"امل وقلق".. هل ستعيد دعوة البابا المسيحيين الى العراق؟

بغداد - IQ  


اعلن مسيحيون عراقيون من داخل وخارج العراق، إن دعوة بابا الفاتيكان لمسيحيي البلاد للعودة إلى مدنهم وقراهم تبعث على "الأمل"، لكن بعضهم اعتبر أنها تأتي في "توقيت حرج"، حيث لم يعم الأمن في البلاد بعد، ما يثير "قلقا" لديهم.


وتقول الممرضة العراقية المسيحية هناء فيليب، أن "دعوة البابا تثير فينا الأمل بأن يعود أحباؤنا الذين هاجروا من البلاد"، لكنها أيضا قلقة لأن "الظروف في العراق ما تزال غير مستقرة، وما يزال المسيحيون يعانون من التمييز والقلق المستمر على أمانهم".


وتضيف فيليب في حديث لـ "موقع الحرة" أن "المسيحيين أقلية، واقتصاد الطائفة بدأ بالتدهور، ونحن بحاجة إلى أن تستقر البلاد لإقناع أحبائنا بالعودة".


ودعا البابا فرانسيس، امس الأحد، المسيحيين العراقيين إلى العودة لمدينة الموصل والقيام بدورهم "الحيوي"، فيما أشار إلى أن انخفاض أعدادهم في العراق "أمر مؤسف".


وقال البابا في كلمة له من مدينة الموصل بشمال العراق، إن "التناقص المأساوي في أعداد تلاميذ المسيح هنا، وفي الشرق الأوسط، هو ضرر جسيم للمجتمع، ويضعف النسيج التنوعي للمجتمع بفقدان أي من أعضائه".


وقال المهندس جورج حنا، وهو عراقي مقيم في ولاية مشيغن الأميركية إن "دعوة البابا أتت في وقت حرج، إذ أن المسيحيين لا يزالون يتعرضون إلى التمييز والتهجير والتضييق حتى بعد خروج داعش".


حنا خرج من العراق في عام 2017 بعد أن "قامت مجموعة مسلحة بإجباره على ترك داره" في منطقة الدورة ببغداد، ويقول لموقع "الحرة" إن "المجموعة المسلحة ما تزال تسيطر على المنطقة"، مضيفا "لا أستطيع بيع المنزل بسعره الحقيقي، ولا أستطيع تأجيره خوفا من أن يسيطر عليه المستأجر بقوة المجاميع المسلحة وهذا أمر مستمر حتى الآن".


ويشعر حنا، الذي لم يحصل بعد على الإقامة الدائمة في الولايات المتحدة، بالقلق من أن تؤدي دعوة البابا إلى مزيد من العراقيل الإدارية وتعطي صورة "غير حقيقية" بأن الأوضاع في العراق تحسنت إلى الدرجة التي لم يعد فيها مبررا منح حق اللجوء للمسيحيين".



ويقول فادي نورس، وهو رجل أعمال عراقي مسيحي مقيم في كندا إن "نشاطات الجماعات المسلحة تستهدف النشاطات التجارية التي كان المسيحيون وأتباع الديانات الأخرى يحتكرونها".


لكن نورس يعتقد أن دعوة البابا تمثل "ضغطا إعلاميا وترسيخا لحقيقة معاناة الأقليات في العراق في وسط جو من الإهمال والإنكار لهذه المعاناة".


ويضيف نورس لـ "موقع الحرة" أن "من المهم جدا الاستمرار بعرض معاناة المسيحيين العراقيين في الخارج"، مؤكدا "نريد دائما العودة إلى موطننا، لكن الظروف الحالية تجعل الأمر مستحيلا".


وليست الظروف فقط، بحسب، علاء رضاعة، المسيحي العراقي المقيم في كندا، من يمنعه من العودة إلى العراق، ولكن أيضا طول الفترة الزمنية والاستقرار وعدم تكافؤ الفرص التي يوفرها العراق وبلد اللجوء.


ويقول رضاعة، وهو مسيحي عراقي  لـ "موقع الحرة" إن "دعوة البابا تشمل أتباعه فقط"، مضيفا "بالنسبة لي أصبحت كندا وطنا من غير الممكن مفارقته".


ويطرح رضاعة مشكلة الجيل الثاني من المهاجرين الذين يعتبرون أن بلدان الهجرة هي وطنهم الحقيقي، مؤكدا "أولادي يعتبرون أن هذا البلد هو وطنهم، ومن غير الممكن أن يعودوا حتى وإن أردت العودة".


وأنهى البابا فرنسيس زيارة تاريخية إلى العراق الذي غادره اليوم الاثنين، بعدما تجول منذ الجمعة بين بغداد والموصل وقرقوش في نينوى، المحافظة العراقية التي تعرّضت لدمار كبير على يد داعش، ونزح غالبية سكانها من المسيحيين والأقليات الأخرى.