"قدموا من قندهار التي نعرفها"

كركوك واجمة بعد ليلة الاشتباك في "سطيح": "سار المهاجمون لمسافة كان يمكن قتلهم فيها"

  • 5-09-2021, 20:26
  • أمن
  • 9011

بغداد - IQ  

يخيّم الوجوم في محافظة كركوك، الأحد (5 أيلول 2021)، بعد هجوم الليلة الماضية الذي شنه عناصر من تنظيم داعش مستهدفين نقطة أمنية لقوات الشرطة الاتحادية في أطراف قضاء داقوق (45 كم جنوب المحافظة).

واستمر الهجوم لنحو ساعتين، وكان عناصر داعش قد سبقوه بتفخيخ الطريق الذي ستسلكه قوات الدعم، وعندما توجهت الأخيرة لمكان الاشتباكات انفجرت عليها العبوات المزروعة ما أودى بحياة بعض عناصرها، وانتهت الحصيلة عند 13 ضحية و3 جرحى.

وتداولت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، صوراً لأشخاص قالت إنهم عناصر الشرطة الذين قضوا في الهجوم.


"إنه ليوم حزين وعزاء في كركوك بعد الحادث الإرهابي.. إننا نتوجه بدعوتنا للقائد العام للقوات المسلحة لعقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الوطني في المحافظة"، قال محافظ كركوك راكان سعيد الجبوري في مؤتمر صحفي عقده مساء اليوم وحضره موقع IQ NEWS.

وأضاف أن "الوضع الأمني مشخص من قبل اللجنة الأمنية العليا، وتوجد مساحات واسعة غير مغطاة أمنياً وأرسلنا كتباً رسمية بشأنها وأشرنا جزء من هذه المناطق التي تعاني الخلل، و(اقترحنا) الحلول لها"، مبيناً أن "هنالك مناطق في (قرة جوخ ووادي النفط وابو خناجر والشاي وزغيتون وامتداد جبال حمرين) يستغلها الارهاب لحركته وهي تحتاج تدخل مباشر من  رئيس الوزراء ووقفة جادة لايقاف الاستنزاف والاستهداف".

وتابع الجبوري أن "الارهاب في هذه المناطق لازال يتحرك ويخطف وينفذ هجمات وكان آخرها مهاجمة قرية الدوكشمان وقتل الأغنام والأبقار ومهاجمة القرى التي تتصدى لداعش الارهابي. ما نشهده اليوم هي طرق خاطئة في مواجهة الارهاب لأن الجميع  يعلم أن هذه المناطق هي مخابىء ومناطق ايواء واستقرار وتواجد الارهابيين. ندعم القوات الأمنية لتأمين متطلباتها من كاميرات حرارية و
أعمال تطهير للطرق والمبازل لكن نحتاج لخطط جديده وتعزيزات عسكرية".

من جانبه، دعا عضو مجلس النواب عن محافظة كركوك، إلى "إرسال تعزيزات عسكرية للمحافظة"، قائلاً "لا بد من عودة التحالف الدولي وطيران القوة الجوية لاستهداف مواقع الإرهاب".

وفي تلميح لرفض عودة قوات البيشمركة الكردية، قال الصالحي: "نرفض إشراك أية قوى أخرى لتأمين كركوك إلا القوات الاتحادية، ولدينا مقترح متفق عليه بين جميع المكونات وهو تشكيل قوة بنسبة 32 بالمئة (من كل مكون)، لن حتى الآن لم ينفذ، كما أن هناك نقصاً في أعداد عناصر الشرطة بأكثر من 4 آلاف عنصر، ويوجد 1200 شاباً أكمال متطلبات تعيينه في الشرطة لكن لم تصدر الأوامر الإدارية بتعيينهم".

وصباح اليوم، وصل قائد قوات الشرطة الاتحادية الفريق صالح العامري إلى كركوك، وأجرى جولة في مكان الهجوم، وقال إعلام قيادة قواته في بيان، إن الأخر "أوعز خلال جولته بتكثيف الجهد الاستخباري وتأمين كافة احتياجات قواتنا الماسكة (في منطقة تل سطيح) بما يضمن سلامتهم ودعم أداء مهامهم".

"كان يمكن تفادي الهجوم"

"قوات الشرطة الاتحادية محط احترام وتقدير كبير، ويؤلمنا ما يتعرض له ابناءنا من هجمات مستمرة يسقط فيها ضحايا وتسيل دماء الشباب، لكن يجب الوقوف على الأسباب التي تؤدي لتكرار هذه الهجمات"، يقول قائممقام قضاء داقوق في محافظة كركوك لويس الفندي.

ويضيف الفندي في حديثه لموقع IQ NEWS، أن "أساليب داعش معروفة. يهاجم أولاً ويزرع العبوات الناسفة في الطريق لاستهداف القوات التي تقدم للمساندة، وهذا ما حصل فعلاً، فعناصر داعش هاجموا نقطة التفتيش قرب قرية سطيح الواقعة في أطراف داقوق، وتلاه كميناً بعبوات ناسفة لاستهداف القوات المساندة، وقد سقط جميع الضحايا في هذا الكمين".

وقرية "سطيح" تقع على أرض مستوية وبعيدة عن الأودية بمسافة، ما يمكّن القوات الأمنية من رصد تحركات داعش بصورة واضحة، لكن الأخير "يستغل الثغرات" ويهاجم الشرطة الاتحادية"، كما يقول قائممقام قضاء داقوق، مبيناً أن "مقر داعش هو وادي الكور ويصل عدد عناصره هناك إلى نحو 50 عنصراً، وهذا الوادي يسمى (قندرها العراق).


ويؤشر فندي أن "عدم اهتمام المنتسبين بالواجبات وتسيير دوريات، ونصب كمائن والانشغال بأجهزة الموبايل يعطي نوعاً من التراخي لهم"، عاداً أنه "يجب اعادة ترتيب التعليمات والخطط لهذه القوات في هذه المنطقة".

"يجب التراجع عن الكلاسيكية"

بالنسبة لعلي الحسيني، المتحدث باسم قوات الحشد الشعبي في محور الشمال، فإن ما حدث الليلة الماضية في ناحية الرشاد في داقوق "يجب الوقوف عنده، والتراجع عن جميع الخطط الأمنية الكلاسيكية الموضوعة"، مضيفاً في حديث لموقع IQ NEWS، أن "ما حدث هو خرق أمني. القوة تعرضت لهجوم وتصدت له لأكثر من ساعتين وكانت تحتاج لاستجابة عاجلة واسناد جوي لقصف المهاجمين".

ويدعو الحسيني إلى "مراجعة شاملة للخطط العسكرية التي وضعت لحماية المناطق في اطراف كركوك وصلاح الدين لان الخطط الامنية صارت قديمة ولا تتناسب مع المرحلة يجب وضع تكتيكات حربية جديدة لمنع تكرار مشهد قرية سطيح في الرشاد".