رغم الوباء.. اليابان تشهد تراجعاً في معدل الوفيات.. ما السبب؟

متابعة - IQ  

تراجعت أعداد الوفيات في اليابان العام الماضي لأول مرة منذ أكثر من عقد، في تناقض صارخ مع عدد الوفيات الهائل الذي عانت منه العديد من البلدان بسبب وباء كورونا.


وقالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية إن هذا التراجع يشير إلى نجاح استراتيجية التصدي للوباء في اليابان.


وبحسب الصحيفة أفادت وزارة الصحة اليابانية هذا الأسبوع بأن عدد الوفيات انخفض بمقدار 9300 وفاة في عام 2020 وبلغ العدد الإجمالي حوالي 1.4 مليون وفاة.


وعندما بدأ فيروس كورونا في الانتشار أوائل العام الماضي، خشي الكثيرون من أن قطاعاً كبيراً من كبار السن في اليابان سيكونون عرضة للخطر بشكل خاص، ولكن أعداد الحالات والوفيات كانت أقل بكثير مقارنة بالولايات المتحدة وأوروبا.


وحتى يوم الثلاثاء سجلت اليابان أقل من 7600 حالة وفاة بسبب الفيروس، ولم تتجاوز أعداد الإصابات اليومية حاجز الـ8000.


وفي المقابل سجلت الولايات المتحدة أكثر من 500 ألف حالة وفاة و28 مليون إصابة.


كما انخفض متوسط العمر المتوقع للأمريكيين عاماً كاملاً في الأشهر الستة الأولى من عام 2020، وهو أكبر انخفاض منذ الحرب العالمية الثانية.


ولم تحدد بيانات الحكومة اليابانية الفئة العمرية لمعدلات الوفاة، لذلك كان من الصعب تحديد سبب انخفاض الوفيات بشكل دقيق.


وأشارت الصحيفة إلى أن البيانات السابقة تشير إلى أن السبب الرئيسي وراء ذلك، هو الانخفاض الحاد في حالات أمراض الجهاز التنفسي وهو أحد الآثار الجانبية المحتملة لاعتماد البلاد على ارتداء الأقنعة والتباعد الاجتماعي في كافة الأماكن.


وعلى الرغم من أن ارتداء الأقنعة كان مشهداً مألوفاً في اليابان، إلا أنه أصبح ضرورياً خلال العام الماضي ضمن الإجراءات الاحترازية لمكافحة الفيروس.


بالإضافة إلى ذلك تبنت الحكومة عدة خطوات على نطاق واسع لمنع انتشار الفيروس كوضع المعقمات عند مداخل الأماكن التجارية ومقرات العمل، والتوصيات بتجنب الأماكن المغلقة والمزدحمة والاتصال عن قرب مع الآخرين.


كما أن أحد العوامل الأخرى التي ساهمت في انخفاض معدل الوفيات هو تراجع نسبة الحوادث المرورية بسبب انخفاض عدد الأشخاص الذين استخدموا الطرق وذلك بسبب إعلان الحكومة مرتين لحالة الطوارئ.


وانخفضت الوفيات الناجمة عن حوادث الطرق بنحو 12% في 2020 ليصل عددها إلى 2839 حالة، وهو أقل رقم منذ عام 1948 وفقاً لبيانات الشرطة الوطنية.


وعلى الرغم من هذا الانخفاض إلا أن البلاد شهدت زيادة في معدلات الانتحار بين النساء بنسبة 15% في 2020.


وفسر الخبراء أسباب هذه الظاهرة في الضغوط المرتبطة بالوباء بما في ذلك فقدان الوظائف وزيادة عزلة الأشخاص والأعباء المنزلية المتزايدة التي تتحملها النساء.


وواصل عدد سكان اليابان الانكماش الذي بدأ في 2007 على الرغم من الانخفاض الإجمالي للوفيات، حيث فقدت الدولة أكثر من 511 ألف شخص في عام 2020، وهو تسارع طفيف عن العام السابق.


وشهد العام الماضي انخفاض نسبة المواليد مرة أخرى ما يشير إلى أن الوباء من المرجح أن يسرع وتيرة هجرة اليابانيين.


ووفقاً لتوقعات الحكومة سينخفض عدد السكان في اليابان الذي يبلغ الآن 126 مليون نسمة، إلى أقل من 100 مليون نسمة بحلول 2053 وفي عام 2065 سينخفض إلى 88 مليون نسمة.