بينها العراق.. مناطق في العالم مرشحة للغليان في 2021

متابعة - IQ  


رشح مقال لصحيفة فورين بوليسي الأميركية، عشر مناطق في العالم لتكون محط تركيز الأنظار بسبب ما يعتمل فيها من صراعات.


فمن جائحة الفيروس التاجي إلى التأثير المتزايد لتغير المناخ، وسياسات إدارة ترامب بشأن الأرض المحروقة بعد انتخاب جو بايدن، والحرب الأذربيجانية الأرمينية حول ناغورنو قره باغ، والصراع القاتل في منطقة تيغراي الإثيوبية، كانت السنة حافلة بالأحداث، ولكن لا يعتقد أن العالم بعدها سيكون أكثر هدوءا، بل ربما العكس.


1-أفغانستان


على الرغم من التقدم الصغير، ولكن المهم، في محادثات السلام، إلا أن "الكثير قد يسوء بالنسبة لأفغانستان في عام 2021، بحسب مقال الصحيفة.


تعهدت واشنطن بسحب قواتها من أفغانستان بعد نحو عقدين من القتال مع متمردي طالبان، ووقعت اتفاقا مع مقاتلي الحركة، في فبراير 2020، يقضي بمنع طالبان الإرهابيين من استخدام أراضي بلادهم لشن عمليات، وأيضا للدخول في محادثات مع الحكومة الأفغانية.



2-إثيوبيا


في 4 تشرين الثاني 2020، بدأت القوات الفيدرالية الإثيوبية هجوما على منطقة إقليم تيغراي بعد هجوم قاتل شنه مقاتلو الإقليم الذين استولوا وعلى وحدات عسكرية فيدرالية في المنطقة.


وبشكل خاطف، سيطر مقاتلو الجيش على عاصمة الإقليم بحلول نهاية تشرين الثاني من العام نفسه، وتخلى قادة جبهة تحرير شعب تيغراي عن المدينة.


ومن المرجح أن يكون الآلاف قتلوا في العنف الذي شهدته المدينة، لكن نقص وصول الإعلام والمنظمات الدولية إلى منطقة النزاع جعل من الخسائر غير واضحة.


لكن الأزمة لم تنته، خاصة مع احتمال انضمام عرقيات أخرى في إثيوبيا للنزاع خوفا من إقدام رئيس الوزراء، آبي أحمد، على فرض سلطة مركزية مستعينا بمناصريه من الوحدويين.


وفيما شهدت البلاد مليون حالة نزوح داخلية تقريبا بسبب النزاع في تيغراي، وخمسين ألف حالة نزوح إلى الخارج، فإن الأوضاع المرتبكة في البلاد قد تدفع إلى مزيد من الانهيار في الأوضاع الإنسانية.


وخلال خمسة أشهر، سيحل موعد الانسحاب الكامل للقوات الأميركية وحلف الناتو من البلاد.


مع هذا، تقول واشنطن إن الانسحاب مشروط ضمنا بالتقدم في محادثات السلام الأفغانية، مما يعني أن الموعد قد يؤجل، خاصة مع قدوم رئيس جديد للبيت الأبيض.


وذكر التقرير أن انسحاب القوات الأميركية السريع أو بقاءها قد يؤديان، لأسباب مختلفة في كلتا الحالتين، إلى زيادة تعقيد الوضع في أفغانستان وتفاقم العنف فيها في 2021.


3-منطقة الساحل الأفريقي


لا تزال الأزمة التي تجتاح منطقة الساحل في شمال أفريقيا تزداد سوءاً، مع تزايد العنف بين العرقيات المختلفة وتوسيع المتشددين نطاق هجماتهم.


وكان عام 2020 الأكثر دموية منذ بدء الأزمة في عام 2012، عندما اجتاح المتطرفون شمال مالي، مما أغرق المنطقة في حالة من عدم الاستقرار التي طال أمدها.


ويسيطر المتشددون على مناطق من ريف مالي وبوركينا فاسو، وتمكنوا من تحقيق نجاحات في جنوب غرب النيجر.


ولم تتمكن السلطات الحكومية من استعادة المناطق الريفية التي طرد منها المسلحون، ولم تتمكن الضربات المدعومة فرنسيا ضد التنظيمات الإرهابية من تحقيق خلل حقيقي في قيادة التنظيمات المتشددة التي يميل أعضاؤها إلى الخروج من مناطق محددة حينما يزداد الضغط العسكري عليها، ليعودوا بعد هدوء العمليات.


ويعتقد أن العام 2021 سيكون عاما مضطربا بسبب استمرار تدهور الظروف الاقتصادية والاجتماعية التي يزدهر فيها المتطرفون المسلحون.


4-اليمن


تسببت الحرب في اليمن فيما يعتبر أسوأ كارثة إنسانية في العالم. وقد أدى انتشار فيروس كورونا إلى تفاقم معاناة المدنيين الذين يعانون أصلاً من الفقر والجوع والأمراض الأخرى.


وتفاقمت المشاكل والخلافات بين الأطراف المتحالفة من استقواء الحوثيين المدعومين من إيران، الذين يقتربون من مأرب، آخر معاقل الرئيس، عبدربه منصور هادي.


ويهدد الصراع المعقد للغاية والمستمر منذ سنوات، بمزيد من التوتر في البلد الذي يشهد نزاعات منذ أسقط رئيسه السابق، علي عبد الله صالح.


وأكد التقرير أن تواجد تنظيم القاعدة في اليمن بدا أكثر رسوخا وقوة في عام 2020 مما يهدد بأن يكون عام 2021 عاما معقدا جدا في هذا البلد.


5-فنزويلا


مر ما يقرب من عامين منذ أن أعلنت المعارضة الفنزويلية والولايات المتحدة ودول في مختلف أنحاء أميركا اللاتينية وأوروبا المشرع، خوان غوايدو، رئيساً مؤقتاً لفنزويلا وتوقعت نهاية الرئيس الحالي، نيكولاس مادورو.


وحتى اليوم، فإن أي آمال من هذا القبيل لا تبدو قريبة التحقيق، أو حتى ممكنة.


ولم تؤد حملة "الضغط الأقصى" التي تقودها الولايات المتحدة، والتي تنطوي على عقوبات وعزلة دولية وتهديدات ضمنية بعمل عسكري، وحتى انقلاب فاشل، إلى إسقاط مادورو.


وفيما أصبح مادورو أقوى، أضعفت الظروف الاقتصادية الفنزويليين، كما أدى انتشار فيروس كورونا إلى خلق مزيد من التعقيدات أمامهم، وفقا للتقرير.


وكلما بقي مادورو في السلطة، بدا أن خصومه أصبحوا أضعف، كما أن المعارضة بدأت تنقسم على نفسها.


6-الصومال


تلوح في الأفق انتخابات يفترض أن تجري في الصومال وسط خلافات مريرة بين الرئيس، محمد عبد الله محمد، المعروف أيضا باسم "فارماجو"، ومنافسيه.


وفيما تدخل الحرب ضد حركة الشباب المتشددة عامها الخامس عشر، دون أن تلوح في الأفق نهاية لها، يبدو المانحون مترددين أمام إبقاء دعمهم لقوات الاتحاد الإفريقي التي تحارب المسلحين.


وفيما يستعد سياسيو الصومال للانتخابات، تبدو مناطقهم محتشدة ضد بعضها البعض، في حين تواصل حركة الشباب  سيطرتها على مناطق واسعة من جنوب الصومال ووسطه وتستمر بشن الهجمات على العاصمة.


ويتوقف الكثير على الانتخابات الرئاسية التي ستجرى في فبراير، ومن الممكن أن تسمح الانتخابات النظيفة إلى حد معقول، والتي قد تقبل الأحزاب الرئيسية نتائجها، لقادة الصومال بمضاعفة الجهود للتوصل إلى اتفاق بشأن العلاقة الفيدرالية والترتيبات الدستورية وتسريع إصلاح القطاع الأمني.


ومن ناحية أخرى، يمكن أن يؤدي التصويت المطعون فيه إلى أزمة سياسية توسع الهوة بين مقديشو والمناطق، وربما تؤدي إلى اندلاع العنف بين القبائل، وتخاطر بتشجيع حركة الشباب.


7-ليبيا


مع أن الفصائل العسكرية المتناحرة في ليبيا توقفت عن القتال، وبدأ الأمل يبدو على المراقبين بأن تتوصل الأمم المتحدة لحمل المتنافسين على الحوار، يبدو أن التوصل إلى سلام دائم ما يزال أمرا بعيد المنال.


فقد أنهى وقف إطلاق النار، الذي وقع رسمياً في أكتوبر الماضي، معركة كانت تدور في ضواحي طرابلس وأماكن أخرى، منذ نيسان 2019. وقد أسفر القتال عن مقتل نحو 3000 شخص وتشريد مئات الآلاف.


ومع أن الجيش والمقاتلين التابعين لحكومة الوفاق توقفا عن إطلاق النار على بعضهما، فإن قواتهما لا تزال في الخطوط الأمامية، ولا تزال طائرات المعدات العسكرية تشحن الأسلحة للجانبين.


ووافق المشاركون في المؤتمر الليبي على إجراء انتخابات في نهاية عام 2021، ولكن ليس على الإطار القانوني الذي يحكم تلك الانتخابات.


وفي حال اندلع الصراع مجددا، فستكون ليبيا أمام عام 2021 دموي للغاية، قد لا يتوقف فيه الصراع قبل إبادة أحد الفريقين المتخاصمين أو إضعافه بشكل كبير.



8-إيران والولايات المتحدة


أدى مقتل القيادي في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، إلى اقتراب نذر الحرب بين البلدين بشكل كبير، ومع أن رد إيران كان محدوداً نسبياً، ولم يختر أي من الطرفين التصعيد، إلا أن درجة التوتر ظلت مرتفعة بشكل خطير.


وفيما يمكن للإدارة الأمريكية الجديدة تهدئة واحدة من أخطر المواجهات في العالم، إلا أن مساعيها قد تواجه بصعوبات جمة.


أبرز تلك الصعوبات هو البرنامج النووي الإيراني الذي يتحدى قرارات الأمم المتحدة، وأيضا العداء الإيراني المعلن لحليفي واشنطن في المنطقة، السعودية وإسرائيل.


وفيما دمرت العقوبات الأميركية الاقتصاد الإيراني، إلا أنها لم تفعل سوى القليل سياسيا، وخلال السنوات الماضية، نما البرنامج النووي الإيراني، غير مقيد على نحو متزايد وأصبحت طهران تمتلك صواريخ باليستية أكثر دقة من أي وقت مضى.


9-روسيا وتركيا


مع أن روسيا وتركيا ليستا في حرب، وغالباً ما تكونان متعاونتين، لكنهما في كثير من الأحيان تدعمان جانبين متعارضين، كما هو الحال في سوريا وليبيا، أو تتنافسان على النفوذ، كما هو الحال في القوقاز.


وبينما يتحارب حلفاء البلدين في عدة دول، فإن أنقرة وموسكو برعتا حتى الآن في إدارة خلافاتهما.


مع هذا، يتخوف المحللون من أن أي تداعيات كبيرة أو أخطاء يمكن أن تؤدي إلى تفاقم الصراعات التي يتشابك البلدان فيها من سوريا وإلى القوقاز.


وتملك كل من أنقرة وموسكو قوات قريبة جدا من بعضها وعلى جبهات متعددة، وقد يؤدي تراجع العلاقات بين البلدين إلى إثارة المتاعب في أكثر من دولة في حال نشوب أي نزاع بين الطرفين.


10-تغير المناخ


بحسب "فورين بوليسي" فإن أنماط الطقس ستزيد من العنف في عدة مناطق، سواء بسبب الجفاف ونقص المياه، أو الفيضانات والكوارث في مناطق أخرى، وبدون اتخاذ إجراءات عاجلة، "فسوف يرتفع خطر الصراع المرتبط بالمناخ في السنوات المقبلة".


في شمال نيجيريا، كثفت موجات الجفاف من حدة القتال بين الرعاة والمزارعين على الموارد المتضائلة، وأسفرت تلك الصراعات، في 2019، عن مقتل ضعفي عدد الأشخاص الذين قتلوا في صراع بوكو حرام.


وعلى النيل، تبادلت مصر وإثيوبيا التهديدات باتخاذ إجراءات عسكرية بشأن سد النهضة الإثيوبي الكبير، ويرجع ذلك جزئياً إلى مخاوف القاهرة من أن يؤدي السد إلى تفاقم ندرة المياه القليلة أصلا.


وفي الوقت الراهن، يمكن القول إن أفريقيا ترى أسوأ مخاطر الصراع المرتبطة بالمناخ، ولكن أجزاء من آسيا وأميركا اللاتينية والشرق الأوسط تواجه مخاطر مماثلة.


مناطق إضافية

على الرغم من أن عنوان التقرير حدد عشر مناطق، إلا أن فيروس كورونا، وضعف الاقتصاد العالمي، والصراع الفلسطيني الإسرائيلي، والصراعات والفقر في السودان، والمشاكل الاقتصادية في لبنان وتفاقم التوتر وانهيار الاقتصاد في العراق، جعلت من العالم في 2021 مكانا ربما أخطر مما كان عليه في 2020، السنة التي يرى الكثير من سكان العالم بأنها كانت "الأسوأ على الإطلاق".