العام الدراسي يبدأ بنقص في المناهج ومدارس آيلة للسقوط

بغداد - IQ  

مع انطلاق العام الدراسي الجديد والتحاق أكثر من 13 مليون تلميذ إلى المدارس، يعاني عدد كبير منهم بسبب نقص المناهج الدراسية وقلة الأبنية المدرسية بالمقارنة مع الإعداد الملتحقة بالدوام، فضلا عن التحاق بعض التلاميذ بمدارس آيلة للسقوط لا تتوفر فيها مقومات السلامة الاحتياجات الضرورية التي ترتكز عليها العملية التربوية.

وتبرز مشكلة المناهج المدرسية، لتشكل عبئاً يضاف على العائلات العراقية، التي اضطرت إلى شرائها وطباعتها على حسابها الخاص، على الرغم من وعود وزارة التربية بتوفيرها، إلا أن هذه الوعود لم تجد طريقها على أرض الواقع.

كتب مهترئة وأخرى مستنسخة 

وتكشف حنين محمد وهي مدرسة مادة الرياضيات في احدى مدارس محافظة البصرة، عن خيارين يفرضهما واقع غياب المناهج  الدراسية على التلاميذ وأهاليهم في المحافظة، مبينة وعود وزارة التربية بشأن توفير المناهج المدارس ليس لا أي وجود على أرض الواقع.

وتقول محمد في حديث لموقع IQ NEWS، إن "إدارات المدارس في البصرة، وجهت الأهالي نحو الإعتماد على نسخ الكترونية بصيغة الـpdf التي أرسلتها مديرية التربية وقامت المدارس بتوزيعها على ملاكاتها، أو حثهم نحو شراء الكتب من المكتبات الأهلية التي توفر المناهج الاصلية او المستنسخة".

وتضيف أن "وزارة التربية وعدت بطبع وتوزيع المناهج الدراسية، لكنها لم توف بوعودها وعلى ما يبدو فإن القضية تسير على خطى السنوات السابقة، حيث ستقوم الوزارة بتوزيع المناهج بعد شهر تقريبا او في فترة زمنية قد تصل إلى امتحانات نصف العام الدراسي الحالي"، لافتة إلى أن "الملاكات التدريسية والأهالي ليس لديها ثقة بتصريحات وزارة التربية حتى يرون التطبيق الفعلي على أرض الواقع، كون ما تسلمه الطلبة في أول يوم دراسي لهم كتب قديمة مهترئة".


ولخصت مدرسة الرياضيات مايجري داخل المدارس حاليا بالتالي: "يضطر الاهالي الى الاعتماد على ملخصات ينشرها أستاذ المادة في مجموعات خاصة بالمدرسة على تطبيق التيلغرام وتعليم الطلبة وفقها او شراء المناهج من مكتبات خاصة في المحافظة توفر كتب مستنسخة عن المناهج، والذي عادة مايكون الخيار الذي يلجأ اليه الاهالي".

من جهتها توضح حوراء ماجد وهي طالبة في الصف الخامس الإعدادي في إحدى مدارس العاصمة بغداد، معاناتها في عدم توفر المناهج الدراسية قائلة إنه "اضطرت ومجموعة من زميلاتها الى قصد مكتبة خاصة ببيع المناهج العلمية، كون الوزارة لم توفر لهن احتياجاتهم من المناهج خصوصا، المواد التي أجرتها  عليهما الوزارة تغيرا يختلف عن العام الماضي".

وتشير ماجد إلى أن "الوزارة اجرت تغيرا على مواد الفيزياء والكيمياء والأحياء من خلال فصلهم كل على حدة، ودمجت كتابي منهج العربي الى كتاب واحد، وأضافت عدة مواد وحذفت اخرى من منهج الانكليزي، وأبقت منهجي الإسلامية والحاسوب فقط دون تغيير". 

عام دراسي "مكلف"

ويشكو سلام محيسن من بغداد،  وهو أب لثلاثة تلاميذ، غلاء أسعار المناهج الدراسية إلى جانب التجهيزات الدراسية المتمثلة بالقرطاسية والدفاتر والزي المدرسي، كاشفا عن تكلفة التجهيز أكثر من 600 ألف دينار مع بداية انطلاق العام الدراسي الجديد.

ويتحدث محيسن لموقع IQ NEWS، أنه اشترى مناهج أبنائه الدراسية بمائة ألف لكل واحد منهم.

من جهة أخرى يؤكد كرار فاضل وهو صاحب مكتبة، أن "سعر المنهج الدراسي الواحد يصل إلى 35 ألف دينار للمرحلة الابتدائية فيما يتجاوز سعره 60 ألف دينار للمراحل الإعدادية".

ويتابع فاضل حديثه لموقع IQ NEWS، أن "اسعار الكتب تختلف حسب جودة طباعتها، فيما تختلف هذه المناهج عن التي تقدمها الحكومة، كون الأخيرة تطبعه على ورق زيتي والمكتبات على الورق العادي"، مشيرا إلى أن "هذا الاسبوع شهد ارتفاعًا بطلبات المناهج الدراسية، حيث نستقبل يوميا اكثر من 15 طلبا للمناهج كاملة".

وزاد " اما أسعار نسخ الكتب التي تأتي على شكل pdf فتتراوح بين 3000 لمناهج الابتدائية، و5000 لمناهج المتوسطة، و6000 لمناهج الإعدادية".


مدارس بلا مناهج وأخرى "آيلة للسقوط"

ويؤكد عضو لجنة التربية النيابية "حيدر طارق الشمخي"، أن هناك مداس بدأت عامها الدراسي الجديد بنقص كبير في المناهج المدرسية.

ويبين الشمخي في تصريح صحفي أن "رواتب المعلمين ليست بالمستوى المطلوب لذلك هم مضطرون للعمل خارج التدريس".

ويلفت إلى أن "الكتب المدرسية لم تصل الى كثير من المدارس، فضلا عن عدم التزام الكثير من المدارس الاهلية ك بالضوابط والتعليمات".

ويتابع أن "مشكلة التعليم باتت لا تقتصر على المدارس الحكومية فقط، فكثير من المدارس الأهلية الآن باتت لا تصلح للتعليم".

فيما وجه مدير ناحية العظيم شمالي ديالى عبد الجبار أحمد، تحذيراً للجهات المسؤولة من خطر 10 مدارس متهالكة وآيلة للسقوط تهدد حياة آلاف الطلبة. 

وقال العبيدي  في تصريح صحفي إن "الناحية تضم نحو 10 مدارس متهالكة وآيلة للسقوط وتهدد حياة ألاف الطلبة بسبب الإهمال وغياب أعمال التأهيل والترميم"، مشيرا الى ان "كل مدرسة منها تضم 300-400 طالب على أقل التقديرات".

وأكد المسؤول المحلي "حاجة الناحية إلى أكثر من 10 مدارس بين هدم واعادة بناء وتشييد جديد لإنهاء مشاكل الاكتظاظ الدراسي والاختناقات في المدارس"، مستدركا بالقول أن "مشاكل الابنية المدرسية مطروحة أمام الجهات الحكومية المعنية لإنقاذ الطلبة والعملية التربوية من مشاكل مستقبلية وخيمة".