"قارئات البخت".. مهنة تندرج ضمن "النصب والاحتيال" تنتعش خفية في العراق

متابعة - IQ  

ينشط عمل "العرافات" و" قارئات البخت" في العراق، بشكل سري وكبير بالوقت نفسه، بين شرائح المجتمع المختلفة والتي تتطلب احيانا صرف أموال طائلة لدى أشخاص لا سيما من النساء، بحثا عن حلول سحرية لمشكلات تواجههم في الحياة.


وتعرف "العرافة" على أنها امرأة تمتلك قدرات تؤهلها للتنبؤ بالمستقبل او تعجيل زواج احداهن او جعلها تلد ذكرا او توسيع رزقها وغيره من الامور التي تتعلق بالغيبيات.

شهادات أكاديمية مختلفة


بيخال" اسم مستعار لقارئة فنجان تعمل في السليمانية"، قالت لـIQ NEWS إن " قاصديها من النساء والرجال يحملون شهادات اكاديمية مختلفة قد تصل الى الدكتوراة في بعض الاختصاصات، للنساء تحديدا، ودفع شخص ما مايقارب الـ 1600 دولارا اميركيا من اجل فك السحر عن قريبة له تعاني من قلة فرص الزواج".

بيخال لم تفصح عن الكثير من المعلومات عن عملها سوى أنها تمتلك 5 مساعدات، تختص واحدة منهن في تسجيل المواعيد التي قد تصل احيانا الى ما بعد شهرين وان اتعابها تبدأ من 25 الف دينار عراقي وصولا الى الملايين.


إحدى زبائن بيخال، وتدعى رنا، ذات 45 عاما، قالت لـIQ NEWS : "احاول منذ عام مضى ان اجد حلا يجعل من عودة زوجي المغترب في تركيا، الى العراق يسيرة إلا أن قارئة الفنجان لاتزال تجد أن الطريق في قهوتي مسدود، صرفت حتى الآن ما يقارب الـ600 الف دينار عراقي دون جدوى".


طريق العرافات


تقول الباحثة في علم الاجتماع بان كاظم بإن "أسباب انتشار الظاهرة هذه عديدة ومنها هاجس البحث عن تحقيق كل ما يتمناه المرء قد يدفع بالعديد من النساء الى محاولة تحقيقه عن طريق اللجوء الى العرافات او اللاتي يتعاملن بامور قراءة الكف والفنجان وورق التاروت وأوراق الشاي اللاتي يدعين أنهن قادرات على الكشف او تطويع الامور الغيبية لصالح من يدفع الاموال، وهو هاجس قد يقود أيضا الى مشكلة مجتمعية ان تطورت التصرفات الفردية باللجوء الى العرافات الى ظاهرة في منطقة او مدينة ما كما يحدث في مناطق الأرياف، واحيانا في المدن الكبرى حتى، كما تنتعش الظاهرة بسبب التأثير البشري او التأثير المنتقل من امرأة الى اخرى حيث أن تناقل التجارب بين النساء قد يقود الى انتعاش عمل العرافات ايضا".



اختصاصي الامراض النفسية الدكتور عامر فاضل الحيدري يرى، خلال حديثه لـIQNEWS أن "الإيمان بالعرافات قد يعود الى التغيرات المزاجية للنساء او تعزيز ثقتها ودعم قوتها عن طريق التنجيم وخاصة في المجتمعات الذكورية  وهناك من يكون القلق حول المستقبل او كيفية السيطرة عليه قد يكون مرضيا احيانا ويقود إلى طريق اللجوء الى قارئات البخت خاصة لمن لا يمتلك مقومات تأمين مستقبله على النحو الاقتصادي والاجتماعي".


القانون وقارئات البخت


الخبير القانوني علي التميمي أكد لـIQNEWS أن "الظاهرة هذه تندرج تحت النصب والاحتيال أي ان القانون يعاملها وفق المادة 456 والتي تنص على أن: يعاقب بالحبس كل من توصل الى تسلم او نقل حيازة مال منقول مملوك للغير لنفسه او الى شخص آخر وذلك بإحدى الوسائل التالية، باستعمال طرق احتيالية او باتخاذ اسم كاذب او صفة غير صحيحة او تقرير امر كاذب عن واقعة معينة متى كان من شأن ذلك خدع المجنى عليه وحمله على التسليم/ كما ويعاقب بالعقوبة ذاتها كل من توصل بإحدى الطرق السابقة الى حمل آخر على تسليم او نقل حيازة سند موجد لدين او تصرف في مال او ابراء او على أي سند آخر يمكن استعماله الثبات حقوق الملكية او أي حق عيني آخر. او توصل بإحدى الطرق السابقة الى حمل آخر على توقيع مثل هذا السند او الغائه او اتلافه او تعديله.