مع استمرار التوتر الأمريكي الإيراني..مخاوف من إيقاف عمل المنظمات الدولية في نينوى

نينوى - IQ  


في ظلِّ استمرار التوتر الأمريكي الإيراني، واشتداد الحرب الإعلامية والحديث عن غلق سفارة الولايات المتحدة في بغداد وتأثيرات ذلك القرار على الأجانب العاملين في البلد، تزداد المخاوف من تأثير ذلك التوتر على عمل المنظمات الدولية في المحافظات المحررة من سيطرة تنظيم داعش.


ومنذ عام 2014 ومع دخول تنظيم داعش إلى محافظة نينوى، بدأت العديد من المنظمات الدلية وعبر شراكة مع المنظمات والفرق التطوعية المحلية بالعمل على تقديم المساعدات الإنسانية للعوائل النازحة.


وبعد تحرير المحافظة من سيطرة التنظيم المتطرف، دخلت مجموعة كبيرة من تلك المنظمات إلى نينوى، وعملت على المساهمة بإعادة الاستقرار وتأهيل المشاريع الخدمية التي دمرتها الحرب.


عدد المنظمات


يقول معاون محافظ نينوى لشؤون المنظمات علي دمعو، إن "عدد المنظمات الدولية العاملة في المحافظة 68 منظمة، بينما عدد المنظمات المحلية هي 97 منظمة، وجميعها مسجلة بشكل رسمي ولديها رخصة وإجازة للعمل".


ويوضح دمعو في حديث لموقعIQ NEWS ، أن "تلك المنظمات ينقسم عملها إلى ثلاث أقسام، الأولى تعمل في مجال تأهيل وإنشاء المشاريع الخدمية من الطرق والجسور ومشاريع الماء والمجاري، والقسم الثاني هي مشاريع تنموية وتأهيل للشباب وتنمية، والقسم الثالث هي مشاريع إنسانية العوائل العائدة من النزوح والفقراء والعوائل المتعففة". 


وأضاف، أن "الحكومة المحلية في نينوى قدمت جميع التسهيلات لهذه المنظمة وعملها ما يزال مستمرا، ولا توجد أي عوائق أمام تلك المنظمات، ونحن لا نتدخل في عملهم إطلاقاً، ولا حتى في تعيين كوادرهم، وإنَّما نحن حلقةُ وصل بين الدوائر المعنية والمنظمات في إنشاء المشاريع الخدمية". 


العملُ مستمرٌ


مسؤول إعلام شبكة منظمات نينوى مهند الأومري أشار إلى أن، "عمل المنظمات الدولية مايزال مستمراً، ولم تنسحب أي من تلك المنظمات وتترك العمل في مدينة الموصل أو المناطق الأخرى داخل نينوى".


ولفت الأومري في حديث لموقع IQ NEWS إلى أن "أغلب المنظمات الدولية لديها شراكة مع المنظمات المحلية التي لديها نشطاء من أهالي المحافظة وهم من يتولون تنفيذ الأعمال والمشاريع، فيما استقرار الموظفين الأجانب هو في إقليم كردستان وتحديداً في مدينة أربيل".


وأوضح، أن "المنظمات لم يتوقف عملها ولا توجد مخاطرٌ أمنيةٌ حتى الآن، وحتى في أخطر المناطق داخل نينوى وتحديداً في قضاء سنجار، استطاعت المنظمات ومن يعمل معها من إيصال المساعدات إلى الأهالي وتنفيذ المشاريع الخدمية والتنموية، رغم خطورة الوضع الأمني هناك". 


إيقافٌ محتملٌ


يؤكد المتحدث السابق باسم محافظ نينوى والكاتب الصحفي علي البيدر أن، أغلب المنظمات الدولية التي تعمل في المحافظات المحررة وتحديداً نينوى، ستترك عملها إذا تلقت أيَّةَ  تهديدات أو أزداد التوتر الأمني بين الولايات المتحدة وإيران.


ويضيف في حديث لموقعIQ NEWS ، أن "هذه المنظمات والعاملين يرتبطون بسفاراتهم، وخاصة أن مجموعة كبيرة من تلك المنظمات هي من الولايات المتحدة، وإذا ما أُغلقت السفارة الأمريكية أو تمَّ نقل المقر إلى مدينة أربيل فستوقف تلك المنظمات عملها حتى لو كان بشكلٍ وقتي"، موضحاً أنَّ "هذه المنظمات كان لها الفضل الكبير في إعادة الاستقرار إلى محافظة نينوى التي تعرضت لدمار كبير، نتيجة سيطرة تنظيم داعش والعمليات العسكرية التي جرت لتحريرها من سيطرة التنظيم". 


وبين البيدر، أن "هنالك المئات من العوائل لديها إعانات ومنح مالية من تلك المنظمات، كما تعمل على القيام بمشاريع خدمية، وفي ظل الأزمة الاقتصادية التي يعيشها البلد، فأنَّ إيقاف عمل المنظمات سيُلقي بظلاله بصورةٍ كبيرةٍ على الواقع العام في محافظة نينوى".