيرةً إلى أنّه كان مقرباً جداً من عائلة الرئيس الأميركي جورج بوش عندما كان سفيراً للملكة في واشنطن بين العامين 1983 و2005، لدرجة أنّه كان يُلقّب بـ"بندر بوش" على سبيل المزاح. وتابعت الصحيفة بالقول إنّ الأمير السعودي تولى بعدها رئاسة الاستخبارات السعودية، ناقلةً عن مسؤول مطلع قوله إنّه أشرف على علاقة السعودية السرية بإسرائيل.


وبالعودة إلى إطلالة بن سلطان على "العربية"، لفتت الصحيفة إلى أنّ الخبراء يقولون إنّه لم يكن ليطل مباشرة على الهواء لفترة طويلة ما لم تكن رسالته منسجمة مع رغبات الحاكم الفعلي للسعودية، ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.


الصحيفة التي قالت إنّ الخبراء يربطون بين تليين السعودية موقفها من إسرائيل في السنوات الماضية والتمهيد للتطبيع مع الاحتلال لاحقاً، لفتت إلى أنّ بن سلمان يقود هذا التحوّل. وفي هذا الإطار، ذكّرت بتصريحات سابقة لولي العهد شدّد فيها على حق الإسرائيليين والفلسطينيين بالأرض، وأكّد أنّ أمن الاحتلال ومصالحه الاقتصادية تتقاطع مع أمن ومصالح الدول العربية الاقتصادية.


وتابعت الصحيفة بالقول إنّ المملكة أعطت الضوء الأخضر لتطبيع البحرين والإمارات، مضيفةً أنّ وسائل الإعلام السعودية الحكومية أثنت على هذه الخطوة. في المقابل، اتهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس زعماء الخليج بأنّهم أداروا ظهروهم للفلسطينيين.


وفي ما يتعلق بتقديم بن سلطان عرضاً "غير مترابط" و"انتقائي" لتاريخ الكفاح الفلسطيني، نقلت الصحيفة عنه قوله إنّ الفلسطينيين "يراهنون دوماً على الجانب الخاسر". وقال بن سلطان: "وهذا له ثمن"، مضيفاً أنّ مفتي القدس الراحل أمين الحسيني راهن في ثلاثينيات القرن الماضي على النازية في ألمانيا، "وكلنا نعرف ماذا حصل لهتلر وألمانيا". كما هاجم بن سلطان الرئيس ياسر عرفات بسبب دعمه للرئيس العراقي صادام حسين بعد غزو الكويت في العام 1990، متهماً منظمة "التحرير الفلسطينية" بالعمل بجد أكبر للسيطرة على الأردن ولبنان بدلاً من تحرير فلسطين.


من جهته، انتقد مسؤول فلسطيني للصحيفة ما وصفه بـ"التاريخ المشوّه"، قائلاً إنّ اللاجئين الفلسطينيين فروا من كل الحروب للنجاة بحياتهم، في ردّ على الانتقاد الذي وجهه بن سلطان للفلسطينيين "الذين هربوا أو أُجبروا على الهرب" خلال العام 1948.


بدوره، علّق السفير الأميركي السابق إلى إسرائيل، مارتن إنديك، بالقول إنّ بن سلطان لم ينسَ اصطفاف الفلسطينيين بجانب صدام حسين بعد غزو الكويت؛ علماً أنّ إنديك كان مسؤولاً عن السياسة الأميركية في الشرق الأوسط خلال عهد الرئيس بيل كلينتون وعمل عن كثب مع بن سلطان عندما كان سفيراً لدى واشنطن. وقال إنديك: "بالنسبة إلى الأمير بندر، كان ذلك بمثابة خيانة حقيقية"، مضيفاً: "من الواضح أنّه عجز عن البقاء متفرجاً إزاء اتهامهم (الفلسطينيين) الإمارات بالخيانة". وعلى الرغم من موقفه هذا، شكك في أن تكون إطلالة بن سلطان مقدّمة لتطبيع وشيك مع الاحتلال، قائلاً: "إلاّ أنّ بندر يُعدّ ممثلاً بارزاً للحرس القديم في العائلة السعودية المالكة. وهذا يؤشر إلى أنّ الجو سيكون داعماً لخطوة مماثلة متى ما تقرر القيادة السعودية اتخاذها".