سكان الحي الأخضر "يُهجّرون تعسفاً"

الجرافات تظهر في منطقة البكرية غربي بغداد مجدداً: "متنفذون يشطبون عقوداً مهَرها الملك"

بغداد - IQ  

منذ أكثر من عام، يشكو سكان حي البكرية غربي بغداد محاولات متعددة للاستيلاء على أرض منطقتهم بدواعي مختلفة، مرة عبر تخصيصها لضباط وعناصر جهاز مكافحة الإرهاب وعائلاتهم، وتارة بداعي الاستثمار وإخلاء السكان منها بالقوّة.

وفي حزيران 2021، قدِمت قوات من جهاز مكافحة الإرهاب لإخلاء المنطقة من السكان بالقوّة، لكن لجنة تحقيق نيابية شكّلها رئيس البرلمان محمد الحلبوسي تدخلت لوقف ذلك وقد أوصى الحلبوسي بتخصيص أراض بديلة لجهاز مكافحة الإرهاب في مناطق أخرى.

وظهرت في الأيام القليلة الماضية جرافات وسيارات ثقيلة تهدم مباني سكنية وأراضي زراعية في حي البكرية وهو ما وثقته مقاطع مصوّرة وردت لموقع IQ NEWS من مصادر محلية.

وأثار حفيظة السكان الذين يعتقدون أن الأمر "لا يعدو كونه تجهيراً قسرياً واستضعاف لهم وسلب أملاكهم القانونية".

وتقول مصادر مطلعة لموقع IQ NEWS، إن موظفين متنفذين "يوهمون السلطات ومكتب رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي ويستحوذون على أراضي حي البكرية وغصبها من مالكيها الشرعيين لبناء مجمعات سكنية فيها". 

"لماذا البكرية بالذات؟"

ويسأل العديد من سكان حي البكرية، خلال مقابلات صحفية أجريت معهم، عن سبب التركيز على منطقتهم دون غيرها و"ترك مساحات شاسعة خالية في مناطق وأماكن أخرى من العاصمة".

ويؤكد هؤلاء امتلاكهم إجازات وأوراق رسمية وعقود للسكن والعمل في بساتينها التي تعود لفترة العهد الملكي، ويتهمون أمانة بغداد بـ"مخالفة الحقيقية" من خلال تصنيف أراضيهم المزروعة بأنواع متعددة من المحاصيل كأرض جرداء على الورق.

"سكن آباؤنا في هذه المنطقة منذ زمن الملوكية ونحن ولدنا فيها، ولدينا عقود وفق قانون الاصلاح الزراعي 117 لسنة الـ1970، وكذلك إجازات بناء وبستنة"، يقول شيخ كبير يسكن حي البكرية بصوت متحشرج في لقاء متلفز.

وتقدم بساتين البكرية كميات كبيرة من المحاصيل الزراعية للسوق المحلية، كما توفر حزاماً أخضر للعاصمة التي تواجه عواصف ترابية قوية بين حين وآخر.