كريسماس حزين.. ما ينتظره مسيحيو العراق في الأردن

بغداد - IQ  

عيد ميلاد "كريسماس" حزين آخر يمر على اللاجئين العراقيين المسحيين في الأردن بعد أن اضطروا إلى الفرار من مساكنهم عقب اجتياح تنظيم داعش الإرهابي لها في العام 2014.


ويعيش في الأردن ما بين 12 ألف و18 ألف عراقي مسيحي، وفقًا لوائل سليمان، رئيس جمعية كاريتاس الخيرية الكاثوليكية، وينتظر معظهم فرصة السفر إلى دولة ثالثة للاستقرار فيها بشكل نهائي بعد أن فقدوا الأمل في العودة إلى درياهم.

وعن ذكريات الكريسماس في العراق، يقول المهندس بولس قرياقوز  أنه "كان سعيدا مع زوجته وأطفالهما الثلاثة في بلدة برطلة، ولكن قدوم داعش دمر كل شيء في حياتهم"، على حد وصفه.


وقال قرياقوز في حديث إلى "فرانس برس" إن "الاحتفالات بأعياد الميلاد كانت تستغرق شهرا"، مضيفا "كان هناك شجرة عيد الميلاد بارتفاع 15 مترًا (50 قدمًا) في الساحة القريبة من الكنيسة. وكنا نجتمع هناك مع العائلة والأصدقاء لأداء الصلوات وإنشاد الترانيم".


وأشار إلى أنه "لجأ إلى أربيل في إقليم كردستان بعد سيطرة داعش على بلدته، ولكنه حاول العودة إليها في العام 2016، بعد عامين من طرد تنظيم داعش معظم المناطق المسيحية في شمال العراق".


وتابع الرجل البالغ من العمر 56 عامًا أنه عاش حالة من الصدمة بعد ما رأى الدمار، لافتا الى انه "لم يكن هناك خيار آخر سوى الفرار والعثور على ملاذ آمن لعائلتي"، لينتقل إلى الأردن في العام 2017

.

وتابع "لقد قدمنا حتى الآن أربعة طلبات للهجرة إلى أستراليا، لكن تم رفضها جميعًا، رغم أننا نتحدث الإنكليزية ولدينا عائلة هناك".


"عيد في المنفى"


أميل سعيد، 53 عامًا ، وهو أيضًا أب لثلاثة أطفال، يقضي أعياد الكريسماس عام آخر في "منفاه الاختياري" بالأردن، وهو مثل قرياقوز، يفتقد بشدة الاحتفالات التي اعتادوا أن يقيمونها في العراق.


وقال "عيد الميلاد هنا حزين ومختلف عن الاحتفالات في الوطن"، لافتا الى ان "هناك كان لدينا الكثير من الطعام والشراب، بينما هنا نحن وحدنا، لا أحد يزورنا ولا نزور عراقيين آخرين لأن معظمنا محتاج ولا نريد إحراج أحد".


وتابع سعيد ان "الحياة في الأردن صعبة للغاية ومكلفة.. معظمنا عاطل عن العمل ... وهناك القليل من المساعدات التي تم توزيعها على اللاجئين".


وأعرب عن أمله "في الانتقال مع عائلته إلى الولايات المتحدة حيث لديهم أقارب، ولكن وحتى ذلك الحين وضعوا شجرة عيد ميلاد صغيرة مزينة في وسط منزلهم المتواضع".


أما الأب خليل جعار، كاهن في كنيسة القديسة مريم أم الكنيسة في منطقة الطبقة العاملة في حي ماركا بالعاصمة الأردنية عمان، فيعلم جيدًا محنة اللاجئين من العراق.


ويقول أنه "كان يلبي احتياجاتهم منذ العام 2014 ، حيث أنشأ في مجمع الكنيسة مدرسة وعيادة، بالإضافة إلى ورش الخياطة والكمبيوتر".


"البحث عن بيت جديد"


ومنذ عام 2015، ساعد جعار حوالي 2500 أسرة في معالجة وثائقهم للهجرة إلى دولة ثالثة، لكنه قال "لا تزال 500 عائلة مسيحية عراقية تنتظر" الضوء الأخضر للسفر.


واضاف "لسوء الحظ، عندما نطلب المساعدة من منظمات المعونة الدولية والمحلية، يخبروننا أن الحرب في العراق قد انتهت وأن اللاجئين يجب أن يعودوا إلى ديارهم".


في عيد الميلاد هذا العام ، وبفضل تبرع من عائلة عراقية ثرية تعيش في عمان، يستعد جعار لتوزيع قسائم بقيمة 50 دينارًا أردنيًا (حوالي 70 دولارًا) للعائلات حتى يتمكنوا من شراء ملابس جديدة لأطفالهم.


وقال الكاهن "يجب أن يكون الأطفال قادرين على الفرح. يجب ألا يدفعوا ثمن ما يحدث".


وقال سليمان الرئيس المحلي لمؤسسة كاريتاس، إن "مؤسسته الخيرية تساعد اللاجئين العراقيين منذ العام 1990"،  مشيرا إلى أن "امكانياتهم المالية لا تغطي سوى احتياجات 10 في المائة فقط من أولئك الموجودين في الأردن".


وشدد على أن "العالم يعتقد أن مشاكل الشعب العراقي قد انتهت وأنه يجب عليهم العودة إلى ديارهم".


من بين الأشخاص الذين لن يعودوا هي داليا يوسف، التي ترملت عام 1997 أثناء حملها عندما قتل زوجها في العراق.


وبعد خمس سنوات من التقدم بطلب للهجرة مع ابنها إلى أستراليا، وصل الخبر السار.

وقالت "لا يسعنا الانتظار لبدء حياة جديدة. بالنسبة لنا، لم نر شيء يبشر بالخير في العراق".