"تدريبها يتطلب خبرات عالية"

هواة "يخاطرون" باقتناء الحيوانات المفترسة في العراق: عقوبتها الحبس 3 سنوات

بغداد - IQ  


على الرغم من حالة الرعب التي تثيرها الحيوانات المفترسة وذات الأنياب الحادة لدى الحشود، إلا أنها لا تعني بالضرورة أن القاعدة لن يخرج عنها شواذ، فبعد الأسد الدهوكي الشهير "ليو" الذي كان ينشر صاحبه فيديوهات كثيرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي وهو يرتاد مع صاحبه المقهى دون خوف من مرتادي هذا الملتقى الشعبي، انتقالا الى أحمد الحيالي، من الموصل، والذي انتشرت له ايضا عدة فيديوهات قصيرة عبر المنصات تعبر عن مدى قرب الاسد "سيمبا" من العائلة اجمع.


ويحصل الكثير من العراقيين على الحيوانات المختلفة عن طريق المشاتل في المحافظات المختلفة او اسواق بيع الطيور وسوق الغزل ببغداد، الا انها لا تضم بيع الاسود والنمور والمفترسات الاخرى، ولكن يجري اصحابها عمليات تبادل او يدفع البعض الاخر اموالا مقابل الحصول على اسد او نمر لتربيته.


الشاب الموصلي أحمد الحيالي، قال لموقع IQ NEWS إن "الأسد سيمبا أكمل عامه الاول الان، واشتريته من عائلة في دهوك وعمره 10 ايام فقط، كان مريضا جدا ولم احتمل فكرة بقاءه عند العائلة دون عناية لذا اخذته كحيوان أليف وربيته في المنزل حتى بلغ شهره الخامس، ولأنني على دراية بالقانون العراقي، نقلته بعد ترويضه إلى مزرعة أربي فيها عدداً كبيراً من الحيوانات مثل الطيور والببغاوات والقردة بالإضافة إلى الأسد سيمبا".


أحمد يعلم جيدا مخاطر تربية الأسد في المنزل وقال "نقلته الى المزرعة على الرغم من علاقته الوطيدة بالعائلة وعدم تسجيل اية حادثة عنف بسببه، الا انني اتبعت القانون ونقلته الى المزرعة التي توفر للجانبين الحماية، الا ان نقله لا يعني ان عائلتي لا تزوره وانما هي تقصد المزرعة بمناسبات مختلفة للعب مع سيمبا".




الناشط البيئي وعضو منظمة المناخ الاخضر العراقية مهدي ليث، قال، تعقيبا على انتشار ظاهرة تربية الحيوانات المفترسة وتحديدا الاسود في المناطق السكنية، لموقع IQ NEWS ان "القوانين بالعالم تتيح تربية الحيوانات من خلال تقسيمها لقسمين الاول هو الحيوانات المنزلية pets والتي يسمح بالمتاجرة بها قانونياً وتربيتها في كثير من دول العالم والنوع الاخر هو الحيوانات المنزلية الخاصة Exotic pets وهي حيوانات يتم تربيتها بكثير من بلدان العالم لكن بشروط خاصة تفرض على المستورد والمربي ولكن هذه الحيوانات لا تضم المفترسة كالأسود والنمور والفهود حيث لا يسمح بتربيتها او المتاجرة بها عبر بالعالم الا للحدائق الخاصة بالحيوانات".


وتابع ان "ما يجري هو استيراد الحيوانات بشكل قانوني وبيعها للأشخاص العاديين بشكل غير قانوني ناهيك عن حالات إدخال الحيوانات بشكل غير قانوني ايضا لتربيتها او صيدها مثل بعض انواع الدببة والذئاب".


ليث قال عنها انها "خطرة جدا وانه يجب تدخل الوزارات المعنية لإيقاف حالة تربية الحيوانات المفترسة في المنازل حفاظاً على ارواح الناس".


وبين ايضا ماهية تربية الاسود مثلا بالقول "بعيدا عن المتعلقات القانونية، بالأصل تحتاج هذه الحيوانات الى مساحات واسعة للتربية وكذلك خبرة جداً عالية بالتعامل معها خاصة وأنها خطرة جدا على كل من المربين واهالي المنطقة ايضا".


أما الوضع القانوني لمقتني هذه الحيوانات في المنازل، يؤكد الخبير القانوني علي التميمي ان "قانون حماية الحيوانات البرية المرقم 17 لسنة 2010 في المادة 9 منه نص على عقوبة الحبس 3 سنوات مع غرامة 3 مليون دينار لمن يقتني الحيوانات المفترسة ويتركها في الشوارع كالأسود كما وان مقتضيات القانون تشدد على وجوب مصادرة الحيوانات هذه، ان تم تربيتها في المنازل، واعتقال مقتنيها".


كما بيّن التميمي، ايضا ان "من حق اهالي المناطق التي يقتني أحد افرادها حيوانا مفترسا اقامة دعوى في محكمة البداءة والمطالبة بنقله منها".