تأتيك إلى البيت.. شباب يؤسسون "سينما متجولة" في كربلاء

متابعة- IQ  


بادرت الشابة الكربلائية العشرينية، ثريا محمود (مواليد العام 1999) خريجة كلية التمريض في جامعة كربلاء، بمعية زميلها إياد عبد الله (مواليد العام 2002) الطالب في السنة الأولى، من كلية الطب في الجامعة نفسها، بتأسيس مشروع سينما متجولة، تحت مسمى "سينما ستار".


وتقوم الفكرة على استقبال طلبات الزبائن الراغبين في حضور عمل سينمائي ما وهم في بيوتهم، حيث تذهب "سينما ستار" المتجولة إلى المشاهد في داره، موفرة له أجواء سينمائية، بحيث يشعر وكأنه في دار عرض سينمائي حقيقية.


وتوفر "سينما ستار" المتجولة شاشة عرض كبيرة، وديكور سينمائي شبه متكامل، ومؤثرات صوتية وبصرية، فضلا عن تأمين وجبات خفيفة خلال السهرة السينمائية البيتوتية.


وتتحدث ثريا محمود صاحبة المشروع، في حوار مع "سكاي نيوز عربية" قائلة: "هدفنا صنع شيء خارج الروتين والمألوف، فمجتمعنا الكربلائي والعراقي عامة لا تتوفر فيه مع الأسف أجواء ومناخات ترفيهية حقيقية، خاصة مع تفشي وباء كورونا المستجد، فقد غدا المرء بيتوتيا أكثر، ويخشى على صحته وعلى أهله وعائلته، وهذا ما دفعنا لطرح مشروعنا، الذي يقوم على توفير خدمة العرض السينمائي للناس في بيوتهم".


وتكمل: "والمشكلة أنه في مجتمعنا، أنك إن أردت تغيير الجو والترويح عن النفس، وكسر الروتين اليومي، فإن خيارك شبه الوحيد هو الذهاب لأحد المطاعم، فكما تعلمون لا تتوفر حدائق عامة ومنتزهات، وأماكن ومرافق ترفيهية منوعة كما يجب، كي لا نقول إنها معدومة تماما، ولكسر هذه الحلقة المفرغة، تقوم مبادرتنا على جمع الأهل والأحبة والأصدقاء في جو مختلف ومغاير خاص بهم، وسهرة سينمائية ممتعة، والتي قد تقتصر على زوجين أو أسرة كاملة أو مجموعة أصدقاء وهكذا".


وتتابع ثريا: "أغلب زبائننا دافعهم الترفيه، وكسر روتين يومياتهم الممل، والتخفيف من ضغوطات الحياة والعمل، أو من لديهم مناسبات عائلية وشخصية، كمناسبات أعياد الميلاد والزواج والخطوبة، حيث نؤمن لهم مثلا نشر وبث صورهم الخاصة، على شاشة عرضنا الكبيرة، ونبث لهم أغنيات وموسيقى متسقة مع مناسباتهم، وحسب تفضيلاتهم وأذواقهم، ومن ثم يقومون بمشاهدة فيلم سينمائي من اختيارهم بطبيعة الحال، وبهذا يقضون يوما مميزا من خلال سهرة خاصة ملؤها الإمتاع".


وتردف: "أحيانا يحجز الشباب كي نعرض لهم، مباريات الكلاسيكو أو مباريات المنتخب الوطني العراقي، فنحن نريد والحال هذه كسر نمطية الروتين الترفيهي في مجتمعنا، والذي يقتصر على ثنائيتي المطاعم والأسواق، بحيث نسهم في زرع ثقافة تذوق الفنون عامة، والفن السابع خاصة، حيث هنا الترفيه الحقيقي والمعرفي".


وتكمل: "الصعوبات أمامي كبيرة، فلقد واجهت صعوبات وعوائق حتى من أقرب الناس لي من أهلي، لكن ايمان الإنسان بصوابية ما يؤمن به من أفكار، وما يقوم به على ضوئها، وبأنه لا يؤذي بذلك لا نفسه ولا مجتمعه، يمنحه القدرة على التحدي والمثابرة، لتحقيق أحلامه ورغباته وتحويلها لواقع ملموس، رغم الصعاب والعقبات".


وتستطرد: "يتحكم بنا في المجتمع الكربلائي منظومة عادات وتقاليد دينية، وهذا ما أثر على مشروعي، فلو أن هذا المشروع تم في بغداد مثلا أو في أربيل أو بابل أو البصرة أو الموصل، لكان حقق رواجا وقبولا أكثر، بالنظر إلى تغلب العادات والتقاليد المحافظة، على المجتمع الكربلائي".