فيها القراءة والرسم والموسيقى

مكتبة "art books" ببابل: نافذة لخلق جيل "حلّاوي" مثقف بأيادٍ شابة

بغداد - IQ  


يقف الشاب حسن الاسدي صاحب الـ23 ربيعا، وسط عدة صور مثبتة على حائط تقع في مركزه عبارة (يسقط خوفنا) وتدور حوله صور لمحمد مهدي الجواهري وأم كلثوم ومارلين مونرو وزها حديد وعبد الحليم حافظ، بالإضافة الى الشهيد صفاء السراي والشاعر عريان السيد خلف، كتب تحتها (واحنا شما زرعنا الزين عالموزين نتحاسب)، وهذا الحائط هو أول ما تقع عليه عين أي زائر لمكتبة (art books) في محافظة بابل.


البداية


بدأ حسن الأسدي مشواره في بابل كناشط مدني ومسؤول العلاقات العامة لمؤسسة تراث بابل. ويقول لموقع IQ NEWS: "أقدر الكتب خاصة النوادر منها وبسبب شغفي فيها قررت أن أفتح مكتبة لدعم القراءة بأسعار مناسبة في محافظة بابل خاصة وأنني أرى قلة المكتبات الخاصة ببيع واستعارة الكتب في الحلة والتراجع عن القراءة في الفترة الأخيرة".


ويضيف أن "مكتبتي تحتوي على تسعة الاف كتاب بمجموعة كبيرة ومتنوعة من الاختصاصات، منها الخاصة بالأدب والفن والسياسة وكتب تنمية الذات والفلسفة بالإضافة إلى الإصدارات الأولى من النتاجات الثقافية أيضاً".


يقضي حسن أغلب وقته داخل مكتبته التي تقع في شارع 40 وما إن تسأله على كتاب حتى يعرف أين يقع بسهولة يقول "أحفظ أماكن الكتب جميعها واجردها أسبوعيا فالوقت الممتع بالنسبة لي هو ترتيب الكتب".



نشاطات أخرى


يعمل حسن ومجموعة من شباب الحلة في مؤسسة تراث بابل على تأسيس جيل واعي ومثقف من خلال مجموعة من الكتب العلمية والثقافية والادبية وهذا جانب من جوانب المؤسسة بالإضافة الى اقامة ورش خاصة بتعليم العزف والرسم وورش توعوية ايضا بالإضافة الى ناد خاص بالقراءة يجتمع كل يوم جمعة يطرح فيه عنوان لكتاب معين وتتم مراجعته من قبل مجموعة من الشباب والبنات يتراوح عددهم من 40 الى 60 مشارك.




محيط مشجع


حظي حسن بدعم كبير، حيث يقول "اصدقائي واعضاء المؤسسة واعضاء النادي وعائلتي كانوا اول المشجعين لي بأنشاء المكتبة"، الا انه يحظى ايضا بدعم واسع على مواقع التواصل الاجتماعي بين معلق يود التبرع للمكتبة بعدد من مقتنياته الادبية وبين نشطاء وادباء من الحلة ايضا.


وتستقطب مكتبته الاعمار من 15 الى 50 عاما فيما تضم المكتبة الكثير من الكتب القديمة مثل الازياء الاشورية ومجلة (سومر) طبعة عام 1970 والتي تبحث في تاريخ العراق واثاره ويحصل الاسدي على النوادر من خلال زياراته الى شارع المتنبي في العاصمة بغداد حيث يشتري كل ما هو قديم ويتصل به اصحاب المكتبات هناك ان وقع تحت ايديهم ما يمكن ان يسترعي اهتمام الشاب الحلي.


وبما انه، حسب حسن، لا توجد مكتبة اخرى في المنطقة المحيطة بـart books يوفر حسن كل انواع الكتب ويقول "اوفر جميع الكتب لأنني اؤمن بالاختلاف وان القراءة هي زيت قنديلك ومن لا يقرأ يعيش حياة واحدة فقط".


ويعمد حسن الى تشجيع القراءة وشرح الكتب ايضا عبر منصات التواصل الاجتماعي فمثلا نشر مرة "هل قرأت من قبل (شخصية الفرد العراقي) ويشرح فيه كيف ان الكتاب لا يتجاوز لـ80 صفحة للدكتور علي الوردي وينقسم الى قسمين الاول يتكلم عن الشخصية البشرية بصورة عامة والثاني عن الشخصية العراقية بالتحديد بشرح مختصر (للأسف) لكن يعطي فكرة عامة وجيدة عن الفرد العراقي".