كعكة للطلاق.. نساء يحتفلن بالانفصال عن أزواجهن: بحثاً عن بداية جديدة

بغداد - IQ  


على الرغم من غرابة فإن "كي جي كيك" وهو محل مختص في صناعة المخبوزات والحلوى في السليمانية، صنع كعكة كتب عليها (مبروك الطلاق) وفق طلب زبونة من المدينة، رفضت الكشف عن سبب احتفالها بانفصالها عن زوجها وهي عادة غريبة نوعا ما على المجتمع العراقي.


املا بحياة "حلوة"


وعلى الرغم من ان صاحبة الحفل رفضت التحدث عن الاسباب فإن جاوان حمه قالت لموقع IQ NEWS: "مررت بالوضع ذاته واحتفلت مع جمع من الصديقات والاصدقاء بذلك وسط رفض عائلتي لهذا الحفل بسبب الطبيعة المجتمعية التي ترفض الانفصال فما بالك بإقامة حفل لأجله".


جاوان كانت تردد خلال حديثها ان الحفل كان املا ببداية جديدة سعيدة وأنها تود ان تبدأ المرحلة المقبلة من حياتها بالحلوى علها تكون "حلوة".


وعن تفاصيل الانفصال قالت "لم اقم الحفل لان طليقي كان سيئا، هو فقط كان مختلفا عني بكل شيء ويرفض النقاش بكل امر سواء كان مهم او غير مهم في حياتنا، هو كان لا يعلم معنى انها حياة مشتركة والتبادل بالرأي هو سيد الموقف دائما وبدلا عن التمسك بحياة لا رأي لي فيها اضطررت الى الوقوف بوجه عائلتي والانفصال عنه".


وتتلقى هذه الحفلات، "الغريبة نوعا ما" حسب رأي أكثر المتابعين لها، ردود فعل متباينة بين من تهنئ صاحبة الحفل وتتمنى لها بداية جديدة أفضل من سابقتها وبين من ترى ان نشر هذه الحفلات يدفع بالفتيات العازبات الى الاضراب عن الزواج خوفا من تبعاته ومن ان تلقى هي ايضا المصير ذاته.


حالات مرتفعة


ومع ارتفاع حالات الطلاق حيث أعلن مجلس القضاء الأعلى إحصائية عن عدد حالات الطلاق في عام 2021 بعموم البلاد ما عدا إقليم كردستان والتي وصلت الى أكثر من 73 ألف حالة بقليل في جميع المحافظات باستثناء الإقليم تصدرت هذه الحالات العاصمة بغداد بـ 27.163 حالة طلاق، تلتها محافظة البصرة في أقصى الجنوب بـ 7317 حالة طلاق، مع ارتفاع هذه الحالات ارتفعت معها حفلات الطلاق ايضا حيث تتجه "المطلقة" الى اقامة حفل رفقة صديقات لها او عائلتها في احدى المقاهي وتوثيق الحفل ونشره.


الأثر النفسي


"البداية تحتاج لوقت طويل"، حسب رأي الباحثة النفسية بان كاظم، التي قالت لموقع IQ NEWS ان "الحفلات هذه قد تحمل عدة تفسيرات، منها ان المرأة غير مستعدة بعد للانفصال وبفعلها هذا تريد ان توصل رسالة مفادها ان على طليقها اعادة التفكير بقضية الانفصال كونها غير مهتمة".


وتقول الباحثة ان "التفسير الاخر هو ان التجربة كانت فعلا قاسية وانها تحتفل بانتهائها وسط من تشعر معهم بالأمان الذي افتقدته وانها قد تكون بداية قوية لمرحلة ما بعد الانفصال التي تعاني فيها المرأة من مشاعر محبطة او سيئة بسبب تغيير الحياة او طريقة المعيشة او العودة لبيت الاهل مع اطفالها ان وجدت او بسبب نظرة المجتمع العراقي للمطلقة على انها فشلت في انجاح الحياة مع زوجها".


وبرغم هذه التفسيرات وتعدد اسباب الطلاق بين التفكك والعنف الاسري وتدخلات الاهل، ترى كاظم ان "الخطوة الاولى للمرأة بعد الانفصال يجب ان تكون في اعادة ثقتها بنفسها ومحاولة ردم الثغرات النفسية التي تولدت لديها ما بعد الانفصال"، متابعة "عليها ان تلجأ لكل مساعدة ممكنة حتى لو كانت بالاتجاه الى الطبيب النفسي او للصديقات التي تمتلك، وانها من الضروري ان تتكلم بانفتاح عن المشكلات التي عانت منها واسبابها حتى وان كانت طرفاً فيها".