الرحيل الغامض لـ"عمار" يحزن آلاف العراقيين.. كيف توفي الطبيب العاشق؟

بغداد - IQ  


شغلت حادثة وفاة الطبيب الشاب عمار فلاح، المتزوج حديثاً، اثناء خضوعه لعملية جراحية بسيطة، مواقع التواصل الاجتماعي في العراق خلال الساعات القليلة الماضية، الاثنين (4 كانون الثاني 2020)، ولا تزال صوره وقصته متداولة على نطاق واسع حتى الآن.


وكما يظهر في حسابه على تويتر، تزوج الطبيب عمار قبل أقل من أسبوع وارتدى حينها بدلة أنيقة والتقط صوراً تذكارية مع زوجته، وقدم لها وعداً أثر في نفوس آلاف العراقيين بعد وفاته.


"حبيبتي، سأحبك حتى سن السبعين".


وتداولت صفحات على مواقع التواصل صورا تذكارية لزواج الطبيب عمار وهو يرتدي بدلة زفاف أنيقة مع زوجته التي وعدها بأن "يحبها حتى سن السبعين"، لكنه توفى ولم يمضِ على زواجهما أسبوع واحد.


"أجرى عمار عملية لاستئصال الزائدة الدودية في مستشفى المستنصرية الأهلي، وسارت الأمور بشكل طبيعي، لكن عمار لم يفق من التخدير بعد انتهاء العملية التي تعد عملية سهلة وبسيطة ونسبة الخطأ فيها قليل جدا"، يقول علي هادي صديق الطبيب الشاب عمار، لموقع IQNEWS، مبيناً أن صديقه "لم يعان سابقاً من أية أمراض أو عوارض صحية، فقط إنه أصيب بفيروس كورونا قبل فترة".


وفي 16 تشرين الثاني الماضي، نشر الطبيب عمار صورة على حسابه في تويتر تظهر جهاز فحص سريع لفيروس كورونا مكتوب عليه اسمه، ويقول معلقاً على الصورة، إن النتيجة تظهر وجود أجسام مضادة للفيروس في جسده "بعد مرور ثلاثة أشهر على الإصابة".

ويشير علي هادي، إلى أن "سبب الوفاة لم يتضح لنا حتى الآن، ولا نعرف إن كان هناك خطأ ارتكبه الجراح أو بسبب التخدير أو أن مضاعفات حصلت لدى عمار خلال اجراء العملية، ولذلك نحن بانتظار نتيجة الطب العدلي التي ستظهر بعد أسبوع لنتبين السبب بشكل حاسم".


واتصل IQ NEWS بمستشفى المستنصرية الأهلي للحصول على تعليق بشأن الموضوع لكن دون رد.



"مشكلة غامضة"


من جانبه، يقول مدير مستشفى الزهراء، عباس الحسيني، إن "كل عملية يستخدم فيها التخدير فهي تحمل نسبة من الخطر، وهذا أمر طبيعي يحصل في أي دولة حول العالم وتحت يد أي جراح.. هنالك أمور غير معروفة ومضاعفات قد تحصل".


ويضيف الحسيني في حديث لـ IQ NEWS، إن "المتوفى قد تكون لديه مشكلة في قلبه أو جهازه التنفسي أو تعرض إلى نوع من التحسس بسبب خضوعه للتخدير، وبالتالي تحصل صدمة وعائية في جسمه أو مشكلة في الدماغ أو خلل في الأوردة الدماغية".


وعمّا إذا كانت الفحوصات التي تجرى قبل العملية كفيلة بإظهار مدى استعداد الجسم لها، أوضح مدير مستشفى الزهراء أنه "ليس كل الأمور تخضع للفحص قبل إجراء العملية مثل مفراس الدماغ والقلب، وبما أن العملية بسيطة يتم تجاوز تخطيط القلب".


وبشأن سلامة الأدوية ومواد التخدير في المستشفيات العراقية، قال الحسيني إن "من المستحيل اللجوء إلى استخدام أدوية منتهية الصلاحية أو خارج الضوابط، لأن المؤسسات الصحية والأطباء لا يجازفون باسماءهم وسمعتهم، كما أن جميع الأدوية ومواد التخدير مرخصة من وزارة الصحة".


وإضافة الى عشقه لزوجته التي ينشر صوراً معها باستمرار مع عبارات غزل، مشاركا إياها الأوقات السعيدة كتخرجها من كلية طب الأسنان مؤخرا، يبدو من خلال تصفح حساب الطبيب عمار على تويتر أنه مهتم بالشأن العام ومؤيد لتظاهرات تشرين كما يتفاعل بحزن مع حوادث اغتيال الناشطين والصحفيين التي وقعت بعد انطلاق التظاهرات في تشرين الأول الماضي، وكذلك مع حادثة اغتيال الخبير الأمني هشام الهاشمي.