"الأصفر عاد"

"مشروع عبير لإزالة التجاوزات" يبدأ في بعض المدن: البلدية تتعرض لإطلاق نار وضرب مبرح

بغداد - IQ  

عادت حملات إزالة التجاوزات المشيّدة على الأراضي العامة، للواجهة مجدداً، بعد حادثة مقتل مدير بلدية كربلاء عبير سليم الخفاجي، يوم أمس، أثناء إشرافه على إزالة بناية مشيّدة على أرض عامة بإطلاق النار عليه من قبل صاحب البناية.


وأعلن رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، صباح اليوم (11 آب 2021)، من المكان الذي وقعت عليه الحادثة، إطلاق مشروع "عبير لإزالة التجاوزات في عموم العراق".


وأثارت حادثة مقتل مدير بلدية كربلاء، التي وثقتها كاميرات مراقبة وتداولتها صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، رودود فعل واسعة مستنكرة ومنددة، فيما أطلق بعض سكان المدينة لقب "عبير كربلاء" على المدير المقتول.


بعيد ساعات من إعلان الكاظمي إطلاق الحملة، توالت إعلانات دوائر بلدية في مدن متفرقة إزالة تجاوزات مشيّدة على أراضي عامة، ومعها بلاغات حول تعرض كوادرها لـ"اعتداءت بإطلاق النار والضرب المبرح"، وسط توعد الإدارات المحلية بمحاسبة "المعتدين" وعدم توقف هذه الحملات.


في الموصل، أعلنت بلدية الموصل، إزالة عدداً من التجاوزات ظهر اليوم، وكان لافتاً في بيانها عبارة "الشغل الأصفر من جديد"، إشارة إلى حملة انطقلت أيام الحكومة السابقة، حيث عمدت دوائر بلدية إلى إزالة التجاوزات بهذه الآلية لكنها أثارت ردود فعل منددة وقتها فتوقفت إثر ذلك.


وقالت بلدية الموصل في بيان، إن "مفارز تجاوزات قطاع الزهور البلدي وباسناد من مفرزة تجاوزات الايسر، (ازالت) عدداً من هياكل الدور المُعدّة للبناء على اراضٍ تعود ملكيتها للدولة، في منطقتي القدس والكرامة، فضلاً عن رفع المطبات الاسمنتية و(الرمپات) في شوارع المنطقتين".


وأكدت أن "الملاكات الخدمية في بلدية الموصل تستمر بازالة كافة التجاوزات والعشوائيات من شوارع المدينة وفق الخطة التي اطلقتها الحكومة المحلية وباشراف مدير بلدية الموصل عبدالستار الحبو".


وفي كركوك أيضاً، شرعت لجنة من قائممقامية مركز المدينة، بإزالة تجاوزات على محرمات نفطية وأملاك للدولة في منطقة الشورجة.


وقال قائممقام كركوك فلاح يايجلي في بيان ورد لموقع IQ NEWS، إن التجاوزات كانت مشيّدة على محرمات نفطية غائبة لشركة نفط الشمال، وقد نفذت جنة خاصة بإسناد قوة من قيادة شرطة كركوك والأجهزة الأمنية حملة لإزالتها، مضيفاً أن اللجنة ستستمر بهذا العمل ورفع التجاوزات عن أملاك الدولة في عموم كركوك.




ومع توالي هذه الأخبار، أعلنت أمانة بغداد تعرّض موظف تابع لها للضرب المبرّح أثناء عمله على إزالة تجاوزات في مدينة الصدر، نقل على إثره للمستشفى، وقالت إن الشرطة اعتقلت الشخص "المعتدي".

وسبق أن تعرضت كوادر أمانة بغداد لحالات اعتداء، وفق بيانات رسمية، فصارت الدائرة تطلب قوات أمنية لمرافقتها في تنفيذ حملات إزالة التجاوزات.


بعد ذلك، أعلنت إدارة محافظة ديالى تعرض كوادر شعبة التجاوزات في بلدية خانقين لـ"إطلاق نار" أثناء "تأدية الواجب" في منطقة "أركوازي"، فيما أمر المحافظ مثنى التميمي بـ"إنزال أشد العقوبات بحق المعتدين وفق القانون"، وقال إنه "استنادا الى توجيهات رئيس مجلس الوزراء لرفع التجاوزات في جميع أنحاء العراق، سوف نتخذ كافة الاجراءات القانونية بحق المعتدين على كوادر البلدية في المحافظة".


"حملة في واسط غداً"

في الأثناء، أفاد مصدر محلي مسؤول في واسط، بأن دائرة بلدية المحافظة ستنفذ يوم غد الخميس (11 آب 2021)، حملة لإزالة التجاوزات تنفيذاً لقرار رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي.

وقال المصدر لموقع IQ NEWS، إن "كوادر البلدية ستكون مدعومة بقوة أمنية لمنع وقوع اعتداءات عليها".


ويشكو مواطنون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، التجاوزات على الأراضي العامة، مثل الأرصفة والشوارع والحدائق، دون أن يقتصر ذلك على إنشاء محال تجارية أو مخازن عليها، بل تمتد لتوسعة البيوت أحياناً، وتخصصت صفحات على هذه المواقع برصد هذه الظواهر.


وأحياناً، تواجه بعض هذه الحملات بانتقادات حيث يرى بعضهم أنها تقتصر على تجاوزات بسيطة دون أن تشمل تجاوزات "الأحزاب والشخصيات المتنفذة" على أراض عامة، و"الاستيلاء عليها بالقوة".


ويقول نواب في البرلمان، إن هناك العديد من الأملاك العامة بالفعل تسيطر عليها هكذا جهات، وأحياناً يكون الأمر منظم بإيجار دون القيمة الحقيقة للعقار، مع مدة زمنية طويلة للعقد.


وبحسب أرقام رسمية، فإن 3 ملايين ونصف الميلون عراقي يعيشون في عشوائيات يتجاوز عددها 4 آلاف عشوائية تنتشر في جميع محافظات البلاد، وتضم أكثر من 500 ألف وحدة سكنية، وفق وزير التخطيط خالد نجم بتال.