"الظلام والنور" يجدد طاقة الرحالة في البلاد: مغامرات مثيرة تعلم الانصات للطبيعة

بغداد - IQ  

"إذا كنت تعتقد أن المغامرة خطرة، جرب الروتين فهو قاتل"، يستند فريق گورو كامب من بغداد إلى هذه المقولة للروائي البرازيلي باولو كويلو لخلق التغيير المناسب في حياة مشتركة يتنقلون خلالها في رحلات تتضمن جوا من المغامرة من الجنوب العراقي إلى الشمال ويختارون في كل مرة موقعا مميزا ذا عمق تاريخي أو طبيعة خلابة.

كيف بدأت 


علي جاسم أو علي ادفينتشر أو المغامر علي كما هو معروف عند أصدقائه عبر السوشيال ميديا ومعترك الحياة أيضا وهو أحد مؤسسي الفريق في الـ٢٦ من عمره قال لـموقع IQNEWS: "شكلنا المجموعة من ١٢ فردا باختصاصات متعددة واخترنا اسم گورو كامب أي فريق الظلام والنور حيث يعني المقطع غو «الظلام» والمقطع رو «النور» باللغة السنسكريتية  وتأسس الفريق على أساس واحد وهو التشجيع على خوض مغامرات الاكتشاف والتخييم، وبث روح التعاون وإنشاء أو تقوية الروابط الاجتماعية والتعرف على الثقافات المختلفة".


علي مصور ورحالة على الدراجة الهوائية محب للمغامرة والتجارب الجديدة، زار ١٢ محافظة على متن دراجته الهوائية فقط، يقوله إنه "يتم الوصول الى المشاركين في الرحلات من خلال السوشيال ميديا ليشاركوا معنا في الاكتشاف والتخييم في أماكن مختلفة"، مبينا أن الفريق يضم أشخاصا من مختلف الأطياف والمكونات العراقية من الجنوب إلى الشمال".


 وبين جاسم أن الهدف من إنشاء الفريق هو اكتشاف الطبيعة، ودمج الأعضاء فيما بينهم ليتعرفوا على ثقافات وعادات بعضهم البعض، والمساهمة باندماج المشاركين من خلال عدة أنشطة وفعاليات تنمي المهارات  وتساعد على التقارب.

وجهات متعددة 


يختار الفريق في كل رحلة شخصا بمسيرة مهنية مميزة لجعله ضيف الرحلة فاختار في واحدة شيف وفي الاخرى صانع محتوى وفي ثالثة مختصة بتطوير الذات وتأسيس المشاريع الناجحة، يساعد الضيف على طرح الأفكار المختلفة على المسافرين مع الفريق وتشجيع الحوار والاندماج المجتمعي بينهم كما تقول عضو الفريق الدكتورة زينب سرحان لـIQNEWS.


وسرحان واحدة من أعضاء الفريق الجدد التي بدأت مسيرتها مع فريق الظلام والنور كمسافرة مرة إلى زرباطية في واسط والأخرى لمحافظة أربيل إلا أنها اختارت بعد الرحلتين الانضمام إلى الفريق بشكل دائم.


وقالت سرحان (25) عاما، "انا مسؤولة الآن عن الفعاليات والنشاطات التي يتم الترتيب لها في كل رحلة لا تخلو منها ابدا، اعتقد انني شخصية إجتماعية لذا نجحت في الانضمام الى الفريق والآن أعمل مع بقية الأعضاء، على تحضير الخطة للرحلة والمشاركة بتجهيز العدد والأدوات واستحصال الموافقات الأمنية لدخول المناطق الأثرية او المناطق الأخرى والتي تحتاج الى هذا النوع من الموافقات".


وتكمل: "التجربة رائعة وهي تختلف تماما عن السفر مع شركات السياحة حيث يمكن للمشتركين تعلم تسلق الجبال والتخييم وممارسة رياضة المشي وفعاليات كثيرة أخرى بالإضافة إلى المشاركة الاجتماعية بحد ذاتها بين المسافرين أجمع كما أن الرحلة تفيد في تعليم التواصل مع الطبيعة والحصول على السلام الداخلي والحفاظ على البيئة وتكوين علاقات اجتماعية لطيفة والاستفادة من خبرات الآخرين".

إصابات ومشاق


زينب سرحان بينت أيضا أن الرحلات مجهز لها صحيا بشكل مسبق حيث يملأ كل مشترك استمارة خاصة فيها معلومات عن تاريخه الطبي الذي يحتاج آليه الفريق في الرحلة مثلا الأمور التي قد يتحسس منها أو حاجته لدواء معين.


وزادت أن "الأمر لا يخلو من التعرض إلى جروح مثلا بسبب التسلق أو لدغة حشرة خاصة وأن التخييم أحيانا يكون في مناطق جبلية أو زراعية إلا أنني عادة ما أجري تدريبات للفريق عن الإسعافات الأولية والتي تشمل كيفية التعامل مع اللدغات أو الجروح البسيطة".

تجربة لا مثيل لها


تهاني عدنان، إحدى المسافرات مع فريق كورو كومب وإلى عدة وجهات منها أربيل والسليمانية وبابل أيضا، قالت لـIQNEWS: "علمت برحلات الفريق عن طريق تطبيق الإنستغرام الأمر الذي شدني للمشاركة والذهاب برحلة عائلية مرة أخرى مع زوجي فقط فيما قصد زوجي أربيل مع ابنتنا ذات الـ12 عاما فقط".


وتهاني ذات 33 عاما، ربة منزل،  أشارت إلى أن "الرحلة ممتعة إلى حد كبير وتجربة لا مثيل لها حيث يمكن كسر الروتين والتقرب الى الطبيعة وممارسة الكثير من الفعاليات بالتناغم معها، ويمكن حتى كسر حاجز الخوف وممارسة فعاليات جديدة مثل التسلق في كاني شوك وقرية هارتال في قضاء رانية وفي برازان بأربيل، ويمكن القول ان متعة ممارسة هذه الفعاليات تغطي على أي شعور بالتعب حينها".