رغم المعارك الطاحنة.. محادثات بين الحكومة الافغانية وطالبان في قطر

متابعة - IQ  


يجتمع ممثلون عن الحكومة الأفغانية وطالبان في قطر، السبت (17 تموز 2021)، لإجراء محادثات بينما تدور معارك طاحنة على الأرض بالتزامن مع انسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان بعد وجود دام عشرين عاما.


ويعقد الجانبان محادثات متقطعة منذ أشهر في العاصمة القطرية، لكن مصادر مطلعة أشارت إلى أن المفاوضات تتراجع مع تقدم طالبان في ساحة المعركة.


وخاضت القوات الأفغانية الجمعة معارك عنيفة لاستعادة موقع سبين بولداك الاستراتيجي (جنوب) الذي يؤدي إلى الحدود الباكستانية وسقط بأيدي المتمردين الأربعاء


وشنت حركة طالبان هجوما شاملا على القوات الأفغانية في أوائل أيار، مستغلة بدء انسحاب القوات الأجنبية الذي من المقرر أن يكتمل بحلول نهاية آب، وقد سيطرت الحركة على مناطق ريفية شاسعة، خصوصا في شمال أفغانستان وغربها، بعيداً عن معاقلها التقليدية في الجنوب.


ويرى محللون أن الحملة العسكرية التي تشنّها طالبان بحجمها وسرعتها إلى جانب انعدام قدرة القوات الحكومية على كبح تقدّم المتمردين، نسفت كل الآمال التي كانت معلّقة على إنتاج محادثات السلام إطارا لتقاسم السلطة قبل موعد إنجاز الانسحاب العسكري الأميركي بنهاية آب.


لكن المحلل في "مجموعة الأزمات الدولية" إبراهيم باحث قال لوكالة فرانس برس إنه يعتقد أن "طالبان لا تزال تفضّل المسار السياسي" على الرغم من أنه لا يحقق كل أهدافها. وأضاف "لكن إذا تعذّر ذلك، فهم يريدون إبقاء الخيار العسكري قائما".


وغادر عدد من كبار المسؤولين، بمن فيهم الرئيس السابق حامد كرزاي وعبد الله عبد الله، رئيس المجلس الحكومي المشرف على عملية السلام ورئيس الحكومة السابق، كابول متوجين إلى الدوحة بعد ظهر الجمعة


وقالت ناجية أنواري، المتحدثة باسم الوفد الحكومي المفاوض لوكالة فرانس برس، إن "الوفد الرفيع المستوى موجود هنا للتحدث إلى الجانبين وتوجيههما ودعم فريق التفاوض (التابع للحكومة) لتسريع المحادثات وتحقيق تقدم"، معبرة عن أملها في أن يتوصل الجانبان إلى اتفاق قريبا.


بينما يحتدم القتال بين القوات الحكومية وطالبان، تتصاعد أيضا حرب كلامية بين إسلام أباد وكابول، التي تتهم الجيش الباكستاني بتقديم دعم جوي للمتمردين في بعض المناطق.  ونفت باكستان ذلك بشدة


وكانت إسلام أباد قد أعلنت عن عقد مؤتمر لمختلف الجهات المشاركة في الصراع، من أجل مواجهة تصاعد العنف. لكنّ القمة أرجئت بسبب عطلة عيد الأضحى. وشكلت الحدود الجنوبية لأفغانستان دائما نقطة حساسة في العلاقات مع جارتها


وظلت مقاطعة بلوشستان الباكستانية تؤوي على مدى عقود قادة طالبان الرئيسيين بالإضافة إلى مجموعة كبيرة من المقاتلين الذين يتوجهون إلى أفغانستان بانتظام


وتنتشر القوات الأجنبية في أفغانستان منذ ما يقرب من عشرين عاما، بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في أعقاب هجمات 11 سبتمبر 2001. لكن هذه القوات بدأت الانسحاب في الأشهر الأخيرة.