شرطة الأنبار تخوض "حرباً": "لا يمر يوم دون اعتقال تاجر مخدرات أو موزع"

بغداد - IQ  

"لا يمضي يوم إلا وهناك عملية تطيح بالمتاجرين أو المتعاطين والمروجين"، تقول قيادة الشرطة في محافظة الأنبار في بيانات شبه يومية وهي مستمرة منذ أشهر طويلة.


تشير هذه العبارة إلى حجم شبه المعركة الجارية هنا ضد المخدرات.


ففي العام الماضي وحده، ضبطت قواتها أكثر من 3 ملايين و400 حبة "كبتاجون" واعتقلت 450 متهماً بقضايا تتعلق بالمخدرات.


يقود هذه القوات الفريق المخضرم هادي رزيج كسّار الذي يوزع أدوار قواته بدقة.



مستوى الأمن هنا جيد والشرطة تفرض سيطرتها منذ استعادة المدينة من سيطرة تنظيم "داعش" قبل سنوات. الجرائم الجنائية قليلة وخبرة المحققين في كشف الجناة والتوصل إليهم معروفة حتى في خارج المحافظة.


لذا باتت الحدود المتصلة بصحراء تمثل مع المدن المرتبطة بها ثلث مساحة العراق، هدفاً لقوات الشرطة. فسوريا، التي تقع على الجانب الآخر، هي "إحدى أبرز مصادر الكبتاجون" في العالم بحسب دول غربية وتقارير متعددة.


ويبلغ طول الشريط الحدودي بين الأنبار وسوريا 325 كلم.


ويقول معاون محافظ الأنبار، جاسم الحلبوسي، إن "عصابات أغلب أفرادها عراقيون من مختلف المحافظات، وبينهم القليل من السوريين"، يستغلون الأوضاع غير المستقرة في سوريا لنقل المخدرات منها إلى العراق.


ويضيف في تصريحات تابعها موقع IQ NEWS، إن "أغلب" محاولات هؤلاء يتم إحباطها ويقبض عليهم.


ويسلك المهربون طرقاً عدة ذات تضاريس جغرافية صعبة تشتمل على هضاب ووديان تمتد على مساحات صحراوية شاسعة يصل بعضها إلى الأردن التي تشهد حدودها هي الأخرى نشاطاً متزايداً لتهريب المخدرات يُستخدم فيه طائرات مسيّرة بحسب تقارير صحافية.


وتظهر جماعات التهريب احترافية كبيرة. فبحسب تقرير استقصائي عربي، أطلق مهربون طائرة مسيّرة محملة بالمخدرات من سوريا إلى الأردن في 14 أيار 2022 حتى يسقطها الجيش الأردني وينشغل بها عن قافلة مسيّرات.


"ليست صناعة محلية"

من الأساليب الكلاسيكية لأجهزة الأمن، مراقبة تجار المخدرات ومروجيها ثم القبض عليهم بالجرم المشهود. بينما لا تعمل شرطة الأنبار بهذه الطريقة.

ويقول الفريق هادي رزيج، إن قواته تعمل بمبدأ "منع الجريمة قبل وقوعها. نحن نعتقلهم ونصادر المخدرات قبل بيعها وتوزيعها".

وينفي رزيج وجود مصانع للمخدرات في الأنبار، مبيناً أن طريقها من سوريا ولبنان نحو مدن وسط وجنوب العراق وبنسبة أقل نحو المحافظات الشمالية بينما يُترك 30 بالمئة للأنبار.


يؤيد المتحدث باسم وزارة الداخلية اللواء خالد المحنا أن "المخدرات جريمة عابرة للحدود" ما دعا العراق لتبادل البيانات والخبرات مع دول المنطقة بهذا الخصوص.

ويقول لـIQ NEWS، إن الأجهزة الأمنية العراقية وضعت خططاً استهدفت كبار تجار المخدرات ووضعت بيانات خاصة عن آلية دخول الممنوعات إلى العراق مع خطة ستراتيجية بمحاور عديدة تشارك فيها أجهزة الاستخبارات.

"خلال فترة وجيزة رفعت هذه الخطة من قدرات مديرية مكافحة المخدرات بشكل كبير جداً من ناحية الكمية والنوعية"، يضيف.

وتحدثت مصادر في المديرية العامة لشؤون المخدرات لموقع IQ NEWS، قائلة إن 100 كيلو غرام من مختلف أنواع المخدرات، و100 ألف حبة مخدرة تقريباً ضُبطت خلال شهر نيسان الماضي فقط، مع اعتقال ألف شخص في عموم العراق.