"حضور في غاية الخطورة".. المدارس تفتح أبوابها والأهالي يخشون تفشي كورونا

بغداد - IQ  


رغم استمرار ارتفاع معدّل الإصابات اليومية بفيروس كورونا في العراق، والتي تتراوح ما بين 7  إلى 8 آلاف إصابة يومياً، اتخذت وزارة التربية قراراً بإعادة فتح المدارس، الأمر الذي أثار قلق المسؤولين وأولياء أمور التلاميذ من زيادة تفشي الوباء داخل المدارس، التي تفتقد إلى الإجراءات الوقائية المشددة، واصفين القرار بأنه "في غاية الخطورة".


وسجلت محافظات البلاد يوم امس الأربعاء، 7972 إصابة، و40 حالة وفاة، في مقابل 5196 حالة شفاء خلال الـ 24 ساعة الماضية، ليصل إجمالي أعداد الإصابات في عموم البلاد منذ بداية تفشي الفيروس في البلاد إلى 949050 إصابة، و14836 حالة وفاة، في مقابل 831519 حالة شفاء.


ورغم ارتفاع أعداد الإصابات، اتخذت وزارة التربية قراراً بعودة فتح المدارس مع فرض الحضور للمراحل الدراسية المنتهية أي البكالوريا، والمراحل الابتدائية الثلاث الأولى، اعتباراً من الأحد المقبل. 


وأفادت في بيان بأن "وزير التربية علي حميد الدليمي، وجه عقْبَ اجتماع عقده بهذا الخصوص، المديريات العامة وإدارات المدارس في المحافظات كافة بضرورة تهيئة الجداول الخاصة بالدوام للمراحل التي تمّ تحديدها". 


وأوضح أن "التعليم الإلكتروني للمراحل الأخرى مستمر ومن ضمنها تلك التي شُملت بالدوام الحضوري لبقية أيام الأسبوع"، لافتاً إلى أن "قرار دوام تلاميذ الصفوف الثلاثة الأولى من المرحلة الابتدائية جاء من أجل اكتسابهم المهارات العلمية الأساسية في القراءة، والرياضيات، والعلوم والدين الإسلامي".


وشدد على "دور الإشراف التربوي في متابعة الدوام الحضوري والتأكيد على اتّباع الإجراءات الوقائية في المدارس الحكومية والأهلية"، مهدداً بـ "إلغاء رخصة أي مدرسة أهلية مخالفة للشروط والتعليمات المعمول بها حفاظاً على سلامة التلاميذ".


وقوبلت عودة الدوام الحضوري باستغراب من قبل إدارات المدارس، التي انتقدت الإجراءات الوقائية المتبعة، واصفة إياها بـ "الضعيفة". 


ويقول مدير إحدى المدارس في بغداد إن "الحديث عن إجراءات وقائية ورقابة صحية مشددة في المدارس، هو مجرد كلام لا يطابق الواقع"، موضحا أنه "لا توجد أي إجراءات صحية في المدارس، ولا تخصيصات مالية لتوفير المواد المعقمة، وقد أجريت الامتحانات الحضورية بأجواء مخيفة وكثافة عددية، من دون اتخاذ أي إجراءات وقائية مشددة".


ويضيف أنّ "عودة الدوام الحضوري تستدعي خطة حقيقية، وتوفير مواد التعقيم وحتى الكمامات في المدارس، وتشكيل فرق رقابية من وزارة الصحة يكون لها دوام يومي في المدارس، تعمل على الفحص والمتابعة وتشديد الإجراءات الوقائية"، لافتاً إلى أنه "ستكون هناك مخاطر من انتشار الوباء بين التلاميذ، في ظل هذه الأجواء والإجراءات الوقائية الضعيفة".


بدورهم، يتخوّف أولياء أمور التلاميذ من إرسال أبنائهم إلى المدارس، مطالبين بتوفير أجواء صحية مناسبة تضمن عدم انتشار الوباء. 


في هذا الإطار، يقول فراس طالب (45 عاماً)، وهو والد أحد تلاميذ المراحل المنتهية، إن "هناك إهمالا كبيرا يتعلق بالإجراءات الوقائية في عموم المدارس"، مشيراً إلى أن "العودة إلى الدوام الحضوري تشكل خطراً على صحة وسلامة أبنائنا". ويحمّل وزارتي التربية والصحة "مسؤولية القرار، الذي يتطلب خطوات عملية في الجانب الوقائي".


من جانبه دعا عضو لجنة الصحة والبيئة النيابية جواد الموسوي، امس الأربعاء، وزارة التربية للعدول عن قرارها بشأن دوام الطلبة.


وقال في بيان إن "الاكتفاء بدوام طلبة المراحل المنتهية أمر لا محالة منه"، مبينا ان "قيام الوزارة بشمول حتى طلبة الصفوف غير المنتهية بهذا القرار في ظل الارتفاع الملحوظ للمصابين بكورونا فيروس امر في غاية الخطورة ويجب على الوزارة تدارك هذا القرار قبل فوات الاوان.


واضاف الموسوي ان البلاد في ذروة الاصابات للموجة الثانية بكورونا فايروس وان قرار وزارة التربية قد يزيد من اعداد الاصابات في صفوف الطلبة وعوائلهم وذلك لإصرار الوزارة على دوام طلبتها حضوريا وهذا ما ينافي شروط الصحة والسلامة.