"الصليب الأخضر".. أول محمية عراقية لرعاية الحيوانات الضالة ومعالجة أمراضها في بغداد

بغداد - IQ  


يجازف فريق عراقي مكون من سبعة أشخاص، ومن كلا الجنسين، بوقته وطاقته وممتلكاته المادية ايضا من اجل الحيوانات الضالة، حيث أسسوا محمية على ارض ليست بالكبيرة، بمساحة تبلغ 200 متر مربع في بغداد، تحت عنوان "الصليب الأخضر" الذي أطلقه فريق المتطوعين، لإيجاد الحيوانات المعاقة والمتألمة والمريضة في العاصمة والمناطق القريبة منها، لحماية تلك الحيوانات بعيداً عن ايذاء من اطفال او جوع او خوف.


لماذا الصليب الاخضر

مؤسس هذا الفريق والمحمية حاكم سامي الشمري، الحاصل على شهادة البكالوريوس في الادارة والاقتصاد، تحدث لموقع IQ NEWS، عن اسباب اختيار اسم مماثل لمنظمة عالمية قائلا: "الصليب الاخضر يشابه الصليب الأحمر بنشاطاته الانسانية ماعدا انه للحيوانات بأنواعها وأنها محلية لا عالمية".

الشمري تحدث عن بداية التأسيس في حزيران من عام 2021 بسبع اعضاء للفريق يجمعهم حب الحيوانات والرغبة بإحداث فرق بواقعها، ويتنوع اختصاص الفريق الذي تتراوح اعمار فريقه من 25 الى 42 عاما ومن كلا الجنسين، بين المختص بالطب البيطري وبين المسؤول عن مواقع التواصل الاجتماعي وصولا الى اعضاء متخصصين بالبحث والامساك بالحيوانات الشاردة او الاعتناء بهم.


ويتحدث الشمري، عن الانواع التي بدأت معها المحمية ومنها كلاب الجولدن والكلاب المهجنة بين نوعي الدوبر والكمجال وانواع مختلفة من الحيوانات الا ان اغلبها تكون من الكلاب والقطط السائبة بالمناطق.


وتقع محمية الصليب الاخضر في بغداد حي حطين، وتعمل بتمويل ذاتي من الاعضاء السبعة لها، حيث يجتمعون كل بداية شهر ويفتحون صندوقا خاصة للتبرعات بينهم فقط، التبرعات هذه تكون خاصة للحيوانات، معالجتها واعادة تأهيلها نفسيا حتى وعرضها للتبني على الناس بعد ذلك.


وعلى الرغم من ان المحمية لا يمكن ان تأوي الحيوانات الا ان اعضاءها ينجزون ما هو ابعد من ذلك للحيوانات هذه حيث يجرون عمليات جراحية ويقدمون الدعم والتأهيل النفسي للحيوانات المحتاجة، ويقول الشمري "اجرينا مرة عملية لكلب كان يعاني من ثلاثة كسور وكلفت العملية ما يقارب الـ700 دولار امريكي".


ويروي حاكم كيف ان اعضاء المحمية يمتلكون خططا عن تنظيم نشاطات خاصة بتوعية المجتمع بكل اعماره بأهمية الحيوانات وايضا كيفية العناية بها.


المحمية، بحسب كلام الشمري هي "حلقة وصل بين من يتبنى تلك الحيوانات وبين من يبلغ عنها فقط او يناشد بخصوصها، لا نمتلك حقيقة المساحة او المقدرات لإيوائها ولكننا نأمل ذلك، ولا نحصل على الحيوانات بشرائها مطلقا، وانما نحصل عليها من الشارع او المحال التجارية المختصة بالحيوانات حيث يمكن ان يتصل بنا أحدهم للتبرع بقطه المصاب بكسر احدى اطرافه او كلب مصاب بالصرع مثلا".


ويروي حاكم قصة كلب وفر له اعضاء المحمية ابرة علاجية لمرض الصرع بـ650 دولار أمريكي، وعالجته من الصرع وبقي فقط اثار نفسية قليلة يعمل اعضاء الفريق على معالجتها لإطلاقه من جديد في مكان آمن.

مساعدة الشرطة المجتمعية

وينجز فريق المحمية عدة نشاطات بالاشتراك مع الشرطة المجتمعية كالتي جرت قبل شهر مضى من كتابة هذا التقرير وقام بها اعضاء المحمية بقيادة الشمري مع الشرطة في منطقة الداودي بالعاصمة بغداد، وحصل الفريق على مكالمة هاتفية من طبيب بيطري يعمل على تهجين سلالات للكلاب ونتج عنها 14 كلب مهجن او "غريب" حسب وصف الشمري، ورغب الطبيب بالتخلي عن حيواناته لعدم سيطرته عليها الامر الذي اضطر فريق الصليب الاخضر الى نقلهم الى مقالع الوحدات العسكرية.


ونقل الفريق أكثر من 400 كلب، بمساعدة الشرطة المجتمعية الى المقالع (التي ترمى فيها بقايا وجبات الوحدات العسكرية) وتوفر للكلاب المأكل والمشرب والمسكن ايضا.

محميات العراق

ويخلو العراق من المحميات، باستثناء محميات لحيوانات برية كالغزلان، لحمايتها من الصيادين والمحافظة على أعدادها ويبلغ عدد هذه المحميات ثلاثة فقط، وفق الناطق باسم وزارة الزراعة حميد النايف وهي "موجودة في محافظات ديالى وميسان والمثنى" في وسط العراق وجنوبه فيما بدأ إقليم كردستان منتصف العام 2016 إنشاء محمية واسعة في أربيل، كبرى محافظات الإقليم، لكن العمل لم يكتمل حتى الآن.


ويأمل حكيم في الحصول على الدعم الذي يؤهل الفريق لتوسعة المحمية لتؤوي الحيوانات بدلا عن معالجتها واطلاقها فقط خاصة وانه يرى ان الفريق ينجز عملا هائلا بتغطية حاجة الكم الهائل من الحيوانات المظلومة في العاصمة.