توقف محطة قطار الموصل.. اختفاء جزء من تأريخ العراق

بغداد - IQ  

أوقفت الحرب والتفجيرات، محطة قطار الموصل، التي وصل عبرها في الأول من حزيران 1940، أول قطار من بغداد إلى إسطنبول.


وتحطمت ذكريات مواطنين كثر عاشوها خلال رحلات قضوها في قطارات الموصل الى المحافظات العراقية الاخرى، بعد أن انخفضت حركة السكك الحديدية في الموصل بشكل كبير بعد الغزو الاميركي للعراق، فيما واصل قطاران فقط المغادرة كل أسبوع باتجاه غازي عنتاب في تركيا حتى صيف عام 2010.


يقول ضياء محمد احد ساكني الموصل لـ IQ NEWS، "كنت ما قبل الثمانينيات عسكريا، أذهب رفقة اصدقائي الى سكة قطار الموصل، نقطع التذكرة بـ130 فلساً، للذهاب والاياب من بغداد، كانت التذاكر مجانية للجنود العراقيين خلال الحرب العراقية الإيرانية".


ولا تزال آثار الخراب والقصف واضحة في كل زاوية على أرض محطة قطار الموصل، بعدما حولتها التفجيرات إلى كتلة من الأنقاض، وهدمت أبنيتها التاريخية، فيما طال التخريب غالبية خطوط السكك وخرجت عن مسارها.


وكانت القطارات في العراق وتحديداً في الموصل تذهب الى الخارج بمهمتين للتجارة ولنقل المسافرين، قطار يصل الى محطة غازي عنتاب في تركيا، والمحطة الثانية الى حلب في سوريا، فيما كانت قطارات البضائع تدخل الى العراق عبر تركيا وسوريا.


مدير سكك المنطقة الشمالية قحطان لقمان أكد لـ IQ NEWS، "اعادة تأهيل سكة قطار الموصل الى ناحية القيارة في الوقت الحالي لحين صرف تخصيصات مالية، لاكمالها باتجاه ناحية ربيعة المحاذية لسوريا".


ملحقات ومرافق عدة كانت تضمها محطة قطار الموصل، منها قاعة ملكية كبيرة تعود للملك فيصل الأول، وتعتبر أقدم قاعة ملكية في العراق، بحسب ما يقول المهندس في المحطة محمد عبد العزيز، الذي بات عاطلاً عن العمل تقنياً منذ سنوات.


فعبر الموصل في الأول من حزيران عام 1940، وصل أول قطار من بغداد إلى إسطنبول، لكن العاصمة اليوم لم تعد مربوطة إلا بالفلوجة غرباً، وكربلاء والبصرة جنوباً. وهو مستوى بعيد جداً عن 72 رحلة يومية كانت تسيّر على مسافة 2000 كيلومتر من السكك الحديدية في حقبة ما قبل الحصار الذي فرض على العراق في التسعينيات.


قبل زمن، كان العراق في طليعة التقدم والتطور في الشرق الأوسط. فمنذ عام 1869، كان الترامواي موجوداً في بغداد، ولكن لم يبق منه شيء اليوم، لا العربات الخشبية الأنيقة ولا حتى السكك التي ابتلعها التمدد العمراني في العاصمة.


احتضار محطة الموصل كان طويلاً. ففي 31 آذار عام 2009، تم تفجير شاحنة مفخخة قربها فأدت الى تدمير جزء منها، وفي الأول من تموز 2010، غادر آخر قطار بتذكرة ذهاب فقط إلى غازي عنتاب التركية. لكن ثالث مدن العراق، التي كانت يوماً مركزاً تجارياً للشرق الأوسط، صارت خراباً بفعل المعارك ضد تنظيم الدولة الإسلامية بين عامي 2014 و2017.


وباختفاء هذه المحطة، يختفي جزء من تاريخ العراق وذاكرته، وجزء من حيوية مدينة الموصل الاستراتيجية على الحدود مع سورية وتركيا.