خبير اقتصادي يوضح أسباب القلق من الدين الداخلي: كلف فائدة مرتفعة وضعف في التوظيف الاستثماري
- اليوم, 11:29
- اقتصاد
- 151

بغداد - IQ
أوضح الخبير الاقتصادي منار العبيدي، اليوم الأربعاء، أسباب القلق من الدين الداخلي، مبيناً أن كلف الفائدة المرتفعة وضعف التوظيف الاستثماري يجعلان منه عبئاً على الاقتصاد الوطني.
وقال العبيدي في منشور على فيسبوك تابعته (IQ): "شهدت الأيام الماضية تداولاً واسعاً في الإعلام حول ملف الدين الداخلي ومقداره، ما أثار تساؤلات مشروعة حول ما إذا كان هذا الدين يشكل خطراً فعلياً على الاقتصاد الوطني، وما طبيعة هذا الخطر إن وُجد."
وأضاف: "تكمن خطورة الدين الداخلي ليس في قيمته المطلقة، بل في نسبته إلى الناتج المحلي الإجمالي ووفقاً لبيانات هيئة الإحصاء، يبلغ الناتج المحلي للعراق نحو ٢٣٠ تريليون دينار، ما يجعل نسبة الدين الداخلي إلى الناتج بحدود ٣٩٪ وهي نسبة أدنى من النسبة الحرجة التي تحددها العديد من الدول عند ٥٠٪."
وتابع العبيدي: "لكن القلق هنا يأتي من تركيبة الناتج المحلي نفسه، إذ إن أكثر من ٦٥٪ منه يعتمد على القطاع النفطي وفي حال انخفاض أسعار النفط، سينكمش الناتج الكلي، ما يرفع نسبة الدين إلى الناتج حتى لو بقي حجم الدين ثابتاً، وهذا ما يفاقم مستوى الخطورة."
وأردف قائلاً: "أحد أبرز التحديات هو ارتفاع الفائدة على أدوات الدين الداخلي، فالسندات الأخيرة طُرحت بفائدة سنوية تقارب ١٠٪، وهي نسبة مرتفعة من شأنها أن تُرهق الموازنة العامة بنفقات إضافية، خصوصاً في حال تراجع الإيرادات النفطية ومع مرور الوقت، قد تجد الحكومة نفسها أمام عبء تمويلي يصعب الاستمرار في تحمّله."
وبين العبيدي: "تمثل السندات الحكومية أداة من أدوات السياسة الانكماشية، فعندما تلجأ الدولة إلى الاقتراض من المصارف بفوائد مرتفعة، تقل شهية هذه المصارف على تمويل المشاريع الإنتاجية وهذا يعني أن القطاع الخاص سيتأثر سلباً نتيجة انكماش فرص التمويل، ما يحد من قدرته على المساهمة في النمو الاقتصادي."
وأوضح أن "الديون الداخلية لا تُعد مشكلة بحد ذاتها إذا تم توجيهها نحو مشاريع استراتيجية وخدمية تخلق قيمة مضافة وفرص عمل، لكن عندما تُستخدم لتغطية العجز التشغيلي فقط فإنها تتحول إلى عبء يعيق قدرة الدولة على زيادة إنفاقها الاستثماري، وبالتالي تضعف نمو القطاعات غير النفطية التي يحتاجها الاقتصاد لتحقيق التنويع."
وأشار إلى أن "الديون الحكومية ارتفعت بنسبة ١١٦٪ خلال سنة، لتصل إلى ١٣٪ من إجمالي موجودات الجهاز المصرفي بعد أن كانت لا تتجاوز ٦٪ في عام ٢٠٢٤ هذا التوسع السريع يخلق مخاطر على سلامة واستدامة الجهاز المصرفي، إذ يزيد من انكشافه على المخاطر السيادية ويحد من مرونته في تمويل الأنشطة الاقتصادية الأخرى."
وختم العبيدي منشوره قائلاً: "إن القلق من الدين الداخلي لا يرتبط بحجمه فقط، بل بطبيعة استخدامه وبنيته وكلفته وتأثيره في مجمل البيئة الاقتصادية لذلك، فإن إدارة الدين الداخلي تتطلب رؤية شاملة تأخذ بنظر الاعتبار هذه العوامل مجتمعة قبل الإقدام على أي توسّع جديد فيه."