أنقرة تمد يدها لبغداد وأربيل ... هل تحاول فرض أجندة على العراق؟

أربيل - IQ  

مدت أنقرة يدها إلى بغداد للتعاون في مكافحة الإرهاب، بينما أكدت أربيل عدم جواز استخدام اراضي العراق لتهديد تركيا.


تدخل العلاقات العراقية التركية مرحلة جديدة، بعد زيارة وزير الدفاع التركي خلوصي اكار للعراق، الذي أكد اهتمام بلاده بأمن استقرار المنطقة وتعزيز العلاقات، مؤكدا أن ذلك يسهم في النمو والتطور، فيما أشار الى أن بلاده تأمل معالجة عموم المشكلات عن طريق الحوار وفي إطار الدستور، لكنه ثمة من يرى أن تركيا تعمل على فرض "اجندة امنية" على من العراق، فكيف ذلك؟


موقف كردي واضح 


رئيس اقليم كردستان نيجيرفان بارزاني، اكد خلال اجتماعه مع وزير الدفاع التركي عدم جواز استخدام اراضي العراق واقليم كردستان لتهديد تركيا والدول المجاورة، معربا عن أمله بأن ينفذ العراق واجبه في هذا المجال.


اتفاق سنجار ضروري


رئيس حكومة الاقليم مسرور بارزاني ووزير الدفاع التركي خلوصي اكار أكد، بحسب بيان رئاسة حكومة اقليم كردستان، ضرورة التنسيق في ظل علاقات الصداقة التي تجمع بين إقليم كوردستان وتركيا، ولا سيما التعاون المشترك من أجل إرساء السلام والاستقرار في المنطقة.


وشدد الجانبان على أهمية تطبيق اتفاقية سنجار وبما يضمن خروج الميليشيات والقوات المسلحة غير النظامية من المدينة بهدف تطبيع أوضاعها وإتاحة الفرصة للنازحين للعودة إلى ديارهم. 

مكافحة الارهاب 


وبشأن تقییم زیارته للعراق قال وزير الدفاع التركي التركي خلوصي أكار، في بيان رسمي، "نحن مصممون على إنهاء الإرهاب من خلال التعاون الذي سنقيمه مع بغداد وإقليم كردستان العراق". 


وأضاف، أن "المرحلة المقبلة ستشهد تطورات مهمة على صعيد تعاون أنقرة مع كل من بغداد وأربيل في مكافحة الإرهاب"، لافتا الی أن "تركيا تتابع عن كثب إخراج الإرهابيين من محيط سنجار وأن أنقرة مستعدة لتقديم الدعم في هذا المجال". 


اجندة امنية 


يشير المراقبون الى أن زيارة وزير الدفاع التركي الى بغداد وأربيل تهدف فرض الاجندات التركية على العراق واقليم كردستان لتحقيق أهداف جيوسياسية و مواجهة حزب العمال الكردستاني.  


وقال الاكاديمي والمحلل السياسي زيرفان برواري، إن زيارة وزير الدفاع التركي الى العراق تأتي في اطار المحاولات التركية لفرض اجندتها الاقليمية على اللاعبين الدوليين خاصة الدول الضعيفة او التي تعاني من ازمات محورية اثرت سلبا على سياساتها الخارجية"، لافتا الى أن "العراق ضمن السياسة الخارجية التركية دولة ضعيفة يمكن استخدامها في تحقيق اهداف جيوسياسية وامنية خاصة تلك المتعلقة بخطر العمال الكردستاني والعامل الكردي في السياسة الاقليمية التركية".


وأضاف برواري في حديثه لموقع IQ NEWS، إن "تركيا تعمل على فرض اجندة امنية على كل من العراق وحكومة اقليم كردستان في محاربة الخطر الامني الذي يفرزه العامل الكردي، خاصة العمال الكردستاني"، مشيرا الى أن "تركيا ستضغط على حكومة الاقليم في حسم موقفها من العمال الكردستاني عسكريا".  


وتابع برواري، أن "هذا الامر الذي يفرز حالة امنية غير مستقرة في الاقليم خلال المرحلة المقبلة مبينا أنه نظرا للازمة السياسية والاقتصادية في كردستان فلم تعد لحكومة الاقليم الكثير من الاوراق للتعامل مع الضغط التركي والمشهد يتجه نحو مزيد من التصعيد والتدهور الامني في اقليم كردستان". 


وشهدت الفترة الماضية مواجهات مسلحة جرت بين مسلحي حزب العمال الكردستاني PKK وقوات البيشمركة التابعة للحزب الديمقراطي الكردستاني، قرب الحدود التركية شمال محافظة دهوك.


واتهم مسؤولون في إقليم كردستان حزب العمال الكردستاني بممارسة تجاوزات ضد اقليم كردستان مطالبين الـPKK بـ"إعلان موقفه من الكيان الدستوري والقانوني لإقليم كردستان"، وسط دعوات بعدم جعل الاقليم ساحة لتصفية الحسابات.