"نتيجة للظروف الاقتصادية".. فلسطينيو العراق: عاداتنا "الرمضانية" تضمحل

بغداد - IQ  

داخل بيتها البسيط في إحدى ضواحي بغداد، تمضي اللاجئة الفلسطينية أم حسن شهر رمضان هذا العا وهي تجلس إلى مائدة الإفطار مع زوجها وأبنائها كل يوم، إلا أن يوم الخميس بالتحديد له مرارة في الذاكرة، يفرض فيه البكاء والحزن نفسه ضيفاً على العائلة.

تستذكر أم حسن، عندما كان إخوتها وأخواتها يتحلقون حول مائدة الإفطار كل يوم خميس في شهر رمضان المبارك، وتقول: "كنا نجتمع في كل مرة في بيت أحد اخوتي، كانت النساء يستعرضن مهاراتهن في طبخ الأطباق الشهية والحلويات، بينما كانت الفترة بين المغرب والعشاء محببة للصغار للعب والمرح، وبعد صلاة التراويح كنا نتسامر في أمسيات رمضان كانت أجواء عامرة بالبهجة والسكينة للكبار والصغار على حد سواء".

وأوضحت "مضى أكثر من تسعة أعوام على آخر مرة اجتمعت فيها مع إخوتي على مائدة إفطار واحدة، قبل أن يتشتت شمل العائلة وتفرق الاخوة والاخوات كل في السويد والنرويج وفرنسا والأردن والإمارات وشمال العراق، بينما بقيت وحدي في بغداد".

وتضيف، أن "ما يزيد من مرارة الأمر أنه لم يبق قريب ندعوه أو يدعونا للإفطار كما تعودنا منذ كنا صغارا".

بدوره، اللاجئ الفلسطيني أبو معاوية، بيّن أن "العائلات الفلسطينية في العراق تكون أمام تحد كبير في تدبير أمور معيشتها، خاصة مع الارتفاع الذي يطرأ على أسعار المواد الغذائية في هذا الشهر الفضيل"، مستدركا بأن "نشاط الجمعيات الخيرية وميسوري الحال بتقديم المساعدات النقدية والسلال الغذائية للعائلات المعسرة، يخفف من معاناتها ولو بالحد الأدنى".


عادات تقاوم الاندثار

اللاجئة الفلسطينية أم رمزي، اشارت إلى أن "الظروف الامنية والاقتصادية ادت الى اضمحلال اهم عادت فلسطينيي العراق في رمضان".

ولفتت إلى أن "تبادل الزيارات بين الأقارب والأصدقاء والعزائم على الإفطار في رمضان، يقتصر على العائلات الميسورة؛ بسبب تراجع الأحوال المعيشية وتفشي وباء كورونا، إلا أن عادة تبادل الأطباق بين الجيران لا تزال قائمة، حتى ولو كان الطبق متواضعا فكل حسب استطاعته".

أما عن أهم المأكولات التي يعدها فلسطينيو العراق في رمضان، فهي شوربة العدس والمحاشي والبامية والبطاطس بالدجاج والملوخية والمفتول، بحسب. أم رمزي.

وأضافت: "يحلو للفلسطينيين في العراق بعد الإفطار شرب العصائر كالكركديه والنومي بصرة (عصير الليمون المجفف)، بالإضافة قمر الدين والتمر هندي".

وللحلويات في رمضان حكاية أخرى عند فلسطينيي العراق، فهو شهر البسبوسة، والقطايف والكنافة، وفقا لـ"أم رمزي"، التي أشارت إلى أن عددا كبيرا من الشباب الفلسطيني في العراق، بات يعمل في صناعة الحلويات نظرا لجودتها والإقبال الكبير عليها.

ويمر شهر رمضان هذا العام على العراق مع تراجع الأوضاع الاقتصادية، وتفشي وباء "كورونا" وما رافق ذلك من إجراءات احترازية أضعف القدرة الشرائية، وحدّت من اكتظاظ الأسواق بالمتبضعين قبيل الإفطار.


المصدر: القدس برس