"أمل يشوبه القلق".. كيف يختلف كورونا العراق عن سواه؟

بغداد – IQ / عادل المختار


ما يزال الحذر والقلق سيد الموقف في العالم حيال كورونا، والعراق ليس بمعزل عن هذا التصور الطاغي، رغم المراهنة على اللقاحات المرتقبة التي بثت بارقة أمل للخروج من مأزق الوباء.


انخفاض الإصابات والوفيات مؤشرات جيدة، لكنها ليس مدعاة للوثوق بانحسار الفيروس ذي الطبيعة "الغدارة" و"الانتهازية"، خاصة في فصل الشتاء.


كورونا العراق يختلف 


"الفيروس ما يزال مستجداً وما زلنا نجهل الكثير عنه"، يقول طبيب الأسرة أحمد الرديني في حديث لموقع IQ NEWS، مبيناً أن فيروس كورونا الذي انتشر في العراق "كان يختلف عن بقية العالم لأنه نشط مع ارتفاع درجات الحرارة".


ويوضح الرديني وهو المتحدث السابق باسم وزارة الصحة، أن "التطورات الخاصة بتشخيص الفيروس وتوفير العلاجات وخبرة الأطباء، أمور أسهمت بتقليل الإصابات، وفي بداية الأمر كان هناك خوف من فقدان السيطرة، خاصة وأن الوفيات كانت أكثر ارتفاعاً حتى في كل دول العالم، اما الآن فإن المصاب الذي يدخل إلى غرفة الإنعاش يتحسن تباعا وهذا ما يؤكد خبرة المؤسسات الصحية في كيفية التعامل مع الفيروس"، مؤكدا أن "الأمر يتطلب الحيطة والحذر مع فصل الشتاء وانخفاض درجات الحرارة".


سبب غير متوقع لانخفاض الإصابات 


أستاذ الطب الباطني في الجامعة المستنصرية الدكتور رافد الخزاعي يرى "وجود قصور في تسجيل الإصابات من قبل المصابين ممن لم يقوموا بمراجعة المشافي أثناء الإصابة، وربما هذا أسهم إعلان انخفاض أعداد الإصابات".


ويقول الخزاعي في حديث لموقع IQ NEWS، إن "الإصابات لن تنخفض ما لم يضعف الفيروس، وما لم تصل اللقاحات رغم توافر العلاجات اللازمة في المشافي ومواقع الحجر الصحي".


بارقة أمل


يتواصل العراق مع الشركات المصنعة للقاح كورونا، لاستيراد كميات كبيرة، وهو ماضٍ في اتفاقه مع مرفق "كوفاكس"، وأي لقاح  يحرز موافقة منظمة الصحة العالمية، وإمكانية استيراد كمية إضافية من لقاح فيروس كورونا، لتغطية جزءٍ آخر من النسبة المتبقية من السكان، في حال توفرت التخصيصات المالية.


أستاذة علم المناعة المجهرية في جامعة بغداد الدكتورة رغد السهيل، توضح أن "اللقاح يجب ان يحقق مناعة القطيع، بحسب ما ذكرته منظمة الصحة العالمية، أي أن أي تلقيح نسبته بحدود ٧٠٪ في دولة ما أو العالم أو موقع معين هدفه وقف العدوى، وهذا لا يعني أن من يأخذ اللقاح سينقل العدوى"، مشيرة إلى أن "اللقاح أمل وخطوة للقضاء على الجائحة، لكن الطريق يحتاج وقتا لن يكون قصيراً لتحقيق تلك النسبة، ودون ذلك تظل العدوى تنقل، لكن مع اللقاح ستقل الإصابات تدريجيا حتى تختفي عند الوصول لمناعة القطيع كما حدث مع أمراض أخرى مثل الكوليرا والحصبة وغيرها".


170 مليون دولار لشراء اللقاح


ووقع العراق على اتفاقية مع مرفق كوفاكس (Covax facility) التابع إلى التحالف العالمي للقاحات والتحصين، بتجهيزه 20 بالمئة من سكان العراق، أي حوالي 8 ملايين جرعة، من أي لقاح يحصل على موافقة منظمة الصحة العالمية، بعد انتهاء كل التجارب العلمية، فيما أعلنت منظمة الصحة العالمية، أن الحكومة العراقية خصصت 170 مليون دولار، لشراء اللقاح.


وقالت المنظمة في بيان نشرته على موقع (تويتر)، إن العراق انضم إلى مبادرة كوفاكس (COVAX) ليكون من أوائل الدول المستفيدة من لقاح مرض كوفيد 19 لمواطنيها وبمخصصات بلغت 170 مليون دولار.


و"كوفاكس" مبادرة عالمية ترمي إلى العمل مع مصنعي اللقاحات من أجل تمكين البلدان في مختلف أنحاء العالم من الحصول على لقاحات آمنة وفعالة بمجرد ترخيصها واعتمادها. 


ومن المؤمل أن يتم إعطاء الأولوية للقوات العسكرية والعاملين في مجال الصحة والفئات المعرضة للخطر عند توزيع اللقاح، والذي سيتم توفيره "مجاناً".


ويوجد حالياً 190 لقاحاً لكورونا قيد البحث والتطوير، 10 منها فقط وصلت إلى المرحلة النهائية، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، ومن المؤمل أن تكون ملياري جرعة من اللقاح متاحة عالمياً نهاية 2021


يذكر أن الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أكد في وقت سابق أن المنظمة الدولية تحتاج إلى 35 مليار دولار لمواجهة أكبر أزمة إنسانية منذ الحرب العالمية الثانية، مشيرا إلى أن العام الحالي 2020 لم يشبه أي عام آخر، حيث أن النزاعات وتغير المناخ والفيروسات التاجية خلقت أكبر تحد إنساني منذ الحرب العالمية الثانية.