"كيوبيد"

شابة تدير متجرا لـ"تخليد الجمال" في أربيل: الموت ليس نهاية المطاف للفراشات

بغداد - IQ  

"أحاول تخليد الجمال الرباني" هذا هو الهدف الأساسي الذي دفع سارة جباري ذات الـ 19 ربيعا من أربيل إلى افتتاح متجرها الذي يحمل اسم كيوبيد لبيع الفراشات المحنطة والموضوعة في براويز وأوعية زجاجية تبرز جمال الفراشة أكثر والذي بدأ كهواية رافقتها منذ نعومة أظافرها.

 



مشوار مستمر


تتخصص هاوية تحنيط الفراشات في الإدارة والأعمال والذي نجحت بفضله أيضا في إدارة متجرها بالطريقة التي تضمن نجاحه، ليست كفكرة مبتكرة في الساحة العراقية فحسب وإنما كمشروع تحقق فيه ذاتها أيضا.


تقول جباري لـموقع IQNEWS أن "هواية تحنيط الفراشات بدأت معي منذ الصغر بعد أن جربت عدة هوايات أخرى إلا أن دقة التعامل مع الفراشات وكيفية الحفاظ عليها دون كسر شكّل لي تحديا وددت خوضه للاخير حتى افتتحت متجري الذي يعكس شخصيتي وروحي فيه".


وتضيف: "بدأت في مشروعي هذا منذ أقل من ستة أشهر بقليل بعد أن قضيت العام الماضي في جمع المال الكافي للبدء فيه خاصة وأنني أحصل على مواد التحنيط من خارج العراق كما أحصل أيضا على فراشاتي من محميات خاصة بها".


وتؤكد جباري على أن جميع الفراشات المعروضة بالمتجر محنطة تحت مبادئ وقيم إنسانية بعد أن أكملت دورة حياتها في محميات خاصة للفراشات ويتم تصديرها بعد موتها طبيعيا لأشخاص مثلها مهتمين لتحنيطها.


وتكمل: "تختلف الانواع المعروضة في متجري من حرشفيات الأجنحة من الفراشات والعث كما تختلف اسعارها حسب الفصيلة والحجم إلا أنني أحاول توفير أغلب الأنواع بالمتجر حتى تتناسب الأسعار مع القدرة الشرائية للأفراد فيما اعتبر عملية التحنيط سر المهنة أعمل عليه لوحدي بعد أن دراسة ذاتية وتدريب مكثف خاصة وأن تحنيط الفراشات يحتاج إلى تركيز شديد لأن أي حركة غير محسوبة يمكن أن تتلف الفراشة بسبب رقتها كما وأن عملية التحنيط بصورة عامة تحتاج إلى خمسة أيام على الأكثر لكل فراشة".



مشروع مزدهر


تتحدث سارة عن زبائنها بالقول "هم من جميع المحافظات وخاصة فئة الشباب المحبين للطبيعة والفن أو من تود أن تهدي طفلها شيئا مميزا وأعتقد أن كل مشروع إذا تم العمل عليه بحب وصبر وإبداع سيزدهر إذ إن هذه العوامل إن اجتمعت بفكرة واحدة فستحقق النجاح بشكل مؤكد خاصة إن كانت الفكرة غير مطروحة سابقا وصعبة التقبل لدى الساحة الاقتصادية في العراق".



مشاريع صغيرة بأفكار جديدة


المشاريع الصغيرة هذه والتي تحمل أفكارا متجددة يراها عامر الجواهري الإستشاري في الصناعة والاستثمار أنها من ميزات نهضة المجتمعات فالتنوع في النشاطات الاقتصادية والاجتماعية يشكل ضرورة مع وجود النظام المؤسسي الحكومي والخاص الذي يساهم في تطوير وتمكين ودعم المشاريع الصغرى والصغيرة والمتوسطة كما ان ازدهار المجتمعات يستلزم التعليم الممتاز وتطوير القدرات وفسح الفرص لعمل الشباب وتطوير أعمالهم، وهنا أساس الاستقرار والتطور الاقتصادي وسيادة القانون والأمن للمجتمعات.


يقول الجواهري لـIQNEWS  إن "الأفكار الجديدة والمتجددة تعتبر ضرورة سواء لضمان عمل واستقرار ومستقبل حياة الشباب بل وللاقتصاد كذلك, لكن لا توجد ضرورة لتشجيع أعمال معينة على حساب أعمال أخرى من ناحية الحاجة الى التنوع وكثرة الأعمال ومن ناحية أخرى الحاجة الى وجود جهات مؤسسية ترعى وتدعم وتدافع عن تلك الأعمال كما وان لا حدود للأعمال الصغرى والصغيرة المهم تمكين ودعم الأفكار كافة دون حدود, مع امكانية شمولها بالقروض الميسرة بالوقت نفسه نشير إلى أهمية حسن تنظيم أعمال المنتجين والأهم قدراتهم التسويقية حيث أن ضمان مبيعات منتجاتهم والاستماع الى أفكار المتبضعين وتطوير وتوسيع نطاق وتنوع منتجاتهم يشكل عاملا أساسيا من عوامل النجاح".


ويلفت إلى "ضرورة الى التشجيع على الأعمال الحرفية الفولكلورية واليدوية التراثية أيضا ولكن بنوعيات جيدة والتي تتناغم مع رغبات السواح المحليين والأجانب وهو نشاط كبير يمكن التنسيق بصدده مع الجهات السياحية الحكومية والخاصة ولكن الأهم هو قدرة أصحاب الأعمال الصغيرة والجديدة على ايجاد أو خلق منافذ تسويقية، من هنا ندعو الشباب أصحاب الأفكار الجديدة ورواد الأعمال الى التواصل مع مؤسسات القطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني الاقتصادية والمجتمعية للتعاون في تطوير أفكارهم وأعمالهم والحصول على التمويل وتسويق منتجاتهم وهي بالنتيجة تشكل بمجموعها نشاط اقتصادي صغير لكنه متعدد واسع بعدد الشباب المشاركين فيه وانتشاره الجغرافي".


ويقترح الاختصاصي بالاقتصاد "تنظيم معارض بيع مباشر مجانية لاولئك المنتجين في شتى مناطق التسويق والمعارض التجارية الدورية وتسهيل عمليات تسويق منتجاتهم في المولات التجارية ومع مراكز التسويق الألكتروني وفي مراكز بيع الأمور التراثية والترويج الاعلامي لهم كذلك تنظيم مهرجانات واحتفالات متكررة لعرض وتسويق منتجاتهم".