ثلاث شقيقات في السماوة يُعِدن الحياة لمهنة منسية والمنتوجات تصل إلى الكويت

بغداد - IQ  

تمكنت ثلاث شقيقات في إحياء مهنة صناعة السجاد اليدوية التي اندثرت في السنوات الاخيرة بسبب المستورد، وعدم وجود سوق رائج لهذه المهنة، بالمقارنة بما يعرض في السوق، إلا أن الشقيقات الثلاث تخطن كل الصعاب لعودة هذه المهنة والترويج لها على المستوى المحلي لكن الأمر أصبح أكبر من ذلك حيث ستصل أحدى منتوجاتهن إلى دولة الكويت.

مشروع "نادر" في السماوة

انتصار لفتة (42)، الوسطى بين أختين، كانت هي المفتاح للبدء بالمشروع حيث كانت صاحبة الفكرة والقائمة بإدارته أيضا فيما تتعاون اختيها مع 9 نساء في تجهيز الطلبات.
وتتحدث انتصار عن مشروعها لـIQNEWS قائلة :"نحن ثلاث أخوات، تمتلك كل واحدة منا عائلة وحاولنا بمشروعنا هذا المساعدة بتوفير دخل مادي أضافي للعائلة، وقد بدأ المشروع بفكرة استثمار مواهبنا او ماتعلمناه في الصغر على يد جدتي وجاءت صناعة الحرف اليدويةفي المقدمة وخاصة "صناعة السجاد والمدات" والتي تعد حرفة عراقية قديمة كانت الامهات تستغل أوقات الفراغ فيها من خلال غزل الصوفلصناعة السجاد، وهناك من يضعها على الأرض للجلوس عليها او يستخدمها لتغطية الاثاث المنزلي او اللوحات الجدارية كنوع من الزينة،وبفتحه أصبح أول مشروع في السماوة يعيد الحرفة الى المدينة تحت اسم "مدّة الوركاء".


وفي حقبات زمنية معينة، كان السجاد بإنواعه يعد ميزة للتفاخر بين العائلات، خاصة السجاد المحاك يدويا قبل أن يغزو المنتوج المستوردالأسواق ويدفع بالمحلي بعيدا.


غزل الصوف وتلوينه


وعن آلية صناعة السجاد وتلوينه تتابع انتصار "نستخدم موادا أولية ذات منشأ محلي حيث نعتمد بالدرجة الأساس على صوف الأغنامالذي بتنا نواجه صعوبة في الحصول عليه بسبب قلة العمل في الحرف الديوية، حيث نقوم بعدها بغزله وصبغه بالأصباغ التي تباع في  الأسواق المحلية دون اي مكينة، فيما تبدأ آلية صبغه بغلي الماء أولا وإضافة مادة الشب لتثبيت اللون حيث تحصل عليه العاملات من محالالعطارة فيما تضاف كرات الصوف والأصباغ المحلية لاكمال العملية".


وتبلغ تكلفة صبغ الصوف ما يقارب الـ5 الاف دينار للكرة الواحدة فما تصل مدة الغزل وبقياسات مختلفة من 3 الى 4 أيام.


"مدة الوركاء" الى المحافظات والدول 
ونجح نسوة مشروع "مدة الوركاء" وعن طريق المعارف والاصدقاء في المنطقة بالإضافة الى اصحاب المحال التجارية، في إيصال السجاد اليدوي الى المناطق المختلفة للمدينة والى المحافظات الأخرى حيث تعتبر بابل الأكثر جذبا لهذا النوع من السجاد، وفق انتصار.


وتابعت  أن "اخر طلبية كانت لمحامي من بابل، أستخدم السجاد في تزيين جدار مكتبه، ونعمل الان على طلبية لدولة الكويت حيث يتم ايصالها عن طريق وسيط تجاري في المحافظة".

دعم المنتوج المحلي
الخبير الآثاري عامر عبد الرزاق، عد الحرف اليدوية هذه مصدرا مهما من مصادر الحفاظ على تاريخ المدينة حيث تعكس الارث الحضاري الممتد عبر الأجيال منذ الالاف السنين.
وقال  في حديث لموقع IQ NEWS إن "مايميز الحرف اليدوية وخاصة صناعة السجاد هو أن المواد الاولية هي من طبيعة المنطقة كما انها توثق حياة الشعوب وثقافتها في الزمن الماضي وتمثل أرثا حضاريا متوارثا في عائلات محافظات الفرات الأوسط والجنوبية والتي تتميز بوجود الاثار وزيارة الوفود السياحية مما يجعل التجارة هذه ناجحة إن تم تسويقها بالشكل الصحيح "


ودعا إلى "عرضها على الوفود في بازارات مدعومة حكوميا ودرس أسباب تناقصها في الاسواق ودعم العاملين فيها عن طريق المنح المالية والقروض الميسرة لتشجيع الحرفيين وحماية المنتج المحلي في آن واحد".