عراقيات يتناولن نباتات للتنحيف "بينها وبين الأمراض خط رفيع" والمختصون يرفعون شعار: "لا للأعشاب"

بغداد - IQ  

تتجه الكثير من العاجزات عن خفض وزنهن الى الأعشاب، لزيادة فرصهن في خسارة الكيلوغرامات الزائدة، خاصة بين الفاقدات للقدرة المادية على الاتجاه نحو العمليات الجراحية الخاصة بالتنحيف او الخائفات منها والباحثات عن حلول سهلة للوصول الى مآربهن بالوزن المثالي او الوزن الذي يتيح لهن الحصول على رضا داخلي حول مظهرهن الخارجي، بعد ان عجزن عن إيجاد الوقت لممارسة الرياضة بين مسؤولياتهن اليومية الكثيرة.


الانترنت الواسع


تقصد سناريا سلام، الام لـ3 اطفال اصغرهم في الـ2 من عمره، الانترنت للبحث عن كل ما تود معرفته عن الوزن الزائد والتمارين الرياضية المناسبة للتخلص من سمنة منطقة البطن والارداف، والتي لم تستطع التخلص منها بعد ولادتها الاخيرة قالت لموقع IQ NEWS "بدأت ببحث واسع عن كل ما يمكن ان يقدم لي المساعدة في التخلص من الـ15 كيلوغراما الزائدة من وزني، تمارين رياضية تحتاج الى جهد لا امتلكه والى الوقت ايضا، طرق مختلفة لسد الشهية منها القهوة وشريحة الليمون قبل الافطار الا انني لم اتحمل الطعم لأجد ضالتي التي رأيت فيها المنقذ في عشبة اخبرتني عنها صديقة لي استخدمتها للتخلص من انتفاخ القولون الا انها انقصت من وزنها ايضا".


سناريا تكمل حديثها عن رحلتها في عالم الاعشاب بقولها "اتجهت الى عشاب معروف في المنطقة لشراء عشبة السامنكي التي اخبرتني عنها الصديقة، لم يخبرني عنها شيئا لذا سألتها عن طريقة الاستخدام وفعلا بدأت بها، كانت الاعراض بداية خفيفة الى ان بدأت اشعر بالغثيان والالم الدائم في منطقة البطن، كما انني صرت اقصد الحمام لأكثر من 7 مرات باليوم الواحد حتى وصلت الى مرحلة الجفاف التي ادخلت على إثرها الى المستشفى ليومين كاملين".


قصة سناريا لا تختلف كثيراً عن قصة سارة محسن من محافظة البصرة التي اتجهت هي ايضا الى استخدام بذور الكتان لإنقاص وزنها والتي تسببت لها فيما بعد بكسل في الامعاء تطلب تدخل علاجي لحل الامر.


وتزدهر عشبة السنامكي في المناطق الاستوائية، على الرغم من أن بعضها يمكن أن ينمو في المناخات الأكثر اعتدالاً وتتميز باستخدامها كملينات ومنشطات في طب الأعشاب التقليدي.


استخدام خاطئ


"استخدام الاعشاب بنسب وجرع خاطئة هي السبب"، هكذا يرى العشاب احمد من محافظة البصرة، الذي يمتلك محلا صغيرا بإحدى اسواق منطقة الجنينة بالبصرة، وقال لموقع IQ NEWS، إن "الجرع الخاطئة هي السبب، وان هناك خط رفيع بين الاستخدام الصحيح والاصابة بأمراض كأعراض جانبية عنه، فمثلا تستخدم عشبة السنامكي مرتان في الاسبوع لعلاج السمنة فيما تستخدم يوميا لعلاج نفخة القولون على ان لا يستمر الاستخدام بشكل دائم وانما ينتقل الى مرتين اسبوعيا حين التخلص من النفخة هذه، وان الاستخدام اليومي لمن لا يمتلك القولون العصبي قد يؤدي الى اعراض جانبية تستدعي احيانا زيارة الطبيب".


ويكمل "ومثل هذه العشبة، اعشاب اخرى، الا انها بالعادة لا تتسبب بآثار جانبية خطيرة كما يروج البعض الا انها تستدعي السؤال عنها حين محاولة استخدامها من العشاب وعن اثارها الجانبية الا ان اغلب الاعشاب ان لم تنفع فلا تضر كثيرا".


طبيا: "لا للأعشاب"


يخالف رأي العشاب احمد، اخصائي التغذية الاستاذ الدكتور سند الاعرجي، الذي بدأ حديثه بالقول "لا للأعشاب".


ويرى الاعرجي ان "علم الاعشاب واستخدامه هو من شأن الصيادلة ومختصي التغذية وعلم التغذية فقط اي ان هؤلاء هم من يعلمون حقيقة مدى نفع وضرر كل عشبة او احتواءها على سموم خفيفة مثلا او اثارا جانبية حتى".


وتابع الأعرجي: "الاختصاصيون لا يؤمنون بالعشابين لعدة أسباب منها انهم يندرجون بهذا العمل دون دراسات اكاديمية اختصاصية عنها وان الاغلب لا يعلمون ماهيتها بالكامل كما ولا يعلمون ماهية الجسم ايضا اي ان هناك من يوصف عشبة مثلا للتنحيف لشخص لا يعاني من السمنة ابدا وانما يعاني من زيادة بسيطة تنتهي عند التخفيف من الاكل او المشي لنصف ساعة يوميا مثلا".


وختم حديثه بالقول "الاتجاه نحو طبيب التغذية، وهو اختصاص شائع الان بالعراق، أفضل من العشابين خاصة مع الجهل بالآثار الجانبية لها".