ريشةٌ تنبض بالألوان 40 عاما.. مزارع ورسام فطري يوثق التراث بمئات اللوحات

بغداد - IQ  

في أزقة قضاء الحي، جنوبي محافظة واسط، مرت رشية الفنان الفطري، عبد الكريم الغريباوي، ولونت جدران المدارس، بلوحات بديعة، تنبض بالألوان طوال 40 عاما دون توقف.


يعرّف قاموس كامبريدج الموهبة الفطرية بأنها القدرة على القيام بأمر ما والنجاح فيه حتى بدون تعليم، وهو ما حدث بالفعل مع الخمسيني، الغريباوي، الذي صار الفن من صادر دخلة بالاضافة إلى مهنته بالزراعة. 


بدأت القصة حين كان يملك من العمر عشرة أعوام فقط، يقول الرسام لـIQNEWS، إن الأمر لا يعدو كونها موهبة فطرية بدأت بتطويرها شيئا فشيئا حتى أطلق عليه محبوه ومتابعوه لقب "دافينشي العراق" نسبة للفنان الايطالي ليوناردو دا فينتشي صاحب اللوحة العالمية الموناليزا.



ويتحدث الفنان عبدالكريم الغريباوي صاحب العائلة المكونة من 8 أشخاص عن كيفية توجهه نحو ممارسة المهنة الأحب على قلبه وهو القاطن في قضاء بعيد عن مركز المدينة ومحافظة تمتهن الزراعة في الأغلب.

وقال: "لم أحصل على تعليم أكاديمي وكل ما حصلت عليه من تعليم هو المتوسطة فقط، أسكن قضاء الحي احمل اسم كريم ناصر بدلا عن عبدالكريم الغريباوي كاسم فني فقط".



ويكمل الغريباوي القصة بالقول: "لاحظت انني اميل الرسم وانا في الصف الأول الابتدائي واستوهتني الألوان وكيفية السيطرة على ريشة الرسم ونقل ما أراه باللوحات، فبدأت بسؤال مختصين أو متابعة فنانين مختلفين وحضرت عدة محاضرات للفنان فائق حسن".


تطورت الموهبة مع تطور سني العمر وبدأ الغريباوي باستخدام أنواع وادوات مختلفة للرسم من فرش وسكين وألوان الزيت والاكريليك.


ويتابع: "اتبع المدرسة الواقعية في الرسم التشكيلي واهوى رسم لوحات مختصة بدعم التراث والمحافظة عليه، وشاركت بمعارض كثيرة كالمعارض التي تقام في وزارة الثقافة وأخرى في الزوراء بالعاصمة بغداد والتي كانت تقام بمناسبة عيد الصحافة العالمي واربع معارض شخصية في واسط بالإضافة إلى مشاركات اخرى في مناسبات مختلفة وشاركت ايضا بعدة معارض خارج العراق منها ماهو في مصر وحصلت على جائزة الأوسكار العرب  وحصلت على شهادات عالميه وعربيه ايضا".


وبيعت اغلى لوحة للرسام الفطري بألف دولار أميركي، استخدم فيها الألوان الزيتية والكانفس.


وتعتمد المدرسة الواقعية، التي يعتمدها الغريباوي على المنطق الموضوعي أكثر من الذات، وتصور الحياة اليومية كما هي دون زيادات أو نقصان، كما أن فناني هذه المدرسة تجردوا من أحاسيسهم وأفكارهم الخيالية ليتمكنوا من نقل الموضوع كما هو تماما.