نقابة الاطباء تتوقع تكرار فاجعة ابن الخطيب: المستشفيات متهالكة وتفتقر لـ"اجهزة الإنذار"

بغداد - IQ  

قالت نقابة أطباء العراق، الاثنين (26 نيسان 2021)، إن ما حدث في مستشفى ابن الخطيب من الممكن ان "يتكرر" مرة اخرى، فيما أشارت إلى أن المستشفيات تفتقر الى اجهزة استشعار الحرائق والكوادر المدربة.

وقال نائب نقيب نقابة اطباء العراق سعد كامل اللامي، في تصريح صحفي، إن "ما حدث في مستشفى ابن الخطيب كارثة وجريمة بحق الإنسانية".

وأضاف أن "ما حصل في في مستشفى ابن الخطيب محل لشاهد فقط وممكن ان يتكرر المشهد في اي مؤسسة او بناية أخرى".

واشار اللامي الى أن "جميع المستشفيات خالية من اي اجهزة استشعار للحرائق، وهذا الحادث يمكن ان يحصل في اي مستشفى اخر"، لافتا الى أن "البنايات والمؤسسات الحكومية لا توجد لديها اجهزة استشعار حرائق، ولا اجهزة انذار مبكر، ونفتقر الى الكوادر المدربة التي يفترض ان تقوم بإنقاذ نفسها ومرضاها في مثل هكذا حوادث، والدليل هو انسحاب الجميع عند اندلاع الحريق".

وتابع اللامي، "فقدنا العديد من الارواح ومن ضمنهم منتسبين"، مشيرا الى ان "وزارة الصحة والمؤسسات الحكومية لم تخرج الى الان برواية حقيقة".


وأدى الحريق في مستشفى ابن الخطيب، بحسب وزارة الداخلية، إلى مصرع 82 شخصاً وإصابة 110 مصابين، فيما أكدت الوزارة أن حصيلة الضحايا قابلة للارتفاع.

وبدأ الحريق في اسطوانات أكسجين مخزنة من دون مراعاة لشروط السلامة في مستشفى ابن الخطيب، ليمتد بعد ذلك إلى مساحات واسعة من المستشفى.

واندلع الحريق في الطابق الذي ترقد فيه حالات مرضية صعبة تعاني من اختناق حاد بسبب إصابتها بفايروس "كورونا"، وهو الأمر الذي منع الكثير من المصابين من الحركة.

وفي فيديو متداول، ظهرت ألسنة اللهب خلال اشتعال المستشفى، كما ظهر انفجاراً واضحا برفقة دويه الذي كان مسموعاً في محيط المستشفى.

وأظهرت مقاطع فيديو انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي رجال إطفاء يحاولون إخماد النيران في طوابق المستشفى الواقع في الطرف الجنوبي الشرقي للعاصمة، بينما كان المرضى وأقاربهم يحاولون الفرار من المبنى.


وقرّر رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي سحب يد ثلاثة مسؤولين وأحالتهم إلى التحقيق في الحادث على رأسهم وزير الصحة.


بدوره، وصف نقيب الأطباء العراقيين جاسم العزاوي النظام الصحي في بلاده بالـ”متخلف” وأنه سبب جميع الكوارث والمشاكل، كما وصف مستشفى ابن الخطيب بأنه “قديم ومتهالك وعفا عليه الزمن".

وقال الغزاوي، في تصريح صحفي إن “الأطباء العراقيون يتحدثون منذ 13 عاما عن سوء النظام الصحي العراقي، ونحن في نظام صحي متخلف رقمه 176 بين دول العالم وهذه مشكلة كبيرة".

وأضاف “هذا النظام الصحي المتخلف هو سبب كل الكوارث والمشاكل، يحصل فيه ترقيعات وإصلاحات ولكنها غير جديرة بالاحترام وقد تؤدي بنا إلى مشاكل".

وتابع “ما حدث أننا واجهنا كورونا بنظام صحي متخلف، ووعي صحي متخلف، ووضع معيشي سيء لهذا انتشر المرض".

وقال “مستشفى ابن الخطيب قديم ومتهالك وعفا عليه الزمن، وبدلا من تهيئة مستشفيات أخرى رصينة تم إضافة وحدات صحية للمستشفى، وبنائها بطرق سريعة بها الكثير من المشاكل التي أدت لمثل هذه الحادثة وغيرها من الحوادث الكثيرة”.


وردا على سؤال من يتحمل مسؤولية تخلف النظام الصحي في العراق؟ قال العزاوي “النظام الصحي العراقي مقارب للنظام الصحي عام 1984 مع هبوط عدد المستشفيات بسبب الحروب والدمار الذي أصاب العديد من المستشفيات الكبيرة".

وأضاف “هناك مسؤولية تاريخية في الحصار والحروب التي مر بها العراق قبل عام 2003، وأيضا حكام العراق منذ عام 2003 إلى اليوم الذين لم يفكروا في بناء خدمات للشعب العراقي وجزء أساسي منها بناء النظام الصحي".

وتابع “متطلبات كرامة الإنسان هي الغذاء والسكن والصحة وهذه الأمور قد يكون فيها ضعف أما الصحة فهناك تخلف كبير جدا، لهذا نقول إن هذا يؤدي إلى إهدار كرامة المواطن العراقي بشكل كبير".

وبشأن عدم وجود رؤية حقيقة للنظام العراقي السياسي لبناء النظام الصحي، قال العزاوي “الصحة ليست من أولويات الحكومات، وليس هناك أولويات لدى الحكومات المتعاقبة لبناء البلد وجزء منها الصحة، ليس هناك رؤية".

وقارن الغزاوي بين الإنفاق على الصحة في العراق ودولة قطر قائلا “نصيب المواطن العراقي من الإنفاق على الصحة في الموازنة العامة للدولة 150 دولارا للفرد سنويا وهي لا تكفي لعلاج شهر واحد لفرد واحد من العائلة، بينما نصيب الفرد في دولة قطر 6000 دولار سنويا”.